عيون وآذان العرب في الغرب

عيون وآذان (العرب في الغرب)

عيون وآذان (العرب في الغرب)

 عمان اليوم -

عيون وآذان العرب في الغرب

جهاد الخازن

لماذا يُمنع في موسم الصيد أن نصطاد سياحاً؟ في موسم الصيد يُسمح للهاوي مثلي أن يصطاد طيوراً، أو حيواناً غير أليف. ولكن الصيف موسم السياحة وصيد السياح ممنوع.
اصطدت في بريطانيا والولايات المتحدة، وفي هنغاريا ووسط فرنسا، بعد أن شردتنا الحرب الأهلية عن لبنان. ويقولون بالإنكليزية عن موسم الصيد إنه «موسم مفتوح» ففي أشهر معينة يُمنع الصيد ثم يُفتح في أشهر أخرى. وفي كل بلد اصطدت طيوراً لأنني أكره صيد الحيوان، وراودتني رغبة في صيد بعض السياح، ومنعني الجبن لا تديّني أو أخلاقي الحميدة.

في بلادنا هناك «موسم مفتوح» واحد هو صيد البشر إلا أنني أبقى مع موسم الصيف والسياحة، رحمة بالقارئ العربي.

كنت في لندن عندما انتهى شهر الصوم الكريم، وهجم السياح العرب، خصوصاً من الدول الثرية، على بلاد الإنكليز، ورأيت في منطقة نايتسبردج، حول المتاجر الكبرى، مثل هارودز وهارفي نيكولز، سيارات فخمة، وهذه كلمة تقصر عن وصف ما رأيت فالسيارات تحمل أرقام بلدان مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت، بعضها ثمنه مليون جنيه (استرليني مش سوداني) أو أكثر، وبعضها مطلي بلون ذهبي، وهو من نوع لا يراه الإنسان العادي إلا في المجلات لا في الطريق.

وعندما ذهبت إلى جنوب فرنسا لأنضم إلى العائلة أسبوعاً، رأيت في موناكو وكان سيارات أخرى من نوع ما سبق، وأكثرها تحمل لوحاته أرقاماً مفردة، ولفت نظري بينها أربع سيارات فخمة ضخمة كل واحدة منها تحمل حرفاً من حروف الهجاء والرقم ثمانية. فربما عند المالك 28 سيارة، كل واحدة منها على أحد حروف الهجاء والرقم ثمانية، إلا أنه لم ينقلها كلها إلى كان.

ولعل القارئ لاحظ أنني لم أذكر اسم البلد على لوحات سيارات الرقم ثمانية، فالقصد ليس النقد وإنما تسلية القارئ في قيظ الصيف في بلادنا إذا لم يكن قادراً على السفر في طائرة خاصة، وإرسال رتل سياراته في طائرة شحن، ربما كانت خاصة أيضاً.

وبلغ الأمر أن لصوصاً هاجموا موكباً سعودياً في باريس وسرقوا مالاً ووثائق وأحرقوا سيارة مع ترجيح السرقة قبل أي شيء آخر في الحادث.

أقرأ في صحف لندن أن السياح العرب يملكون أعلى قدرة إنفاق بين جميع زوار بريطانيا هذا الصيف. ولا أجد هذا غريباً فعندنا أثرياء، إلا أن الثراء ربما يجعل المعلق الأجنبي، وهو حسود بالولادة، يعتقد أن كل عربي ثري، مع أن هناك فقراً حتى في أغنى دولنا ذات الاقتصاد النفطي.

تجربتي الشخصية تقول إن الإنكليزي مهذب يستطيع أن يكتم رأيه بأن يعض على شفته العليا كما تقول عبارة بالإنكليزية. أما الفرنسي فعصبي المزاج ويخرج من البيت كأنه يبحث عن إنسان يختلف معه. مع ذلك، إنكلترا (ولا أعرف غيرها من بريطانيا) وفرنسا بلدان جميلان يستحقان الزيارة، فلا أفهم لماذا يأتي سائح إلى لندن أو باريس ويقضي إجازته في انتقاد هذا أو ذاك. يا أخ، إذا كان الإنكليز والفرنسيون لا يعجبونك ابقَ في بلدك لترتاح وتريح.

على الأقل، الإنكليزي لا يعطي الزائر سبباً للشكوى والفرنسي يجعلك بعصبيته تحب بلدك أكثر. ثم هناك الإيطالي، وهو يحب الضحك والغناء حتى لو كان بلده لا يخرج من أزمة مالية إلا ويدخل أخرى.

والبلد في النهاية هو الناس، وليس ما يعتقد بعضنا أن البلد نشيد وطني وشركة طيران تحمل اسمه.

حاولت جهدي أن أبعد القارئ عن مصائب السياسة العربية، ولعلني أردت استدراجه إلى كلمة جد قصيرة في النهاية، فقد زرت بيروت في الصيف ووجدتها خاوية على عروشها، وأنا صغيراً كبيراً لم أعرف صيفاً في لبنان من دون السعوديين والكويتيين وأهل الخليج الآخرين والعراق ومصر. أين هم؟ السائح يريد إجازة مع أسرته في موسم الصيف، لا أن يصطاده إرهابي. وإذا كان السياح العرب غابوا عن لبنان ســنة أخرى، فأهل لبنان مسؤولون، ولعل أيام الخير تعود بعد سنة أخرى وصيف آخر.

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان العرب في الغرب عيون وآذان العرب في الغرب



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab