عيون وآذان المرأة تعاني في كل بلد

عيون وآذان (المرأة تعاني في كل بلد)

عيون وآذان (المرأة تعاني في كل بلد)

 عمان اليوم -

عيون وآذان المرأة تعاني في كل بلد

جهاد الخازن

المرأة العربيّة تقدّمت سنوات ضوئية في العقد الأخير أو العقدين، فأنا أتابع أخبارها، من منطلق المهنة والمحبة، من المحيط إلى الخليج. مع ذلك هي لا تزال منقوصة الحقوق في كل بلد عربي، مضطهدة في هذا البلد أو ذاك، معزولة في بلد آخر، وحيث نافست الذكور وسبقتهم تعثرت أمام الحاجز الأخير نحو مساواة كاملة في الحقوق والواجبات.
معلهش. حظ المرأة العربية أفضل ألف مرّة من حظوظ نساء بلدان أخرى، ويكفي مثلاً خطف جماعة «بوكو حرام» الإرهابيّة الخارجة على نصّ الإسلام وروحه بنات مدرسة في نيجيريا لأنها ترفض تعليم البنات.
خطف بنات المدرسة جعلني أراجع ما عندي عن حقوق المرأة في الشرق والغرب، ووجدت دراسة عن الموضوع لمؤسسة بحث غربية، كأنها كتبت بناءً على طلبي، شملت 2500 شركة كبرى.
الدراسة تقول ان ثلاثة في المئة فقط من هذه الشركات تحتل فيها النساء منصب المدير التنفيذي الرئيسي، وحيث تحتل المرأة أعلى منصب يكون طردها أو ارغامها على ترك منصبها أسهل منه لو كان الرئيس رجلاً.
الدراسة تزامنت مع طرد جيل ابرامسون من عملها رئيسة تحرير لجريدة «نيويورك تايمز» وإرغام ناتالي نوغايريد على الاستقالة من رئاسة تحرير «لو موند»، والجريدتان هما الأهم في الولايات المتحدة وفرنسا.
لفت نظري في طرد ابرامسون أنها كانت أول رئيسة تحرير في «نيويورك تايمز»، وأنها لم تبق في العمل أكثر من سنتين ونصف سنة وتميّز عملها بخلافـــات لها مع الإدارة والتحرير، حتّى أن رئيس مجلس الإدارة آرثر سولزبرغر تولّى بنفسه ابلاغ المحررين المذهولين قراره طردها. وقد خلفها نائبها دين باكيت، وهو أول أميركي أسود يشغل رئاسة التحرير في الجريدة التي تحمل لقب «السيدة الرمادية».
ناتالي نوغايريد بقيت في منصبها مدة أقل من ابرامسون، فهي اختيرت رئيسة لتحرير «لو موند» قبل 14 شهراً فقط. والجريدة لها اسلوب فريد في التعامل مع رئاسة التحرير، فالإدارة ترشّح عدداً من المحررين الكبار، والمحررون يختارون من بينهم رئيس التحرير. وهكذا فالزملاء الذين اختاروا نوغايريد رئيسة للتحرير هم الذين عادوا ليطالبوا بعزلها حتّى ارغمت على الاستقالة.
الصحافة الغربيّة مثل واضح على قلة النساء في المناصب العليا فقد قرأت نقلاً عن جمعية محرري الصحف الأميركية ان النساء يمثلن 37 في المئة من العاملين في الميديا الأميركية إلا انهن يشغلن عشرة في المئة من المناصب الرئيسية. والنتيجة، وفق تقرير لمراقبة الميديا العالمية عام 2010، ان نصيب النساء من الأخبار كلّها 24 في المئة فقط، أي نصف حجمهن في المجتمع. وحتى عندما تعمل الأنثى يكون مرتب المتفوقة في الدراسة مثل مرتب ذَكر من مستوى وسيط.
ربما وجدت امرأة عربية تشعر بأنها قادرة على القيادة والإنجاز عزاءها في ان المرأة حقوقها منـــقوصة حتّى في الغرب «المتقدم»، إلا ان المطلوب ليس تعزية نسائنا، بل دعم مســيرتهن للمساواة مع الذكور على كلّ صعيد.
واختتم كما بدأت ببنات المدرسة في نيجيريا، فزعيم الخاطفين أبو بكر شِيكاو هدد ببيعهن سبايا. وهناك ما يعادل هذا همجيّة في جنوب أميركا حيث تخطف فتيات إلى أماكن بعيدة ليتعرضن لأبشع أنواع الاغتصاب والتعذيب. وقرأت تحقيقاً باكياً في «نيويورك تايمز» عن أم من الأرجنتين اسمها سوزانا تريماركو أسست جمعية للبحث عن البنات المخطوفات بعد ان خطفت ابنتها قبل 12 سنة. وقرأت عن امرأة قتلها زوجها أو أهلها رجماً بالحجارة في باكستان حيث تُقتل أكثر من ألف امرأة كل سنة، وعن فتاتين هنديتين تعرضتا لاغتصاب جماعي ثم شنقتا من شجرة، وعن عودة محاولات اغتصاب البنات الى ميدان التحرير، وعن، وعن...
المرأة تعاني في كل بلد، من الأميركتين الى أوروبا وآسيا وكل مكان. وهي تعاني في بلادنا أيضاً، إلا أنها أصبحت أحسن حالاً بكثير من غيرها، فأدعو لها باستمرار النجاح وأقول مقارناً: بعض الشر أهون من بعض.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان المرأة تعاني في كل بلد عيون وآذان المرأة تعاني في كل بلد



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab