عيون وآذان قرأت لكم

عيون وآذان (قرأت لكم)

عيون وآذان (قرأت لكم)

 عمان اليوم -

عيون وآذان قرأت لكم

جهاد الخازن

عدت من سفر الى بيتي في بيروت ووجدت على طاولة في مدخله الكتاب «وجدانيات» مع إهداء كريم من مؤلفه الصديق واجد أحمد دوماني الذي يقول في المقدمة أنه خضع لإلحاح العائلة وفتح نوافذ الذاكرة ليكتب مذكرات وجدتها تجمع بين معلومات مهمة، هي جزء من تاريخنا الحديث، وأخرى مسليّة تعكس المحيط السياسي الذي عايشه المؤلف على إمتداد عقود. كنت أعتقد أنني أعرف واجد دوماني، وأحمد وميّ من أبنائه، إلا أنني وقد قرأت مذكراته أجد أنني عرفت شيئاً وغابت عني أشياء. إفترضت دائماً أن أخانا واجد من أصل لبناني أو فلسطيني ويحمل الجنسية الكويتية فقد كان بدء معرفتي به وهو المسؤول الاعلامي الكويتي في بيروت، إلا أنني إكتشفت بسرعة أنه وُلِد في جرابلس التابعة لمحافظة حلب على الحدود مع تركيا، لأب تركي هو أحمد أورخان بك الذي بدأ ضابطاً في الجيش العثماني وصل الى رتبة عميد أو «طابور كوماندن» بالتركية، وتوفي الوالد وهو طفل فانتقل مع والدته الى بيروت. وهكذا فالأخ واجد سوري المولد من أصول تركية ويحمل الجنسيتين اللبنانية والبريطانية مثلي. لو كتبتُ ذكريات يوماً لكان بعض المادة مماثلاً، لا مجرد مشابه، لما كتب واجد دوماني، خصوصاً نوع العلاقة مع وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الأحمد، الأمير الآن، والشيخ ناصر المحمد، وزير الديوان الأميري يوماً، ورئيس الوزراء بعد ذلك. هما أيضاً أقرب أهل الحكم في الكويت الى نفسي. لو زدت رجلاً ثالثاً لكان فهد الأحمد (أبو الفهود) رحمه الله على خلفية علاقته بالمقاومة الفلسطينية. غير أن أخانا أحمد يزيد الشيخ جابر العلي الذي لم أعرف منه سوى عمله وزيراً للإعلام. المؤلف يروي عن نوبات الغضب التي كانت تنتاب جابر العلي، وعن علاقاته مع المثقفين العرب، واهتمامه بعلم النفس الى درجة مجالسة علمائه حول العالم ومناقشتهم، وموقفه من المرأة. ويضم الكتاب نصّ مقابلة بين الشيخ جابر العلي ومؤسس حزب البعث ميشال عفلق في دمشق حضرها وكتب ما دار فيها. المقابلة جزء من التاريخ السياسي السوري وتستحق أن تُعمَّم ليقرأها الناس. مرة أخرى، لو كتبت مذكرات كان ما سأكتب عن علاقتي مع نزار قباني هو ما كتب واجد عن علاقته مع الشاعر الحبيب، وعن جلسات مع نزار وهو يقرأ للحاضرين من شعره... ونزار كان يهاتفني قائلاً: عندي قصيدة مفخخة، بمعنى أن نشرها سيمنع «الحياة» في هذا البلد أو ذاك، فأذهب الى شقته في لندن وأجلس وأمامي فنجان قهوة ونزار يقرأ لي قصيدة نارية جديدة يرفض أن يغيّر كلمة فيها. «وجدانيات» كتاب مقروء جداً يجمع بين الخاص والعام، وبعض المعلومات من شاهد عدل أجدها جزءاً من تاريخ لبنان والكويت والمنطقة. ضاق المجال فأكمل بالكتاب «عام الجراد» من تأليف المفكر الفلسطيني سليم تماري، الأستاذ في جامعة بيرزيت، وهو كتاب كنت قرأته قبل حوالى سنة، وعاد الى الذاكرة مع هجوم الجراد على بلادنا، بما فيها فلسطين المحتلة (اسرائيل) حيث نزل الجراد بين أهله وعشيرته. الكتاب يأخذ إسمه من «عام الجراد» وتحديداً 1915 عندما غزا الجراد بلاد الشام، وهو ينقل عن مذكرات كتبها جنود ثلاثة في الجيش التركي أيام الحرب العظمى، هم: إحسان ترجمان وعارف شحادة من القدس، ومحمد فصيح من مرسين. وأكثر المادة المنشورة هي لترجمان. لا أستطيع أن أفي الكتاب حقه في هذه السطور، وإنما أقول أن القارئ سيجد فيه ضالته إن أراد معرفة المزيد عن الحرب العظمى وأثرها في العلاقات بين العرب وتركيا، أو المجتمع العربي الذي أفرزته الحرب، أو أشراف القدس، أو جمال باشا، أو كمال أتاتورك. السياسة التركية ازاء العرب ربما يلخصها كلام مسؤول تركي قال: في فلسطين إستعملنا الترحيل. في سورية الإرهاب. في الحجاز الجيش. كتاب يرقى الى أهمية المرحلة التي تناولها، وأحض كل قارئ قادر على قراءته، وأصرّ على أنه لن يندم بل سيجد في كل صفحة من صفحاته متعة الإكتشاف. نقلا عن جريدة الحياة

omantoday

GMT 10:48 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 10:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 10:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 10:44 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 10:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 10:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 10:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان قرأت لكم عيون وآذان قرأت لكم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab