استئذان بالانصراف

استئذان بالانصراف

استئذان بالانصراف

 عمان اليوم -

استئذان بالانصراف

غسان الإمام

عرفت هيكل عن قرب. وتابعته عن بعد. وفي الحالتين٬ كان «الأستاذ» عندي «باشا الصحافة المصرية».

وتشاء مفاجآت الاستئذان بالانصراف٬ أن يرافقه في الرحيل بطرس غالي «باشا الإدارة المصرية».

ولا ينقص من قدر هيكل أن ينشغل أركان الدولة عن تشييعه. فقد كانوا مشغولين عن الوفاء٬ بتشييع باشا الإدارة! وكأنهم لا يعرفون أن باشا الصحافة هو الذي هيأ له الفرصة لتسلق الشهرة العالمية٬ كأمين عام أسبق للأمم المتحدة.

لا أرثي الرجلين. فقد سبقني إلى ذلك زملاء. غير أني لمست عند بعضهم تجاهلا لمسيرة باشا الإدارة. ونكاية وشماتة بشحوب مزعوم في مسيرة عملاق الصحافة٬ بعد أن غادره جمال عبد الناصر.

وصرفه أنور السادات من دون استئذان٬ من الوزارة. واستأذن أصحاب النكاية والشماتة٬ فأقول إني لم ألاحظ٬ في لقاء طويل مع «الأستاذ» في باريس٬ أنه يعاني من أي إحباط.

تعودت أن أميز بين الممارستين السياسية والشخصية. الخلاف مع هيكل في السياسة٬ لا يمنع من تقديمه إلى ألوف الصحافيين العرب٬ مثالا يحتذى في فن وتقنية الأداء الإعلامي اللذين ترافقا عنده٬ بالحرص على كبرياء الشخصية وكرامتها

. ففرض احترامه على الساسة. بل تقدم عليهم في النفوذ والتأثير. أتاحت الفرصة المبكرة لمحمد حسنين هيكل أن ينتسب إلى مدرسة محمد التابعي الصحافية٬ عندما عمل في صحيفته الأسبوعية (آخر ساعة). فأضفى على موهبته الفذة حرفة المدرسة التابعية٬ في بساطة اللغة. وحلاوة العبارة. وصقل الرواية. والبعد عن السجع والإنشاء.

قُتل أحمد محمد حسنين (باشا) رئيس الديوان الملكي (1945). فناء كاهل التابعي بتكاليف إصدار المجلة.

فباعها هي وهيكل سكرتير تحريرها٬ إلى تلميذه الآخر مصطفى أمين (1946) الذي كان قد أصدر صحيفة «أخبار اليوم» الأسبوعية (1944).

أعتقد أن رئيس التحرير الكفء٬ هو الذي يحيط نفسه بمحررين أكفاء. منح مصطفى أمين هيكل حرية الحركة. ما أحرى بكليات الإعلام أن تدرس التحقيقات (الريبورتاجات) التي أجراها هيكل في فلسطين (1948). فقد بلغت شأوا عاليا في محاكاة فن الرواية لدى الصحافة الأميركية.

فن العلاقات العامة مَّيز صحافيي المدرسة التابعية. في خندق تحت أرض الفالوجة المحاصرة٬ التقى هيكل بـ«البكباشي» جمال عبد الناصر. دار بين الرجلين حوار غاضب٬ حول دور الإعلام في المعركة.

انتهى التعارف بنشوء ثقة متبادلة. واقتنع عبد الناصر بمعلومات وتحليل هيكل لموقف الإنجليز آنذاك. وخلاصته أنهم لن يتدخلوا٬ لإحباط تدخل الجيش المصري لقلب النظام (1952). ثم صاغ هيكل أفكار زعيمه في «فلسفة الثورة» الصادر في عام 1955.

فكافأه بإيلائه رئاسة تحرير «الأهرام» اليومية (1957).

في ظروف تألقه. وتحوله من محرر. ومخبر. وكاتب ريبورتاج٬ إلى معلق. فكاتب سياسي٬ أتاحت لي فرصة عملي في صحيفة «الوحدة» التي أصدرها عبد الناصر في سوريا٬ أن ألتقي مرارا بهيكل ومصطفى أمين اللذين كانا يرافقان رئيس جمهورية دولة الوحدة المصرية ­ السورية.

فبت أعرف عنهما. وعن مصر. والصحافة المصرية الشيء الكثير.

تعلمت من الصحافيين الكبيرين درسا في الترفع عن الرد على النكايات الصحافية. لكن هيكل ما لبث أن أخطأ مع مصطفى أمين٬ عندما نشر في «الأهرام» صوره٬ وهو في قبضة شرطة عبد الناصر.

مع ذلك٬ فقد قاتلت «أهرام» هيكل بجدارة أكثر من ضباط المشير عبد الحكيم عامر في حرب النكسة (1967). وأحرى بكليات الإعلام أيضا٬ أن تقدم دراسة أكاديمية لطلابها٬ عن فن وتقنية تشكيل الصفحة الأولى في «الأهرام»٬ في الأيام الـ15 التي سبقت نشوب الحرب.

مع انصراف عبد الناصر المبكر من دون استئذان (٬(1970 خاب أمل هيكل بسياسات السادات٬ بعدما انحاز إليه٬ في تصفيته لجناح علي صبري الناصري

omantoday

GMT 05:44 2017 الأحد ,09 إبريل / نيسان

ماذا كسبنا من أميركا ؟

GMT 06:28 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

حتى زاملت «الأستاذ» هيكل ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استئذان بالانصراف استئذان بالانصراف



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab