من يريد للفسطينيين التلهي باشاعة

من يريد للفسطينيين التلهي باشاعة؟

من يريد للفسطينيين التلهي باشاعة؟

 عمان اليوم -

من يريد للفسطينيين التلهي باشاعة

خيرالله خيرالله

لماذا اطلاق اشاعة الكونفيديرالية الاردنية- الفلسطينية مجددا؟ الواضح ان هناك من يريد، هذه الايّام من قسم من الفلسطينيين التلهي بالاشاعة. هناك، على الاصحّ، من يريد منهم ألتلهي بالكونفيديرالية التي لا وجود لمن يريد البحث فيها جدّيا. وهذا عائد الى اسباب عدة. من بين هذه الاسباب انّ الكونفيديريالية تقوم بين دولتين. الى الآن، لا وجود لشيء اسمه الدولة الفلسطينية المستقلة. من قال أنّ الاردن تريد الكونفيديرالية او تفكّر فيها في غياب الدولة الفلسطينية المستقلة "القابلة للحياة"؟ من يستطيع التأكيد أنّ الاردن ستكون مستعدة، حتى في حال وجود دولة فلسطينية مستقلة، لاعتماد خيار الفيديرالية او الكونفيديرالية مع مثل هذه الدولة؟ لا تفكير في الاردن سوى بالاردن وكيفية مواجهة الازمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد. انّها ازمة حقيقية في اساسها غياب الثروات الطبيعية في البلد. الاهمّ من ذلك كلّه، أن المملكة الاردنية الهاشمية تعيش في منطقة تتزاحم فيها الازمات. من سوء حظ الاردن أنها تتأثّر بكل الازمات بدءا بوجود حكومة اسرائيلية مصرّة على تكريس احتلالها لجزء من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية ورفضها خيار الدولتين. الى ذلك، لا اهتمام في اسرائيل بالكونفيديرالية، لا لشيء سوى لأنّ الاردن لا يمكن ان تقبل بايّ رابط من ايّ نوع كان مع الجانب الفلسطيني في غياب دولة فلسطينية مستقلّة فعلا عاصمتها القدس الشرقية. هل في استطاعة ايّ عاقل تصوّر تخلّي  الاردن عن رابط ما بالقدس الشرقية التي كانت تحت سيادتها حتى العام 1967؟ هذا لا يعني رغبة في عودة القدس الى تحت السيادة الاردنية بمقدار ما يعني الرغبة في ايجاد صيغة تخرج المدينة المقدسة من تحت الاحتلال ليس الاّ. هل هناك من يريد الاستخفاف بالرابط بين الاردن والقدس، بين الاردن والمسجد الاقصى تحديدا، وقد باع الملك الحسين، رحمه الله، منزلا له في لندن مطلع التسعينات من القرن الماضي بغية توفير الاموال اللازمة لاصلاح المسجد وتأمين اعادة طلاء قبته وجدرانه؟ من كتب عن الكونفيديرالية ونظّر لها لا يعرف شيئا لا عن فلسطين ولا عن واقع القضية الفلسطينية. فما لا يمكن تجاهله أنّ القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة حرجة لاسباب عدة. السبب الاوّل عائد الى وجود حكومة اسرائيلية لا همّ لها سوى العمل على الاستيلاء على جزء من الضفة الغربية وعزل القدس الشرقية عنها. السبب الثاني يتمثّل في الانقسام الفلسطيني. هناك هوة بين الضفة الغربية التي لا تزال، الى اشعار آخر، تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية من جهة وقطاع غزة من جهة اخرى. ليس ما يشير الى أنّ حركة "حماس"، التي تسيطر على غزة والتي تحوّلت الى امارة اسلامية على الطريقة "الطالبانية"، مستعدة للتخلي عن القطاع من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. الوحدة الوطنية آخر هموم "حماس" التي تعتبر أنّها استطاعت وضع يدها على القطاع وايجاد وسيلة للتعايش مع اسرائيل، بل للتفاهم معها. يحصل ذلك عبر الاخوان المسلمين في مصر الذين أمّنوا الصيغة المناسبة التي تضمن لـ"حماس" اقامة كيان مستقلّ في غزّة. بكلام اوضح، استطاعت "حماس" تأمين هدنة طويلة المدى مع اسرائيل، عبر الاخوان في مصر. تنصرف "حماس" خلال الهدنة الى تكريس سيطرتها على غزّة وحتى الى رفع الحصار عنها بديلا من اطلاق الصواريخ المضحكة- المبكية في اتجاه الاراضي الاسرائيلية. يبدو أن اطلاق الصواريخ استنفد غرضه بعدما أمّنت "حماس" ما تريده في غزة وبعدما اقتنعت بأنّ هذه الصواريخ تصلح لايجاد منفذ للتفاوض مع الاسرائيليين متى تأمّن الغطاء المصري المناسب! اما السبب الثالث الذي يجعل القضية الفلسطينية في وضع حرج، فهو عائد الى أنّ الادارة الاميركية ليست مهتمة كثيرا بالشرق الاوسط. هناك ادارة منصرفة بشكل كامل الى الوضع الداخلي الاميركي، خصوصا الى الاقتصاد. الاولوية الخارجية هي للصين والدول المطلة على المحيط الهادئ وليس للشرق الاوسط . لم تعد اميركا في حاجة، كما في الماضي، الى نفط الشرق الاوسط. أمّا على الصعيد الشخصي، صحيح أنّ لا وجود لعلاقة ودّية من اي نوع كان بين الرئيس باراك اوباما من جهة ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من جهة اخرى. لكنّ الصحيح ايضا أن لا رغبة لدى اوباما سوى في الابتعاد قدر الامكان عن نتانياهو الذي دعم علنا منافسه ميت رومني. من الواضح أنّ الرئيس الاميركي لن يذهب بعيدا في الردّ على رئيس الوزراء الاسرائيلي من اجل استرضاء الفلسطينيين الذين يبدو أنّ عليهم أن يقلعوا شوكهم بايديهم. أن يقلّع الفلسطينيون شوكهم بايديهم يعني اوّل ما يعني البناء على اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة، اي دولة تحت الاحتلال بحدود العام 1967. ما يبدو مطلوبا هذه الايّام اكثر من اي وقت البناء على الانجاز الذي تحقق في الجمعية العمومية للامم المتحدة حيث اعترفت مئة وثماني وثلاثين دولة، بينها ايران وكل الدول العربية، بفلسطين في حدود 1967. هل يستطيع الفلسطينيون البناء على هذا الانجاز بدءا باستعادة نوع من الوحدة الوطنية على اسس واضحة كل الوضوح، اي الاعتراف بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وفي اساسه خيار الدولتين؟  يبدو ذلك مستبعدا الى حد بعيد، بل مستحيلا، ويبدو ان طرح الكونفيديرالية جزء من مناورة تصبّ في عملية تستهدف في نهاية المطاف التوصّل الى هدنة طويلة في الضفة الغربية، على غرار الهدنة التي توصّلت اليها "حماس" مع اسرائيل في غزة. من قال أنّ اسرائيل تعترض على مثل هذا التوجّه الذي يمكن ان يتوّج بوضع "حماس" يدها على الضفة الغربية، فلا تعود حاجة لا الى مفاوضات ولا الى مفاوضين...ولا الى انهاء للاحتلال!

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يريد للفسطينيين التلهي باشاعة من يريد للفسطينيين التلهي باشاعة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab