«فورمولا وان» في البحرين  ما معنى ذلك

«فورمولا وان» في البحرين .. ما معنى ذلك؟

«فورمولا وان» في البحرين .. ما معنى ذلك؟

 عمان اليوم -

«فورمولا وان» في البحرين  ما معنى ذلك

خير الله خير الله

ليس في الإمكان الّا الشعور بالفخر والفرح عندما ينجح بلد عربي في تنظيم سباق من سباقات بطولة العالم لسائقي السيّارات المعروفة بـ«فورمولا وان». نجحت البحرين في تنظيم السباق الذي استضافته، للمرّة الأولى ليلا، لتأكيد أنّ ما بعد الليل النهار دائما وأبدا... السباق الذي استضافته البحرين للمرّة التاسعة، في عشر سنوات، دليل على وجود رغبة شعبية في احتضان الحدث الذي يشكّل اعترافا دوليا بقدرة المملكة على تجاوز الأزمة التي تمرّ بها في حال ترافق ذلك مع توفّر الوعي الشعبي لطبيعة المخاطر التي تواجه البلد. وهذا الوعي يبدو متوافراً الى حدّ كبير. إنّ مثل هذا النوع من السباقات اعتراف بالقدرة التنظيمية للبلد الذي يستضيف الحدث الذي يتابعه عشرات ملايين المشاهدين في العالم. أكثر من ذلك، يعطي تنظيم السباق فكرة عن مدى التطوّر في بلد معيّن مثل البحرين على سبيل المثال وليس الحصر. يندرج السباق في سياق المحاولات المبذولة في البحرين من أجل رفع المستوى المعيشي للمواطن نظرا إلى الفوائد التي يعود بها السباق والحلبة التي يقام فيها. الحلبة نفسها توفّر آلاف فرص العمل على مدار السنة، خصوصا أنها تستضيف نشاطات رياضية مرتبطة بسباقات السيّارات وغيرها من الرياضات طوال السنة. تحوّلت حلبة الصخير، شمال المنامة، إلى جزء من الدورة الإقتصادية في المملكة. وهذا يفسّر الى حدّ كبير الجهود التي يبذلها الراغبون في نشر البؤس في البحرين من أجل تعطيل السباق وثني الفرق العالمية عن المشاركة فيه على غرار ما حصل في العام . ليس سرّا أن هناك مجموعات داخل البحرين وخارجها تركّز على افشال سباق «الجائزة الكبرى». مثل هذا التركيز عائد إلى أن المطلوب أكثر من أيّ وقت إظهار أنّ أنّ هناك ثورة شعبية في البحرين. وهذا ليس صحيحا في أيّ شكل وفي أيّ مقياس. المؤسف أنّ هناك جهات في أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك بريطانيا نفسها، تصدقّ ما يقوله أصحاب الحملة المغرضة على البحرين. تبيّن، مع مرور الوقت، أن هذه الجهات التي تروّج لحملة على البحرين لا تعرف شيئا عن طبيعة ما تتعرّض له المملكة من دون أن يعني ذلك في أي شكل أن لا وجود لتقصير من الجهات الرسمية البحرينية في مجالات عدّة. في مقدّم هذه المجالات عدم شرح أهمّية السباق للناس العاديين وللعالم الخارجي. هناك شعور بأنّ التجاذب داخل أسرة الحكم يحول دون ذلك. هناك أيضا عامل الجهل بما يعنيه تنظيم سباق من هذا النوع وبهذاالمستوى في البحرين. هناك بإختصار عجز عن إعطاء صورة حقيقية عن البحرين وما تتعرّض له بدعم من الخارج في معظم الأحيان.لا وجود، بكلّ اختصار، لمن يستطيع الترويج للصورة الحضارية للبحرين وحقيقة ما يدور فيها. الأكيد أنّ البحرين ليست الدولة المثالية. ولكن إذا أخذنا في الإعتبار ما تحقّق على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي في بلد نضب فيه النفط باكرا، أمكن الحديث عن إنجاز حقيقي على معظم المستويات من دون تجاهل التقصير في بعضها. ليست حلبة الصخير وسباق «فورمولا وان» الذي استضافته، بنجاح، هذه السنة سوى تعبير عن وجود من يريد دفع البحرين إلى أمام، أي الى ربط المملكة بالثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم. هذه الثورة لا تقلّ في أهمّيتها عن الثورة الصناعية التي غيّرت طبيعة المجتمعات في الدول الأوروبية وفي العالم كلّه. أما الذين اعترضوا على السباق فهم الذين يريدون أخذ البلد إلى خلف، أي إلى التخلّف من جهة وإلى المنطق المذهبي الذي تقف خلفه ايران التي تعتبر البحرين ورقة من أوراقها في المنطقة من جهة أخرى. تعتقد ما يسمّى المعارضة البحرينية بكلّ بساطة أنّ في استطاعتها السيطرة على البلد عن طريق نشر ثقافة الموت فيه. البحرينيون من شيعة وسنّة ليسوا بالسذاجة التي تعتقدها «المعارضة» التي لم توفّر وسيلة الا واعتمدتها من أجل إفشال السباق وتعطيل الحياة في البحرين. من حسن الحظّ أنّ البحرين ليست وحدها. هناك دول عربية تقف الى جانبها وتعرف تماما ما على المحكّ في تلك الجزيرة، إضافة بالطبع إلى مغزى الإصرار على ضرب القطاعات التي يمكن أن تومّن فرص عمل للبحرينيين... بما في ذلك سباق «فورمولا وان» الكفيل بإعطاء صورة مختلفة عن مملكة عرف ابناؤها أهمّية المدرسة والجامعة باكرا. عرفوا أيضا قيمة العمل بدل الإتكال على الدولة والإقتصاد الريعي. لا شكّ أنّ على البحرين أن تساعد نفسها أوّلا. الإصرار على سباق «فورمولا وان» وتنظيمه جزء من البحث عن موارد ومداخيل تساعد في تحسين الوضع المعيشي للمواطن العادي بغض النظر عن مذهبه والقرية التي ينتمي إليها. مرّة أخرى، البحرين ليست دولة مثالية. هناك ثغرات كثيرة ولكن هناك ايجابيات تفوق الثغرات وتساعد في سدّ معظمها. من يهاجم سباق «فورمولا وان» ويعمل على تعطيله، لا يعرف شيئا عن العالم وعن أهمية مواكبة التقدّم التكنولوجي فيه، بما في ذلك دور هذا النوع من السباقات التي يشارك فيها أفضل السائقين العالميين في المحافظة على البيئة وتطوير محرّكات السيارات العادية. ليس مستغربا أن تكون تلك الحملة على سباق البحرين ما دام الذين يقفون خلفها يعتقدون أن نشر البؤس هو الطريق الأقصر لوصولهم الى السلطة. مشكلة هؤلاء المعترضين على السباق والذين يؤثرون في بعض الأوساط التي لها شأنها في أوروبا آنّ ليس لديهم أيّ بديل يقدّمونه باستثناء الشعارات الفارغة من نوع «النظام الدموي» في البحرين. ما هذا النظام الدموي الذي تتعرّض قوى الأمن فيه لإعتداءات بين حين وآخر من دون أن يكون لها حقّ الردّ في معظم الأحيان؟ البحرين ليست دولة نموذجية أو مثالية. لكنّ البحرين تحاول حلّ مشاكلها بالتي هي أحسن. هناك تقصير، لكنّ هناك جهدا كبيرا. ليس سباق «فورمولا وان» سوى جانب من هذا الجهد الذي يشير إلى وجود مجتمع حيّ يرفض انتصار ثقافة الموت هلى ثقافة الحياة. هذا كلّ ما في الأمر. هل البحرين مع ثقافة الحياة أم المطلوب أن تكون مجرّد ورقة تستخدم في نشر ثقافة الموت من منطلق طائفي ومذهبي بحت؟

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فورمولا وان» في البحرين  ما معنى ذلك «فورمولا وان» في البحرين  ما معنى ذلك



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab