تحقيق مع مكرم رباح مع الحقيقة والمنطق

تحقيق مع مكرم رباح... مع الحقيقة والمنطق

تحقيق مع مكرم رباح... مع الحقيقة والمنطق

 عمان اليوم -

تحقيق مع مكرم رباح مع الحقيقة والمنطق

بقلم - خير الله خير الله

يُعطي التحقيق الذي أجراه جهاز الأمن العام في لبنان، بناء على طلب مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة، مع الأخ والصديق مكرم رباح فكرة عن مدى هيمنة «حزب الله» على ما بقي من مؤسسات الدولة اللبنانية. ما حصل كان عنوانا آخر من عناوين السقوط اللبناني الذي يبدو أنّ لا قعر له.

كلّ ما في الأمر، أن مكرم رباح الذي يدرّس التاريخ في الجامعة الأميركيّة في بيروت، سعى إلى مصالحة اللبنانيين مع الحقيقة والمنطق، في حين المطلوب أن يكون لبنان في صدام دائم مع الحقيقة والمنطق مع ما يعنيه ذلك من إنجرار وراء المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة، وهو مشروع. يعني ذلك أيضاً نشر البؤس والجهل والدمار في لبنان وعزله نهائياً عن محيطه العربي.

سعى مكرم رباح إلى فضح «حزب الله» ومَنْ يدعمه. كان مطلوباً إسكاته وتأديبه لا أكثر كي يكون جزءاً من مجموعة تفعل بها إيران ما تشاء وتوصلها إلى نهاية مأسوية على غرار النهاية التي وصلت إليها غزّة.

وقف مكرم رباح بين قليلين في وجه تزوير التاريخ والإعتداء على الحقيقة والمنطق في بلد يرفض فيه «حزب الله» تسليم قتلة رفيق الحريري إلى العدالة بصفة كونهم «قديسين». دفع مكرم ثمن جرأته وشجاعته وموضوعيته بعدما قال للبنانيين ما يجب قوله بدل السقوط في فخّ الشعارات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه.

يظلّ السؤال لماذا ملاحقة مكرم رباح بدل سعي أجهزة الدولة إلى معرفة من قتل لقمان سليم، رفيق مكرم وصديقه، قبل ثلاث سنوات؟ لماذا لا توجد ورقة واحدة في ملفّ إغتيال جبران تويني؟ ولماذا لم يلاحق قتلة وسام الحسن على الرغم من وجود ملفّ في هذا الشأن؟

عدد الأسئلة التي يمكن طرحها لا يحصى، لكنّ المطلوب السكوت التام عما يرتكبه «حزب الله» حالياً في حقّ لبنان عبر فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل وربط إغلاق هذه الجبهة بوقف النار في غزّة.

تبدو جريمة مكرم رباح في أنّه يعمل مع قلّة من اللبنانيين على التنبيه إلى خطورة ممارسات «حزب الله» الذي لا هدف له سوى خدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

لا هدف لـ«الجمهوريّة الإسلاميّة» في الوقت الحاضر سوى التوصل إلى صفقة مع «الشيطان الأكبر» الأميركي على حساب لبنان وغير لبنان. لماذا على لبنان، مع آخرين غيره في العراق وسورية واليمن، دفع جزء من ثمن تلك الصفقة.

يقلّ يومياً عدد اللبنانيين الشرفاء الذين يقولون كلمة لا لـ«حزب الله» ويعترضون على ما يقوم به.

يعرف هؤلاء الشرفاء أن لبنان ليس سلعة تُباع وتشترى وأنّ الدفاع عن أرض لبنان فرض واجب.

كذلك يعرف هؤلاء الشرفاء، في طليعتهم مكرم رباح، أن الجبهة التي فتحتها إيران في جنوب لبنان لا تفيد غزّة في شيء. ليست هذه الجبهة أكثر من مبرّر ستستخدمه إسرائيل في يوم من الأيام، وربّما في المستقبل القريب، لشنّ حرب على لبنان وليس على «حزب الله».

ستكون تلك الحرب مدمّرة وستقضي على ما بقي من بنية تحتيّة من لبنان. هذا ما حاول مكرم رباح لفت النظر إليه بدل بقاء لبنان رهينة لدى «حزب الله» ولدى المشروع الإيراني الذي يقوم على ضرورة تدمير كلّ دولة عربيّة في المنطقة ونشر الجهل والبؤس فيها من جهة أخرى.

قاوم مكرم رباح بالكلمة. كشف إلى أي حدّ صارت مقاومة المشروع الإيراني في لبنان صعبة. لم يلجأ إلى المراوغة في قوله الحقيقة إن في لبنان وإن عبر الفضائيات العربيّة التي تستضيف مكرم رباح وتسمح له بقول ما يجب قوله مستعينا بالمنطق ولا شيء آخر غير المنطق.

لم يتردّد مكرم رباح في تسمية الأشياء بأسمائها. يقول صراحة، من دون أي مواربة، من قتل لقمان سليم في جنوب لبنان الموجود تحت سيطرة «حزب الله» كلّيا.

يحدّد من يقف وراء وجود نيترات الأمونيوم في أحد معابر مرفأ بيروت طوال سبع سنوات. أدى تفجير هذه المادة في أغسطس من العام 2020 إلى جريمة في حق بيروت ولبنان.

لا يوجد إلى الآن مَنْ يريد كشف أي تفصيل يتعلّق بتلك الجريمة المروّعة، خصوصاً بعدما وقف ميشال عون، رئيس الجمهوريّة وقتذاك، حاجزاً في وجه تحقيق دولي في كارثة تفجير مرفأ بيروت وتدمير ثلث المدينة.

يبدو مسموحاً ممارسة كلّ أنواع النفاق في لبنان، بما في ذلك الإشادة بحرب «حزب الله» التي سترتد وبالا على لبنان واللبنانيين في أسرع مما يتصور هؤلاء.

المهمّ الامتناع عن قول الحقيقة والاستعانة بلغة المنطق. من يقول الحقيقة ويلجأ إلى المنطق ينتهي أمام محقّق في مديريّة الأمن العام.

يدفع مكرك رباح ثمن رفضه أن يكون منافقاً وذليلاً. رفض أن يكون من طينة أولئك الذين يخالفون الدستور اللبناني يومياً من أجل تحقيق مآرب خاصة به. رفض بكل بساطة أن يكون تابعاً للزيف وللمشروع الإيراني الذي يستهدف لبنان كلّ لبنان وصيغة العيش المشترك فيه.

لوحق مكرم رباح وسيلاحق مجدداً لأنّه لبناني حر وشجاع وصادق أوّلا. يقول الحقيقة كما هي بعيدا عن أي مصالح شخصيّة أو أخرى ذات طابع مذهبي.

يعرف من قتل رفيق الحريري ورفاقه، في مقدّمهم باسل فليحان، ومن قتل سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وانطوان غانم وبيار أمين الجميّل ووسام عيد ووسام الحسن وفرنسوا الحاج وانطوان غانم ومحمّد شطح... ولقمان سليم.

يعرف مكرم رباح تاريخ البلد جيداً ويعرف خصوصاً أنّ مقاومة أكثريّة اللبنانيين لـ«حزب الله» مستمرّة ولن تنطفئ. يعرف خصوصا أن الحقيقة وحدها تنقذ لبنان وأن لا بديل يوماً من العودة إلى لغة المنطق... حتّى لو كان الاحتلال الإيراني كلّف لبنان وسيكلّفه الكثير!

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحقيق مع مكرم رباح مع الحقيقة والمنطق تحقيق مع مكرم رباح مع الحقيقة والمنطق



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab