اوباما رئيس محيّرومحتار

اوباما رئيس محيّر...ومحتار

اوباما رئيس محيّر...ومحتار

 عمان اليوم -

اوباما رئيس محيّرومحتار

خيرالله خيرالله

لا يزال الرئيس باراك اوباما رئيسا محيّرا، بل محتارا، على الرغم من انه موجود في البيت الابيض منذ اكثر من اربع سنوات.هل لا يزال الرجل يبحث عن طريقه...ام أنّه اتخذ قرارا واضحا يتلخص بأنّه ليس مستعدا لأيّ مبادرة من أيّ نوع خارج حدود الولايات المتحدة؟ من يتمعّن القراءة في نص الخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي قبل أيّام عن "حال الاتحاد"، وهو الخطاب الاوّل منذ بدء ولايته الرئاسية الثانية، يتأكد من أنّه مصرّ على تفادي أيّ حروب جديدة أو أي تدخل عسكري  في أي نزاع في هذه المنطقة او تلك من العالم. يبدو مقتنعا بأنّ عليه البقاء داخل حدود اميركا. يبدو مصمّما على التزام حدود معينة. يُخشى سعي آخرين الى استغلال ذلك. على رأس هؤلاء كوريا الشماية وكلّ من النظامين في سوريا وايران. هل يعي اوباما هذا الواقع، ام أنّه مستعد للقبول به وبالنائج التي ستترتب عليه؟ الظاهر أن اوباما يريد أن يقول للاميركيين أنّه تعلّم شيئا من السنوات الثماني التي امضاها جورج بوش الابن في البيت الابيض بين السنتين 2000 و2008 ومن ولايته الرئاسية الاولى. يريد القول أنه غير مستعد لتكرار كارثة العراق او الدخول في حرب، مثل حرب افغانستان، لا يمكن للولايات المتحدة أن تخرج منها رابحة. يدرك الرئيس الاميركي أن حربي العراق وافغانستان لعبتا دورا اساسيا، ان لم يكن الدور الاساسي، في اغراق القوة العظمى الوحيدة في العالم في ازمة اقتصادية عميقة وطويلة في آن. يستطيع باراك اوباما التشديد على أنّه نجح في الخروج من العراق بأقلّ مقدار ممكن من الخسائر، وان كان ذلك على حساب العراق والعراقيين، وأنّه وضع خريطة طريق للخروج من افغانستان. سيسحب الرئيس الاميركي اربعة وثلاثين الف جندي من افغاستان خلال سنة. أي نصف عدد القوات الموجودة حاليا في هذا البلد. لا شكّ أن ذلك سيريح الاميركيين. ولكن ما قد يريحهم اكثر هو تحسين وضع الاقتصاد. وهذا ما شدّد عليه باراك اوباما الذي اكّد أنّه سيعمل من اجل مكافحة الفقر ورفع مستوى التعليم وزيادة حجم الطبقة المتوسّطة وخفض مستوى الانفاق العسكري. اننا امام رئيس ليبيرالي فاز بولاية ثانية بفضل اكثرية جديدة بدأت تتكوّن في الولايات المتحدة تضم مجموعة كبيرة من الاقليات على رأسهم السود والذين يتكلمون الاسبانية والاسيويين، فضلا عن النساء، خصوصا العازبات. ما لا يمكن تجاهله أنّ وسائل الاتصال الجديدة، على رأسها شبكة الانترنت، لعبت دورا مهمّا في تمكين المرشح الديموقراطي من جمع تبرّعات عن طريق مواطنين عاديين باتوا قادرين على المساهمة في حملته الانتخابية وتوفير عشرات ملايين الدولارات... يعبّر باراك اوباما عن اميركا جديدة اكثر ليبيرالية، اميركا التي تفضل استخدام القوة الناعمة في تعاطيها مع النزاعات الدولية. ربّما كان ذلك ما دفع كوريا الشمالية، التي على رأسها شاب اسمه كيم جونغ - اون لا يمتلك خبرة سياسية، الى تحدي القوة العظمى الوحيدة عن طريق اجراء تجربة نووية. هل اراد كيم جس نبض باراك اوباما باكرا، أيّ بعد أيّام معدودة من بداية الولاية الثانية والاخيرة للرئيس الاميركي بغية التأكّد من أنّه قادر على الاستفادة الى ابعد حدود من السياسة  التي يعتمدها المقيم في البيت الابيض؟  ما الذي سيمنع بيونغيانغ، في هذه الحال، من دخول عالم المتاجرة بالتكنولوجيا النووية، هي التي لم تتردد يوما في المتاجرة بتكنولوجيا الصواريخ بكلّ انواعها، فضلا بالطبع عن ممارسات اخرى مرتبطة الى حدّ كبير بكلّ ما هو ممنوع في هذا العالم؟ تحدّت كوريا الشمالية الولايات المتّحدة في وقت كان الاعتقاد السائد في معظم الاوساط الدولية أن كيم جونغ- اون سيفكّر طويلا قبل الاقدام على خطوة من هذا القبيل وأنّه سيبحث عن طريقة للحدّ من المجاعة في بلده. الاكيد أنّ آخرين، بما في ذلك النظامان الايراني والسوري سيحاولان قدرالامكان الاستفادة ايضا من رغبة اوباما في تفادي ايّ تدخل عسكري في هذه المنطقة او تلك من العالم. ولذلك تبدو طهران غير متحمسة الى الدخول في حوار جدّي في شأن برنامجها النووي لا مع الولايات المتحدة ولا مع المجتمع الدولي ممثلا بالاعضاء الدائمين في مجلس الامن اضافة الى المانيا. كذلك، لم تعد ايران تجد غضاضة في الاعلان عن أي مفاوضات في شأن برنامجها النووي لا بدّ أن تشمل دورها الاقليمي، بما في ذلك مشاركتها في رسم مستقبل البحرين وسوريا... ولبنان ضمناً. أمّا النظام السوري، فيبدو أنّه يقرأ من خطاب اوباما الجانب الذي يناسبه. يرى في الخطاب ضوءا اخضر يسمح له بمتابعة قتل شعبه والتنكيل به الى ما لا نهاية في وقت تعمل فيه الادارة الاميركية على منع وصول اسلحة وذخائر الى الثوّار. بكلام اوضح، تبدو الولايات المتحدة وكأنها شريك في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري بمشاركة روسية وايرانية. هل تدري ادارة اوباما أنها تشجع التطرّف في سوريا ما بعد الاسد بسبب عرقلتها اتخاذ أي خطوات عملية للانتهاء من نظام أخذ على عاتقه الانتهاء من سوريا وشعبها؟ كانت للسياسة العدوانية التي اتبعها جورج بوش الابن سيئات على رأسها الانعكاسات السلبية على الاقتصاد الاميركي. هل تكفي الحرب التي يشنها باراك اوباما على الارهاب عن طريق طائرات من دون طيّار كي يشعر الاميركي العادي بالاطمئنان، حتى لو كان ذلك يعني الوقوف موقف المتفرّج امام المشهد الكوري الشمالي وممارسات النظامين الايراني والسوري؟ تكمن المشكلة في أن هناك في بيونغيانغ وطهران ودمشق من سيقرأ خطاب اوباما بالطريقة التي تناسبه...

omantoday

GMT 13:53 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 13:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 13:51 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 13:50 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 13:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 13:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 13:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 13:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اوباما رئيس محيّرومحتار اوباما رئيس محيّرومحتار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab