مرحلة صعبة في لبنان وبداية النهاية للنظام السوري

مرحلة صعبة في لبنان... وبداية النهاية للنظام السوري

مرحلة صعبة في لبنان... وبداية النهاية للنظام السوري

 عمان اليوم -

مرحلة صعبة في لبنان وبداية النهاية للنظام السوري

خيرالله خيرالله

هل يمكن للذين جعلوا الحريق السوري يمتد الى لبنان، وقد امتدّ فعلا اليه، أنقاذ النظام السوري من مصيره المحتوم؟ يصعب أن يكون رهان النظام السوري على تفجير المنطقة كلّها، من أجل انقاذ نفسه، في محله. فبعد انفجار الرويس، في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث الوجود الشيعي الكثيف وانفجاري طرابلس اللذين استهدفا مسجدين لاهل السنّة، بات في الامكان الحديث عن وجود أمرين واضحين. الامر الاوّل أن هناك من يسعى الى فتنة شيعية- سنّية على نطاق واسع. الامر الآخر أن هناك من يصرّ على نقل الحرب الدائرة في سوريا الى لبنان. الهدف من ذلك، أي من الفتنة الشيعية- السنّية ومن جعل الحريق السوري يمتد الى لبنان، أكثر مما هو ممتد الى الآن، التغطية على المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه...لعلّ ذلك يساهم في اعادة الحياة الى النظام. لا بدّ من العودة الى سوريا والى ما يرتكبه النظام في حق السوريين أوّلا. اللعبة التي يمارسها هذا النظام باتت مكشوفة. انها لعبة سبق له أن لجأ اليها في الماضي. لكنّ الجديد يكمن هذه المرّة في أنّه لم يعد قادرا على اخفائها. ولذلك، ليس من قبيل الصدفة أن يأتي انفجارا طرابلس اللذان استهدفا السنّة بعد انفجار الرويس الذي استهدف الشيعة. وليس صدفة أن تأتي المحرقة التي ارتكبها النظام عن طريق اللجوء الى السلاح الكيماوي عشية انفجاري طرابلس. ليس صدفة أيضا أن يترافق ذلك كل ذلك مع اطلاق صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه الاراضي الاسرائيلية. ليس صدفة أخيرا أن تردّ اسرائيل على اطلاق الصواريخ بغارة على قاعدة عسكرية أقامها النظام السوري بين صيدا وبيروت مستخدما عملاء فلسطينيين يعملون تحت تسمية "الجبهة الشعبية- القيادة العامة". هذه الجبهة لم تكن يوما سوى اداة لدى الاجهزة السورية من أجل الاساءة الى لبنان واللبنانيين وتنفيذ ما هو مطلوب تنفيذه. هل يمكن للبناني أن ينسى الدور الذي لعبته "القيادة العامة" في تدمير فنادق بيروت المطلة على البحر بطريقة منهجية، خصوصا في اواخر العام 1975 ومطلع العام 1976؟ ربّما ارادت اسرائيل أن تعمل، كما العادة، على موجة واحدة مع النظام السوري. ارادت أن تقول بدورها أن لبنان ليس سوى "ساحة" وأنّ هذه "الساحة" ليست حكرا على النظامين الايراني والسوري وأنها على استعداد، متى دعت الحاجة الى ذلك للمشاركة في اللعبة الهادفة الى تدمير لبنان على رؤوس اهله من أجل حجب الانظار عما يرتكبه النظام السوري في حقّ ابناء شعبه. هذه ليست المرّة الاولى والاخيرة التي تلعب فيا اسرائيل هذا الدور الذي يساعد في خدمة النظام السوري في لبنان... في كلّ الاحوال، يبدو أن لبنان سيدفع غاليا ثمن ما تشهده سوريا من تطورّات في غاية الاهمّية تشير الى دخول النظام فيها مرحلة بداية النهاية. لو لم يكن الامر كذلك، لما كان النظام مضطرا الى اللجوء الى هذه الكمية الضخمة من الاسلحة الكيميائية في منطقة الغوطة القريبة من دمشق. فعل ذلك، أي أنّه قتل ما يزيد على خمسمئة مواطن سوري، على الرغم من وجود فريق المراقبين الدوليين في دمشق، على مرمى حجر من مسرح الجريمة التي يسعى الايرانيون والروس الى تغطيتها بكلّ الوسائل المتاحة لهم. من المضحك- المبكي أن تصل موسكو الى حدّ اتهام المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي. كيف يمكن للشعب السوري أن ينسى يوما من وقف مع جلاديه؟ ألا يجدر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يطرح على نفسه مثل هذا السؤال البديهي؟ هؤلاء المراقبون جاؤوا اصلا من أجل التحقيق في استخدام الاسلحة الكيميائية. ولكن يبدو أن مهمّتهم ستقتصر على لعب دور شهود الزور في مرحلة صار فيها النظام السوري محشورا الى درجة لم يعد لديه ما يقوم به سوى اللجوء الى السلاح الكيميائي في مواجهة شعبه من جهة وتصعيد هجمته على لبنان، الى أبعد حدود، من جهة أخرى. هل الوضع اللبناني مقبل على مزيد من التدهور؟ الارجح أن ذلك وارد. المؤسف أن هناك في لبنان حزبا مسلّحا تابعا لايران يعتبر، من منطلق مذهبي بحت، أن حرب النظام السوري على شعبه هي حربه أيضا وأن ليس مهمّا ما يلحق بالوطن الصغير من دمار. المهمّ بالنسبة الى هذا الحزب الذي عمل كلّ ما يستطيع الى الآن لاثارة الغرائز المذهبية أن يبقى لبنان"ساحة" وأن يبقى اللبنانيون رهائن لديه خدمة للمصالح الايرانية لا أكثر. هناك أيّام سود تنتظر لبنان كون المطلوب منه أن يلعب دورا يفوق طاقته. يتمثّل هذا الدور في اختلاق احداث ضخمة ذات طابع دموي تطغى على الحريق السوري. هل هذا ممكن؟ الجواب بكلّ بساطة ان الثمن الذي سيدفعه لبنان لن يفيد النظام السوري في شيء.من يراهن على امكان انقاذ النظام السوري عن طريق اختلاق تفجير لبنان لا يرد أن يأخذ علما بما يدور حقيقة في سوريا حيث نظام انتهى. لا مستقبل لهذا النظام حتى لو قضى على كلّ شعبه وعلى كلّ لبنان...حتى لو أفتعل ما يمكن أن يؤدي الى اشعال جبهة جنوب لبنان. هذا نظام دخل مرحلة بداية النهاية. ستكون مرحلة صعبة. لكنّ هناك نورا في نهاية النفق بغض النظر عن الابرياء من كلّ الطوائف والمذاهب الذين سيسقطون في سوريا ولبنان... 

omantoday

GMT 13:53 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 13:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 13:51 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 13:50 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 13:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 13:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 13:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 13:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة صعبة في لبنان وبداية النهاية للنظام السوري مرحلة صعبة في لبنان وبداية النهاية للنظام السوري



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab