أميركا فتحت مناقصة تلزيم داعش

أميركا فتحت مناقصة تلزيم داعش

أميركا فتحت مناقصة تلزيم داعش

 عمان اليوم -

أميركا فتحت مناقصة تلزيم داعش

علي الأمين

لم يصدر عن الادارة الاميركية، ولا عن الرئيس باراك اوباما تحديدا، ما يشير الى ان الولايات المتحدة الاميركية في وارد العودة بجنودها لتحرير العراق وسورية من تنظيم الدولة الاسلامية. قصارى ما تقوم به القوات الاميركية هو منع تمدد هذا التنظيم الى المناطق الكردية، ولاحقا الى المناطق الشيعية او العلوية في البلدين. فاﻹدارة الاميركية لم تبد اي ردة فعل عسكرية جدّية كما حصل على حدود كردستان العراقية، حيال تمدد هذا التنظيم واحكامه السيطرة على معظم المناطق ذات الغالبية السنيّة في العراق.

لأي مراقب القدرة على فهم عدم الاستعداد الاميركي لخوض معارك برية في العراق او سورية. فتجربة احتلال العراق، وتداعياتها على الاقتصاد الاميركي، وما سببته من خسائر سياسية في الداخل الاميركي وعلى مستوى القوة العسكرية وصولا الى المستوى الدولي، دفعت الادارة الاميركية بقوة الى العودة عن هذه السياسة التي اعتمدها جورج بوش الابن في العراق، والانحياز الى سياسة ليست جديدة في عهد اوباما بل تعود الى ما قبله. وهي سياسة الاحتواء والاعتماد على وكلاء اقليميين في تحقيق المصالح الاستراتيجية.

لا تدخل اميركي بريّاً في العراق، ولا في سورية بطبيعة الحال. إذاً كيف ستنفذ الادارة الاميركية هدفها المعلن في استئصال الارهاب؟ وتحديدا تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ؟ وفي الحدّ الادنى كيف ستتعامل مع هذا الواقع الجديد، الذي يقوى ويمتد بطاقة مذهبية، وفرها اختلال انظمة الحكم وانهيار شبه كامل للدولة في العراق وسورية؟

الرئيس الاميركي وغيره من المسؤولين في الادارة الاميركية تحدثوا عن ضرورة قيام حلف دولي بين شركاء لمواجهة الارهاب و" داعش "، وعن عملية استئصال واحدة لهذا التنظيم في العراق وسورية. ويدرك الاميركيون ان اسرائيل خارج ريادة هذا الحلف، وهي ليست الجهة المؤهلة للقيام بمثل هذا الدور، بسبب ان الحرب هي بين المسلمين أنفسهم. ولا يمكن لاسرائيل ان تقدم شيئاً مفيداً للمصالح الاميركية في مثل هذا الصراع. علما ان الادارة الاميركية لا تبحث فعليا عن شركاء، بل فتحت باب التلزيم على مصراعيه امام الدول الاقليمية من ايران الى تركيا الى السعودية، مرفقا بدفتر شروط اميركي – دولي. وقال وزير الخارجية الاميركي امس: "خلال هذا الأسبوع سنلتقي أنا ووزير الدفاع الأميركي «تشاك هاجل» على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي، مع نظرائنا من الدول الأوروبية الحليفة. والهدف هو حشد أكبر مساعدة ممكنة. وعقب الاجتماع، نخطط أنا و«هاجل» إلى السفر للشرق الأوسط بهدف تأمين مزيد من الدعم للتحالف بين الدول الأكثر تعرضاً بصورة مباشرة للتهديد".

ولا ينفك المسؤولون الايرانيون، وعلى رأسهم الرئيس الايراني حسن روحاني اخيراً في مؤتمر صحافي (السبت)، يبدون الاستعداد للتعاون مع اي دولة لمواجهة الارهاب في العراق. في اشارة واضحة ومكررة لاستعداد ايران الى الانخراط في الحلف الدولي ضد الارهاب (الاسلامي). فيما تركيا، التي تجهد لتعويض خسائرها من انهيار مشروع حكم الاخوان المسلمين في المنطقة، تحاول النفاذ مجددا من خلال "الحرب على الارهاب"، وترى نفسها مؤهلة اكثر من ايران الشيعية للتعامل مع خطر داعش. اما المملكة العربية السعودية فهي تسعى جاهدة، من خلال توفير الارضية الدينية والسياسية النابذة للارهاب، الى تأمين مظلة اسلامية سنيّة تؤهلها للعب دور محوري في مواجهة داعش وغيرها من التنظيمات الاصولية التي باتت تشكل تحدّياً فعلياً لانظمة الحكم واستقرار الدول في الخليج.

سياسة التلزيم الاميركية ليست جديدة كما يعلم الجميع. سبق ان اعتمدت هذه السياسة في تلزيم لبنان للنظام السوري بعد اتفاق الطائف، وبالتأكيد ضمن دفتر شروط اميركي، كان قد وضع اساسه في لبنان وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر غداة اندلاع الحرب الاهلية في لبنان عام 1975 ومع دخول الجيش السوري بعد عام الى لبنان بعنوان وقف الحرب (او ادارتها). وكان من دفتر الشروط عدم انتشار الجيش السوري في مناطق جنوب لبنان.

الممانعون اليوم وعلى رأسهم ايران يملكون رصيداً مهماً على هذا الصعيد. وايران التي فقدت مبكراً قدرتها على تقديم نفسها كحاملة مشروع اسلامي وحدوي هدفه تحرير القدس، ويمتلك قوة جذب للجمهور السني، تسعى اليوم لتثبيت دور تعويضي، بالتأكيد على انها الدولة القادرة على ان تكون ضمانة الاقليات في العراق وبلاد الشام وصولا الى اليمن. من هنا تسعى السياسة الايرانية بشكل حثيث، بعد صفعة العراق، الى اعادة تنشيط علاقاتها مع الاكراد العراقيين التي ساءت بسبب السياسة الايرانية في العراق خلال عهد الرئيس نوري المالكي. كما تنشط عبر وكلائها في سورية ولبنان لتكون ضمانة الاقليات من العلويين والمسيحيين والشيعة في اي تسوية مقبلة. وضمانة للحوثيين والجنوبيين في اليمن.من هنا يمكن فهم تقاطع المصالح على تضخيم دور تنظيم الدولة الاسلامية فلعله الجهة الوحيدة في العالم التي أجمعت كل الدول ووسائل الاعلام على رفض ارهابه... لم يتوفر هذا الاجماع ضد اسرائيل ولا حتى ضد التنظيم الام: القاعدة. واي محاولة لقراءة اسباب ارهاب داعش وتمدده يندرج في اطار التبرير للارهاب. الممانعون قبل غيرهم يتنطحون، كما يتنطحون اليوم، لحجز المقعد الاول في العربة الاميركية لاستئصال الارهاب.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا فتحت مناقصة تلزيم داعش أميركا فتحت مناقصة تلزيم داعش



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab