في البحث عن غزّة الفلسطينية بين إيران ومصر وتركيا وقطر البحث عن غزّة الفلسطينية

في البحث عن غزّة الفلسطينية: بين إيران ومصر وتركيا وقطر... البحث عن غزّة الفلسطينية

في البحث عن غزّة الفلسطينية: بين إيران ومصر وتركيا وقطر... البحث عن غزّة الفلسطينية

 عمان اليوم -

في البحث عن غزّة الفلسطينية بين إيران ومصر وتركيا وقطر البحث عن غزّة الفلسطينية

علي الأمين

الذين يُقتَلون في غزّة هم بشر لهم آباء وأبناء، لهم أحلام وذكريات، ومنهم من لم يبلغ الحلم... لهم من يحزن على رحيلهم ويأسى للجرحى. لكنّ الدم يسيل وأعداد الضحايا إلى ازدياد، وإسرائيل مستمرّة في عدوانها ومجزرتها، فيما لا أحد يستطيع وقف المذبحة والدمار.
بالتأكيد الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى شهادة نضالية من أحد ولا إلى دروس في الشجاعة. فسيرة مواجهة القتل الإسرائيلي في جسده وتاريخه قديمة من عمر الاحتلال، وسيرته من سيرة الشتات الفلسطيني. كما أنّ البطولة الفلسطينية لا تحتاج إلى ترداد أجوف وفارغ وكسول لأناشيد البطولة والنصر، من قبل جمهور مشاهدي الملحمة الجارية في غزّة كمشاهدي "المونديال".
التفجّع على غزّة ليس كافيا. فالجثث التي تحاصرنا على امتداد الاراضي السورية فعلت فعلها في النفوس. قبل ايام وفي مؤتمر اسلامي شارك فيه علماء من 35 دولة اسلامية كان كلما عرض بعض العراقيين او السوريين مآسيهم وظلامتهم من الاستبداد او الارهاب، يبادر احد اعضاء الوفد الايراني للحديث عن مأساة فلسطين لكأن فلسطين كانت افضل وسيلة للهروب، لأنها سلاح المزاودة الفعّال.
يدرك الغزّاويّون، والشعب الفلسطيني كلّه، أنّ دماءهم استُبيحت في دول الطوق الفلسطيني أكثر مما سفحها الاحتلال الاسرائيلي، من أيلول الاسود في الأردن إلى حروب المخيمات في لبنان، واخيراً وليس آخراً تدمير مخيم اليرموك وتشريد أبنائه وقتل الفلسطينيين بلا هوادة في سورية.
واليوم نشهد التضامن مع فلسطين لسبب آخر، بالتأكيد غير إنقاذ الناس في غزّة. فتجارة الدم الفلسطيني لم تزل مُربِحة، وهي وسيلة من وسائل تسجيل النقاط بين اللبنانيين. وبين تركيا، التي أعلنت الحداد لثلاثة أيام، وبين مصر التي يكاد يكون موقفها محايد إذا لم نقل منحازا إلى إسرائيل، يبدو التضامن وسيلة وحاجة لغسل اليدين من الدماء السورية. إذ يكفي أن تصفّق لفلسطين ويكفي أن تذرف دمعتين على الضحايا وأن تشتم الاحتلال والغرب لكي تشعر أنّك قمت بما عليك القيام به تجاه شعب غزّة و"كرامة الامة"
كلّ من يتحدث عن فلسطين، من خارجها، من اللبنانيين والعرب والعجم، بالطبع ليست فلسطين أولويتهم. بل لانها سلاح ماض للاستخدام الداخلي.. للاستقواء في الحروب الأهلية. وفي الإقليم تحتاج دول مثل إيران وتركيا إلى جذب الجمهور العرب. ولكي تغطّي على تحكّمها ونفوذها في فلسطين تدمّر سورية تحت شعار فلسطين.
اليوم ثمّة حاجة إسرائيلية إلى دم فلسطيني، لا تقلّ عن حاجة خصومها الإقليميين لهذا الدم. وفي كلا الحالين لا توقّع لانتصار فلسطيني. أقصى ما يمكن أن نشهده هو احتمال ان تحقّق حركة حماس بعض المكاسب وبالطبع الفلسطينيين مزيدا من الخسائر والخذلان العربي والاسلامي. لكن الأكيد أنّ ثمّة مجزرة تُرتَكَب في غزّة. وقد بدأت تجارة المبادرات والتدخّلات والاقتراحات.
في السابق كان الزعيم الراحل ياسر عرفات رمزا لوحدة الشعب الفلسطيني. ومنذ اغتيل عرفات بسمّ إسرائيلي في العام 2003 تنفّس الصعداء خيار إسرائيلي وخيار إقليمي مشترك غايته محاصصة فلسطين وشعبها حصصا.
اليوم غزّة الإيرانية تنافسها غزّة القطرية، وتحفّز تركيا لاستعادة غزّة العثمانية من شطآن فلسطين، وهناك غزّة مصرية يريدها الفرعون تحت سلطانه... والحاصل أنّ كلّ مقاومة لا تؤول إلى وحدة فلسطينية في السياسة وفي النضال لا يعوّل عليها. وما لم يتعلّم أهل غزّة كيف يأخذون من الإيراني سلاحه ومن قطر علاقاتها ومن تركيا أحلامها، من دون أن يبيعوا في المقابل دماء أطفالهم التي لا تُقدّر بثمن، فإنّ غزّة ستظلّ تُباع وتُشترى في سوق نخاسة السياسة، ولن يحميها أحد، إلى أن تصير غزّة الفلسطينية.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في البحث عن غزّة الفلسطينية بين إيران ومصر وتركيا وقطر البحث عن غزّة الفلسطينية في البحث عن غزّة الفلسطينية بين إيران ومصر وتركيا وقطر البحث عن غزّة الفلسطينية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab