«فرسان القدر»

«فرسان القدر» ؟!

«فرسان القدر» ؟!

 عمان اليوم -

«فرسان القدر»

حسن البطل

من هم؟ ما هي مسمّياتهم؟ ما هو عددهم؟ إنهم كما يرسمون الموت: هيكل عظمي يرتدي عباءة سوداء ويحمل منجلاً!
حسب فيلم هوليودي قديم، بتقنية درامية عالية، يحمل عنوان «فرسان القدر»، ويؤسطر الوقائع، فهم خمسة أو ستة أو سبعة، لكن أذكر بعضهم ونسيت الآخر: الحروب، الأوبئة، المجاعة، الفيضانات والجفاف.
بعض «فرسان القدر» ترجّلوا عن أحصنتهم، مثل الأوبئة (الطاعون الأسود، مثلاً، فتك بثلث سكان أوروبا في قرن مضى). الآن، سيطروا على الإيدز (السيدا) وتبقى إيبولا وحمّى الضنك وشلل الأطفال تحت السيطرة.
بعض «فرسان القدر» امتطوا الأحصنة، مثل: احترار جو الأرض وعقابيله. صحيح أن حيناً من الدهر مرّ على الكوكب كان «قاعاً صفصفاً» أي بلا محيطات ولأنهار، وحيناً آخر من الدهر كان فيه معظم الكوكب أشبه بمخاضة مائية.
لكن هذا قبل أن يكون فيه الإنسان «شيئاً مذكوراً».. والآن، هناك ستة مليارات إنسان، قد يصبحون تسعة في منتصف القرن (كم كان سكان الأرض في زمن المسيح؟).
قبل احترار جو الأرض، وبعد الثورة الصناعية، كان هناك علماء متشائمون، مثل مالتوس، الذي حاجج بفارس «المجاعة» لأن الناس يتكاثرون بنسبة هندسية، والمحاصيل بنسبة حسابية؟
كما تكفّل العلم «بتربيط» الأوبئة، فقد تمكن بالهندسة الوراثية، وبالتقنية الجينية، من زيادة غلّة الغذاء.
لكن، منذ مؤتمر «كيوتو» العالمي أواخر القرن المنصرم، بدؤوا في القلق على صحة جو الأرض من الاحترار، وما يجرّه من تشقلبات مناخية سريعة وحادة: فيضانات هنا، وجفاف هناك.. وهذا وذاك تعيشه الولايات المتحدة، وحتى البرازيل بلاد نهر الأمازون.
كم عدد سكان الولايات المتحدة، كم مساحتها و»مناخاتها»؟.. هذا سؤال للجغرافيين، لكن حتى أواخر ستينيات القرن المنصرم كان ما نسبته 1% فقط من السكان يعملون في الزراعة، لكن بالمكننة والهندسة الوراثية، والتقنيات الجينية، جعلوا أميركا «سلة غذاء» عالمية، وخاصة منطقة السهول الكبرى في مناطق غرب الولايات المتحدة وقبل اكتشاف أميركا كان يوجد: ذرة وبطاطا.. ودخان؟!
الآن، أطلقوا إنذاراً: في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، ستشهد هذه المناطق جفافاً كما لم يحصل منذ 1000 عام (عرفوا ذلك من جذوع الأشجار).
قبل حوالي 1000 عام انهارت حضارات «المايا» و»الأنكا» بفعل جفاف حصل بمعدل سريع على مدى مئات السنوات (وهذا معدّل سريع بمقياس الزمن الجيولوجي).. لكن الآن، يتحدثون عن نصف قرن، بل عن عقد أو عقدين من السنوات لحلول هذا الخطر الداهم «التغيير المناخي يحصل بسرعة كبيرة جداً، بحيث نواجه وضعاً لا مثيل له في تاريخ البشرية، ولا خبرة سابقة لنا في التعامل معه» قال أحد العلماء.
الوجه الآخر للجفاف والتصحُّر، وتضاؤل سريع للتساقطات المطرية، هو الفيضانات في مناطق أخرى من الولايات المتحدة، ومناطق أخرى في العالم.. رئة المناخ «خربانة» فهو يسعل و»يشخر».
هناك علماء سوفيات توقعوا أن يزداد التساقط المطري في مناطق أخرى، مثل شبه الجزيرة العربية، بحيث تعود، خلال نصف القرن المقبل، إلى ما كانت عليه من بحيرات وسبخات مياه (ألم يكتشفوا عظام ديناصورات في الجزيرة العربية، بل حتى في الصحراء الكبرى).
إذا لم يعد وسط وغرب الولايات المتحدة بمثابة «مخزن حبوب» لسكانها وللعالم، فإن مناطق أخرى سيزيد فيها إنتاج المحاصيل.. لكنها محاصيل مهجّنة وسريعة الانهيار.
كان هناك من تحدث عن مستقبل قارة آسيا، بمقارنة بين الهند والصين، لا من حيث نظام شيوعي في الصين وآخر ديمقراطي في الهند، بل في جواب سؤال، أي منهما سيقدّم لسكانه ما يكفي من طبق «الأرز» اليومي وهو الغذاء الأساسي هناك، كما القمح في بلاد، والذرة في بلاد، والبطاطا في بلاد.
قد يتمكن الإنسان من السيطرة على احترار جو الأرض بفعل التحكُّم بإطلاق غازات «الدفيئة» في الجو، لكن ماذا عن عوامل أخرى، مثل تجدد الفورانات البركانية بفعل انزياح وتصادم الصفائح القارية، والزلازل المرافقة لها، أو حتى مذنبات تضرب الأرض (انقراض الديناصورات!).
يبدو أن الإنسان صفحة في كتاب الحياة، و»فرسان القدر» سطور في هذه الصفحة. بدأت حضارة الإنسان بعد العصر الجمودي الرابع، قبل 12 ألف عام.
وإضافة إلى احترار جو الأرض وحموضة ماء المحيطات، وذوبان القبعات الجمودية، هناك من يتوقع عصراً جمودياً خامساً. ألم تشاهدوا فيلماً سينمائياً عن هذا؟ وآخر عن مذنبات تعطي الأرض «قبلة الموت». هل تقولون إن «الدعشنة» من «فرسان القدر»؟

 

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرسان القدر» «فرسان القدر»



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab