قال الزمن العربي الرديء

قال: "الزمن العربي الرديء"!

قال: "الزمن العربي الرديء"!

 عمان اليوم -

قال الزمن العربي الرديء

حسن البطل

هل تنبأ عرفات، او استعجل القول، بإطلاقه نعت: "الزمن العربي الرديء" على مرحلة عربية تلت كامب ديفيد المصري - الإسرائيلي، وما تبعها من حصار بيروت ١٩٨٢ .. وما تلاه حتى الآن؟ وجدت على "الفيسبوك" هذا الاقتباس من "المتنبئ التونسي" فوضعته على صفحتي، لأن قائله هو الفيلسوف ابن رشد (وهناك من يقول إن آباء الحضارة الاسلامية والتنوير ثلاثة: ابن رشد، ابن سينا، ابن خلدون). ماذا قال ابن رشد؟ "اذا أردت أن تتحكم في جاهل، فعليك ان تغلّف كل باطل بغلاف ديني" علقت على قوله بالقول: "الجهلو نورون". يشتكي صديق الفلسطيني نصري حجاج، خلال زيارته الى تونس من: اقتلاع تمثال طه حسين في مصر، وتحطيم رأس لتمثال ابي العلاء المعري في سورية، وتحطيم تمثال "اغتيال الحرية" أمام منزل الشهيد التونسي شكري بلعيد، ومنذ سنين تحطيم تمثال ناجي العلي في مدخل عين الحلوة .. وتمثال جمال عبد الناصر في بعلبك. يضيف صديقي الفلسطيني جلال خضر (الزبابدة) قوله: لا تنس قطع تمثال عبد القادر الحسيني في بيرزيت؛ منارة العلم في فلسطين. يعقب زميلي السوري حسن يوسف، وهو محرر جريدة "الوطن" على الوضع بقوله: .. والكتب التي منعتها بعض او كل الحكومات العربية، بحجة تعارضها مع القيم الاجتماعية او الاخلاقية، وكذا بعض المجلات المصرية القديمة التي يرجع تاريخها الى القرن الـ ١٩ واوائل القرن العشرين. منع كتب؟ عشنا في عهد حكومة حماس، محاولة في فلسطين لحظر كتاب "قول يا طير" .. لكن المجلات المصرية القديمة جداً؟ استوقفتني صورة على "الفيسبوك" لطالبات كلية شريعة في الازهر الشريف، يحاضر فيهن، استاذ معّمم، بينما الطالبات سافرات الرؤوس.. وهذا في خمسينيات القرن المنصرم! أعرف انها كانت مرحلة ظلامية في القرون الوسطى، في اوروبا وفي العالم الاسلامي سواء، تمّ فيها احراق الكتب (فعل النازيون مثل هذا في منتصف القرن العشرين لأسباب أخرى) وتمّ صلب وقتل وحرق وتقطيع اوصال مفكرين تنويريين مسلمين في القرون الوسطى (في بعض المناطق الافريقية يحرقون "الساحرات"؟). أعرف، على صعيد آخر، أن كوريا الجنوبية كانت، في ستينيات القرن المنصرم، متخلفة حتى اكثر من السودان .. ولا تسألوا اليوم عن بلاد: سامسونغ وهيونداي! تصيدت معلومة كنت اجهلها، وهي ان رئيس وزراء ماليزيا السابق محاضير محمد، وباني نهضتها، كان قد زار سورية في أواخر خمسينيات القرن المنصرم، ووضع كتاباً عن حلمه في جعل بلاده "سورية ثانية". قارنوا بين سورية الآن، وماليزيا الآن. لن أتحدث بشيء عن "الفتاوى" الغريبة العجيبة - الوهابية عن المرأة، او مناحي الحياة، لكن تعرفون البيت الشعري العربي: "ذو العقل يشقى في النعيم بعقله / وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم". * * * لا يمكن إلغاء الكتب، لأنها موجودة على "الانترنت" لكن ماذا بالنسبة للتماثيل؟ هناك عبارة ابن رشد "اذا اردت ان تتحكم في جاهل، فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني" .. لكن هل محطمو "الاصنام" جهلة فقط، ام مرضى نفسيون يشعرون بضآلة دورهم وتفاهتهم، ويغارون من حجر لمفكر وضع بصمته، وزعيم او قائد مؤثّر او شهير .. او حتى قبر! يقول مفكر تنويري عراقي: كل حركة دينية مسلحة، إسلامية كانت او مسيحية او يهودية، سوف تنتهي الى الفاشية الدينية والظلامية في مرحلة أخيرة. الإسلاميون السلفيون يريدون إحياء عصر الخلافة الراشدة البدوية، علماً أن ثلاثة خلفاء راشدين قتلوا؛ والعروبيون يريدون إحياء عصر الخلافة الاموية والعباسية الزاهرة، وهناك فريق يبكي على الخلافة العثمانية، وأما العلمانيون والشعراء فهم ينظرون الى الخلافة الأندلسية بحنين جارف. * * * هذه هي السنة الهجرية ١٤٣٤، وهناك عالم في وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" يقول ان من بينها ثلاثة قرون كانت زهوة الحضارة العربية - الاسلامية، وأخمدتها فتاوى دينية وكتب سلفية. لمّا وصف عرفات "الزمن العربي الرديء" كان يقصد زمناً سياسياً، أعقب حرب اكتوبر ١٩٧٣ بسنوات، وفي ذروة الحرب كان استراتيجيون عالميون قالوا: العرب هم القوة السادسة في العالم. هذا زمن آخر، لعله الأكثر رداءة، او الأكثر ظلامية .. موجة أخرى ستعبر وتمر .. ولو بعد عشرات السنوات. نقلا عن جريدة الايام

omantoday

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال الزمن العربي الرديء قال الزمن العربي الرديء



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab