ودقّت ساعة بغ بن

.. و"دقّت ساعة بغ بن"

.. و"دقّت ساعة بغ بن"

 عمان اليوم -

 ودقّت ساعة بغ بن

حسن البطل


الـ B.B.C على جاري عادتها الإنكليزية المحافظة جداً: "دقّت ساعة بغ بن" ويوم 13 تشرين الجاري كان علم فلسطيني كبير مرفوعا قرب برج الساعة، لعلّه رفرف علامة قبول لتوقيت اعتراف مجلس العموم بدولة فلسطين.
في الأغنية الغابرة: "دقّت ساعة العمل الثوري". في الخطاب السياسي الفلسطيني الراهن أمام الجمعية العامة: "دقّت ساعة استقلال فلسطين" ماذا أيضاً؟ تدقّ بغ بن حسب توقيت غرينتش العالمي، وهذه الغرينتش هي "عاصمة" التوقيت الدولي، ومن توقيتها تتفرّع توقيتات (+) أو (-) حسب توقيت غرينتش، وتوقيت القدس يسبق توقيت غرينتش بساعتين أو ثلاث، حسب التوقيت الصيفي أو الشتوي.
عندما تقاسمت الإمبراطوريتان الاستعماريتان: الإنكليزية والفرنسية معظم العالم، أخذ الإنكليز عالمية توقيت غرينتش (الشمس لا تغيب عن ممتلكاتها)، والفرنسيون أخذوا حساب بداية خطوط الطول للكرة الأرضية.
سنأخذ من تصويت مجلس العموم الاعتراف بفلسطين دولة، بغالبية ساحقة، ليس، فقط أن غالبية نواب الشعب تحدوا الحكومة، بل إن التصويت جاء "لطمة" من أعرق برلمانات العالم وأول ديمقراطيات منتخبة، إلى برلمان إسرائيل الكنيست، حيث تباهي إسرائيل بكونها الديمقراطية الأولى في المنطقة.
لو كان تصويت مجلس العموم حول شأن داخلي بريطاني، لكان على رئيس حكومة المحافظين الحالية، دافيد كاميرون، أن يذهب في الصباح، بعد جلسة تصويت ليلية متأخرة، إلى جلالة الملكة مقدماً استقالته، وداعياً إلى انتخابات برلمانية جديدة.
لا يشبه مجلس العموم سوى نفسه بين برلمانات العالم، سواء في شكل تصميمه، أو في الشعر المستعار لمدير الجلسات، أو في لون جلد مقاعد الحزب الحاكم والحزب المعارض.. إلخ!
هل حسمت الدبلوماسية الفلسطينية "معركة أوروبا" بدءاً من إعلان فينيسيا (البندقية) أواخر سبعينيات القرن المنصرم، إلى ريادة الاعتراف الفرنسية بمنظمة التحرير الفلسطينية بين دول أوروبا الغربية.. وأخيراً، إلى إعلان حكومة السويد اعترافها بفلسطين دولة. الآن، دقت ساعة بغ بن، واختار رئيس حكومة المحافظين أن يصمّ أذنيه، أو بالأحرى "يتوارى" عن التصويت!
ما أهمية قرار برلماني غير ملزم للحكومة غير اعتباره "لطمة" سياسية من أعرق البرلمانات العالمية للكنيست والحكومة في إسرائيل؟
في بريطانيا كما أميركا، فالديمقراطية هي تداول المحافظين والعمال الحكم؛ أو تداول الديمقراطيين والجمهوريين في أميركا.
حسناً، ستجري انتخابات برلمانية في بريطانيا العام المقبل، فإذا فاز "العمال" كما هو متوقع، فإن الحكومة سوف تقتدي بحكومة السويد. الأمر الثاني أن للولايات المتحدة "حماة" سياسية هي بريطانيا و"عشيقة" سياسية هي إسرائيل (لاحظوا أن نتنياهو قال بعد لقائه المتوتر الأخير مع الرئيس أوباما: هذه خلافات بين زوجين!).
من غير المستبعد أن يؤثر تصويت مجلس العموم البريطاني على اتجاهات التصويت لمجلسي النواب والكونغرس في أميركا. صحيح أن البرلمانيين الأميركيين أكثر تأثراً في سياساتهم من فلسطين وإسرائيل بوزن الصوت اليهودي. لكن إسرائيل تدعي أن البرلمانيين البريطانيين، وخصوصاً مؤيدي حزب "العمال" معنيون لدرجة ما بأصوات البريطانيين العرب والمسلمين.
ليس هذا الادعاء الإسرائيلي صحيحاً تماماً، لأن "الرأي" قبل "المال" في الانتخابات البرلمانية البريطانية، عدا عن أن برلمانيين محافظين صوتوا لصالح توصية الاعتراف بفلسطين، وأبرزهم حفيد ونستون تشرشل، كما أن نواباً محافظين مؤيدين لإسرائيل انتقدوا بشدة سياستها الفلسطينية، وثمة نواب بريطانيون يهود صوتوا لصالح القرار.
إلى ذلك، أثنت شخصيات إسرائيلية أكاديمية وفكرية وسياسية على تصويت مجلس العموم، ومن بينهم حامل "نوبل" في الكيمياء.
تعرفون أن لبريطانيا وضعا خاصا في السوق الأوروبية المشتركة، وعملة خاصة غير "اليورو" ومكانة خاصة في الاتحاد الأوروبي، ومجمل هذا سيعني تأثيراً خاصاً على برلمانات وحكومات أوروبا للاعتراف بفلسطين دولة، علماً أن فرنسا تنوي هذا "في الوقت المناسب" وروسيا أعلنت تأييدها لطلب فلسطين من مجلس الأمن الاعتراف بها، والصين غير بعيدة عن هذا الموقف.
.. ومن ثمّ، فإن دول الفيتو الخمس في مجلس الأمن قد تترك الولايات المتحدة وحيدة في معارضتها الاعتراف بفلسطين دولة.
قلنا إن "بغ بن" هي ساعة التوقيت الدولية للوقت، غير أن أميركا تريد ربط ساعة التوقيت السياسية العالمية على معصمها في الموضوع الفلسطيني وفي غيره.
كانت إسرائيل تحكي عن "الغالبية الآلية" العددية المؤيدة لفلسطين في الجمعية العامة، ثم صارت تحكي عن "الغالبية النوعية" للدول.. والآن ماذا ستحكي؟ هل أن السويد ليست دولة "نوعية" أو بريطانيا.. أو فرنسا لاحقاً!
"دقّت ساعة بغ بن".

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ودقّت ساعة بغ بن  ودقّت ساعة بغ بن



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab