جيل ما بعد العام 2000

جيل ما بعد العام 2000 !

جيل ما بعد العام 2000 !

 عمان اليوم -

جيل ما بعد العام 2000

بقلم : حسن البطل

قرأتم امس، عن حكمين: الأول صادر عن المحكمة الإسرائيلية بالقدس؛ والثاني عن المحكمة العليا الإسرائيلية.

الأول: سيكون جلسة استئناف في قضية جندي قتل الفتى اليافع نديم نوارة، يوم 16ـ5ـ2014، واعتبر شهيد ذكرى النكبة الـ66.

الثاني: التماس بوقف هدم تجمّع الخان الأحمر البدوي، وطرد سكانه. المحكمة العليا كانت أرجأت قرارها شهراً من 12 تموز إلى 12 آب، ولسبب قرّرت تقديمه إلى الأوّل من آب!

في آخر شهر تموز أفرجت إسرائيل عن الفتاة عهد التميمي من النبي صالح (17 عاماً)، كما استشهد الفتى محمد طارق دار يوسف من كوبر، في مستوطنة «آدم»، قرب جبع شرق رام الله، بعدما نفّذ عملية طعن بالمستوطنة أسفرت عن مصرع الجندي يوتام عوفاديا، وجرح اثنين آخرين، وكان له من العمر (17) عاماً، وكتب وصية مؤثّرة!
عندما استشهد الفتى نديم نوارة في مواجهات احتجاج أمام معسكر عوفر، كان له من العمر (17 عاماً)، وإلى جيل ما بعد العام 2000، تمّ الإفراج حديثاً عن الطفلة ديما الواوي (12) عاماً أصغر سجينة فلسطينية، بعد اتهامها بمحاولة طعن في 24 نيسان 2016، وحكمت بالسجن (8) شهور وغرامة.

عشية جلسة استئناف محكمة القدس في مسألة اغتيال نديم نوارة، كتب والده صيام نوارة، مقالاً في صفحة «آراء الأيام»، عن كيف تغيّرت لائحة اتهام الجندي القاتل من عقوبة السجن 13 ـ 20 عاماً بتهمة «القتل غير العمد»، وبعد مماطلة (4) سنوات حكم عليه بالسجن (9) شهور، مع أنه تعمّد القتل بالقنص بينما كان نديم يدير ظهره للجندي!

خلاصة مقالة الأب الثاكل هي: القاتل والمقتول إذا كان إسرائيلياً عومل «بطلاً قومياً» عند بعض الإسرائيليين (مثال قضية الجندي اليئور عازاريا، والشهيد عبد الفتاح الشريف). لكن القاتل والمقتول إذا كان فلسطينياً اعتبرته إسرائيل «إرهابياً».. وكذا أميركا!

سنرى كيف سيكون حكم محكمة القدس؛ وحكم المحكمة العليا يوم أول آب الجاري، بعد أن اقرّت الكنيست قانون قومية دولة إسرائيل.

عادةً، ما ترد إسرائيل على كل عملية قتل مستوطن أو جندي في مستوطنة بالضفة بإقامة المزيد من الوحدات السكنية في المستوطنة. لكن الجديد في الأمر أنه بعد عملية الاختراق والطعن والقتل في مستوطنة «آدم»، قرّر وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، إقامة 400 وحدة سكنية لتوسيع مستوطنة «آدم». الجديد ليس حجم التوسيع، بل موافقة أميركا على قرار ليبرمان؟

بينما يعارض الاتحاد الأوروبي تهجير سكان الخان الأحمر ونقلهم، لأن مدرسة الإطارات في الخان الأحمر أقيمت بدعمٍ أوروبي؛ ولأن توسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» على حساب الخان الأحمر، مقدمة لاستيطان المنطقة (E 1) التي تصل المستوطنة الكبيرة هذه بالمستوطنات في القدس الشرقية، ومن ثمّ قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها، وجعل «حل الدولتين» متعذّراً!

لم يصدر عن مسؤول أميركي أي اعتراض على تهجير سكان الخان الأحمر، لكن إدارة الرئيس أوباما كانت قد امتنعت في 24 كانون الأول 2016 عن الاعتراض على القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن، الذي يدعو إلى وقف الاستيطان، بينما إدارة ترامب، حسب «صفقة القرن» هذه لا ترى في الاستيطان مشكلة أمام الحل، ومن ثم انتقل الاستيطان من زاحف في بدايته إلى متدرّج في عهد إدارات أميركية سابقة، إلى متدحرج في عهد إدارة ترامب، التي عيّنت يهودياً ومستوطناً هو «ابن الكلب» ديفيد فريدمان سفيراً لدى إسرائيل.

يدّعي المستوطنون اليهود المتطرفون أن «يهودا والسامرة» هي أرض عقارية أعطاها الله لهم ونسلهم، وليست مصادفة أن العقاقيري ترامب ينظر في «صفقة القرن» إلى الضفة الغربية نظرة مشتقة من نظرة المستوطنين.

إذا كانت إسرائيل ترى في كل شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية «إرهاباً»، فإن إدارة ترامب تشاركهم في هذه النظرة، بحيث يطالب الكونغرس الموالي للإدارة بفرض عقوبات مالية على السلطة إذا قُتل مواطن أميركي، يهودي أو غير يهودي، في عملية طعن فلسطينية!

إن قسماً من عمليات الطعن ينفذها فتية فلسطينيون ولدوا بعد العام 2000، وبدء الانتفاضة الثانية، كما أن قسماً كبيراً من المقاومة الشعبية السلمية يشارك فيها فلسطينيون ولدوا بعد ذلك العام، بدلالة «الأيقونة» عهد، والطفلة ديما الواوي، وحتى اغتيال طفلة أشهرت مقصاً مدرسياً في وجه جندي مدجج بالسلاح، وكذا ضحايا الأطفال في غزة.
في المقابل، وبينما ترى أميركا الترامبية في كل مقاومة فلسطينية نوعاً من الإرهاب، فهي ضربت الذكر صفحاً عن متابعة قضية اغتيال الفتاة الأميركية راشيل كوري بجرّافة إسرائيلية في قطاع غزة قبل الانسحاب منها، وقام بالمتابعة القانونية والمحاكمات لسنوات والدا الضحية، حتى صدر حكم مخفّف على سائق الجرّافة.

صفعة عهد بنت الـ (17) نوع من الإهانة لجيش إسرائيل، واحتجاج الفتى نديم أمام المعسكر نوع من الإرهاب الشعبي، وطعن الفتى محمد طارق (17) سنة لجندي حتى الموت نوع من الإرهاب المسلح عقوبته القتل.

هناك جيل فلسطيني جديد، هو جيل ما بعد العام 2000، وقبله كان جيل العام 1987 والانتفاضة الأولى، وستكون هناك أشكال مقاومة من جيل ما بعد «صفقة القرن» اللعينة هذه.

المصدر: جريدة الأيام
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضورة رأي الموقع

omantoday

GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل ما بعد العام 2000 جيل ما بعد العام 2000



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 16:46 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 عمان اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab