والتبكيت الثالث أوسلوي

..والتبكيت الثالث أوسلوي !

..والتبكيت الثالث أوسلوي !

 عمان اليوم -

والتبكيت الثالث أوسلوي

بقلم : حسن البطل

السنة الجاي، سنضرب صفحاً عن ازدحام الذاكرة: قرن على وعد بلفور، ونصف قرن على الاحتلال. لماذا؟ سيكون لحساب النفس، و»التبكيت» السياسي، شأن آخر، إذ ستبدأ هذه الأوسلو في «التقرين» بدورها، فالعام المقبل هو يوبيلها «الفضي» في معدودات اليوبيلات، فهذا العام هو ربع قرن.. إلاّ عاما على إعلانها!

في هذا القرن البلفوري، من الصراع في فلسطين وعليها، سنرصد ثلاثة «تبكيتات» عربية ـ فلسطينية، هي: النكبة، والنكسة.. وأوسلو.

بدأت عملية أوسلو ببدايتين: دولية بمؤتمر مدريد، الذي حضره الفلسطينيون مواربة، تحت مظلة أردنية، وبوفد فلسطيني من غير أعضاء مباشرين في المنظمة، وفلسطينية: بذيول أول حرب حقيقية منفردة ومطولة خاضتها المنظمة ضد اجتياح لبنان 1982، وبالذات عقب الانتفاضة الأولى.

إجلاء قوات المنظمة عن بيروت ولبنان، كآخر تماس جغرافي لها مع فلسطين، كان هزيمة عسكرية بعد صمود مُشَرِّف، وخروج بحماية وباتفاق سياسي دولي. أمّا الانتفاضة الأولى فكانت هزيمة سياسية للاحتلال الإسرائيلي.

مؤتمر مدريد الدولي أوصلنا إلى مفاوضات «الكوريدور» غير المباشرة في واشنطن بين طاقم إسرائيلي رسمي، وآخر فلسطيني غير رسمي لا يشغل مهام مباشرة في المنظمة؛ وهذا أوصلنا إلى مفاوضات «سرية» مباشرة للمرة الأولى.

سيُقال في هذه المفاوضات إنها المرة الأولى، منذ تشكيل منظمة التحرير، التي يمارس فيها الفلسطينيون، سياسياً، القرار المستقل، ومع توقيعها في البيت الأبيض، صارت اتفاقية دولية بتوقيع أميركي، وحضور 40 وفداً دولياً.

من حينه حتى الآن، قادت واشنطن العملية، من مفاوضات ميناهاوس، إلى مفاوضات كامب ديفيد 2000، إلى «خارطة الطريق».. ثم إلى مشروع «الحل بدولتين»، فمفاوضات مباشرة بين رئيس السلطة ورئيس حكومة إسرائيل، ايهود اولمرت.

سائر هذه المشاريع والمفاوضات، فشلت في سد ثغرة أساسية في اتفاقية أوسلو، التي حددت أجل مفاوضات الحل النهائي بخمس سنوات، على خمس قضايا.

في العام 24 من عمر الاتفاقية الأوسلوية، يقول الأخ ابو علاء، أحمد قريع، في مقابلة صحافية: عن خطايا أوسلو، و»تبكيت» فلسطيني عليها، لم تكن خطايا، في الأصل، لأنها اتفاقية مرحلية مؤقتة «ولو كان الاتفاق نهائياً كنتُ سأنتحر».

حُسمت قضية الاتفاق على مهلة السنوات الخمس، بعد موافقة رابين الذي أخذ أسبوعاً للتفكير، ويوماً طويلاً من المفاوضات عليها، لكنه طرح 40 سؤالاً، رفض أبو علاء الإجابة عنها لماذا؟ «لدينا 200 سؤال فلسطيني عليهم الإجابة عنها».

أجازت الكنيست الاتفاقية بغالبية صوت عربي واحد، وأجازتها المنظمة بأقلية فتحاوية مع فصيلين صغيرين، ولكن بغالبية عددية لوزن «فتح» في المنظمة، ومع معارضة معظم الفصائل، لكن معظم كوادرها عادت إلى أرض البلاد وشاركت في السلطة.

ليس صحيحاً أن المفاوض الأوسلوي الفلسطيني كان ساذجاً، لأنه بعد موافقة إسرائيل على غزة + أريحا، قيل للإسرائيليين: نحن نفهم أن أريحا تعني محافظة أريحا، فطلب رابين إنهاء عملية التفاوض بِرُمَّتِها، وقبل الفلسطينيون شرطياً وعلماً وجناحاً فلسطينياً على المعبر، وادعى رحبعام زئيفي: يكفي سلطة فلسطينية على شارعين في أريحا.

كان يوسي بيلين من المفاوضين الإسرائيليين، وقال إن أبو علاء مفاوض محنّك، قد تستعيره إسرائيل وسيطاً في مفاوضات سلام مع الدول العربية.

خطايا الإسرائيليين في اغتيال رابين، وخطايا الفلسطينيين في العمليات الارهابية التي أدّت إلى فشل بيريس في الانتخابات، وصعود نتنياهو الذي أبلغ أبو علاء أنه لا يوافق على مجمل اتفاقية أوسلو، وكان قد صوّت ضد سلام كامب ديفيد المصري ـ الإسرائيلي!

الحقيقة أن السنوات الخمس كانت ضرورية، أيضاً، للسلطة الفلسطينية الناشئة، لأنها لم تكن ضربت جذورها اللوجستية، والإدارية، ولو وافق رابين، في اتفاقية القاهرة المستكملة، على تسليم السلطة 80% من الأراضي، وليس مجرّد المدن الرئيسية، ربما كانت السلطة ستفشل في إدارتها؟

الآن، تمأسست السلطة، وضربت جذورها بفضل رئيس الوزراء سلام فياض في بناء مؤسسات الدولة من تحت لفوق، والأهم أنه منذ طرح « الحل بدولتين» حصل توافق بين الشرعية الفلسطينية وتلك الدولية على الحل النهائي، وترفض السلطة كل عودة لمفاوضات مباشرة تفكك العلاقة بين الشرعيتين.

بدءاً من أوسلو، عاد النزاع العربي ـ الإسرائيلي إلى جذره كصراع فلسطيني ـ إسرائيلي، والأهم أن الأرض الفلسطينية صارت هي مركز العمل والثقل الوطني الفلسطيني على كل صعيد، والشتات العربي في أزمة وجود.

نعم، في أيلول أُعلنت مبادئ أوسلو، وفيه حصلت مجزرة مخيم شاتيلا، ورفع العلم الفلسطيني على ساريات الدول الأعضاء في الجمعية العامة.. وبدأت المرحلة الثانية من التعداد الثالث للسكان والمساكن والمؤسسات في فلسطين الذي سيردّ على تخرُّصات ديمغرافية إسرائيلية حول عدد سكان الضفة الغربية.

نعم، تقرير المصير الفلسطيني يؤثر على «الانجراف» الأيديولوجي والسياسي الإسرائيلي للفاشية، وهذا يؤثر على تقرير المصير الفلسطيني، وإدارة ترامب أعادت المفاوضات إلى «الدجاجة أولاً أم البيضة»، دولتان أو دولة واحدة، أو قصة الجدّات الفلسطينيات «إبريق الزيت» وكذا تبدو المصالحة الفلسطينية مثل «إبريق الزيت» أو كعب آخيل الدولة الفلسطينية.

خلال قرن من بلفور إلى أوسلو، وإلى «الحل بدولتين» اجتاز الفلسطينيون «تبكيتات» النكبة والنكسة، وسيجتازون العام المقبل، تبكيت مرور ربع قرن على أهم تطور سياسي فلسطيني ـ إسرائيلي.

فلسطين ضربت جذورها في فلسطين، ولا يمكن بعد العودة إلى ما قبل أوسلو.

في بداية «فتح» قال ماو تسي تونغ لوفد فلسطيني: «أنتم في أصعب حركة تحرير في العالم»، كما كانت ولادة إسرائيل الأطول في تأسيس الدول.

المصدر : صحيفة الأيام

omantoday

GMT 09:07 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 19:57 2021 الإثنين ,23 آب / أغسطس

الصورة، المقال؛ الملصق.. الخطاب!

GMT 06:26 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

صوت «المشتركة» في ميزان إسرائيل الثالثة

GMT 05:25 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

أسبوعان أيلوليّان مفصليّان !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والتبكيت الثالث أوسلوي والتبكيت الثالث أوسلوي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab