تمهيد لما هو آت

تمهيد لما هو آت !

تمهيد لما هو آت !

 عمان اليوم -

تمهيد لما هو آت

حسن البطل

النعاة كثيرون لما يرونه احتضار الحل بدولتين، والدعاة يزدادون لما يرونه الحل بدولة مشتركة، لكن الجولات الأوروبية، الراهنة والسابقة للرئيس الفلسطيني تشير إلى خيار ثالث، وهو أن الاستعصاء الأول والاستحالة الثانية، سيؤديان إلى قرار دولي: دولة إسرائيل تحتل دولة أخرى! لم يعد الأمر، كما كان قبل أوسلو، احتلال إسرائيل لأراض ليست لها، ولا كما كان بعد أوسلو : إسرائيل تحتل شعباً آخر. في سياق أوسع وأكثف جولة أوروبية، وجه الرئيس الفلسطيني دعوة إلى بابا روما لزيارة الأرض المقدسة. سبق أن زار ثلاثة من الباباوات الأرض المقدسة، لكن "الجديد" في الدعوة احتمال قمة روحية كنسية بين رأسي الكنيستين الكبريين: الكاثوليكية والأرثوذكسية، وهي الأولى منذ 50 عاماً. قبل نصف قرن، كانت الأردن الدولة صاحبة السيادة على الأراضي الفلسطينية، وأصدرت بالمناسبة طابعاً بريدياً. هذه المرة قد يصدر البريد الفلسطيني طابعاً بالمناسبة. فلسطين قبل نصف قرن غيرها اليوم. لماذا تتركز زيارات الرئيس الفلسطيني، وهي كاملة مراسيم البروتوكول، لدول أوروبا، ويعطي خلالها الرئيس "نفحات" تفاؤل حذرة بالوصول إلى اتفاق بعد مهلة الشهور التسعة؟ على الأرجح لأن لديه بديلاً من إخفاق مفاوضات الفرصة الأخيرة، وهو دعم دول أوروبا لأي تصويت آخر ومحتمل في الجمعية العامة يرفع درجة عضوية دولة فلسطين من مراقب إلى دولة عاملة. من المعلوم أن مثل هذا الاحتمال كان في حسبان الولايات المتحدة، التي صوتت "ضد" مع دول قليلة بعضها هامشي، بينما امتنعت دول أوروبية رئيسية عن التصويت، بما مكن إسرائيل من الثرثرة الفارغة عن دول "نوعية" وأخرى ذات تصويت آلي لصالح الفلسطينيين. إن المعنى القانوني الدولي لدولة تحتل أرضاً أخرى، غير المعنى القانوني الدولي لدولة تحتل شعباً آخر.. وبالذات دولة تحتل دولة أخرى معترفا بها دولياً، وبالتالي يسقط الادعاء القانوني الإسرائيلي أنها لم تحتل أرض دولة قائمة العام 1967. الحقيقة أن ما تطالب به السلطة من شروط لتحقيق "الحل بدولتين" يتفق، في معظمه مع شروط دولية، خاصة أنه يراعي الواقع المستجد، ويطالب بمبادلات أرضية متكافئة. إذا وصلنا غاية مفاوضات الفرصة الأخيرة دون اتفاق، حتى بعد التمديد كما تطالب كبيرة المفاوضين الإسرائيليين، فلا يبقى سوى "حل دولي" إما تفرضه الولايات المتحدة، وإما تفرضه الجمعية العامة، ثم مجلس الأمن. لن يقترح أحد إخضاع الرفض الإسرائيلي لقبول العالم عضوية فلسطين دولة عاملة إلى "الفصل السابع" كما جرى مثلاً بعد احتلال العراق دولة الكويت، لكن إسرائيل ستعاني عزلة دولية أكبر: سياسياً، ودبلوماسياً، واقتصادياً.. دولة منبوذة! هناك شق اقتصادي في مشروع كيري لبناء اقتصاد دولة فلسطين، وهو يكمل الشق الإداري ـ المؤسساتي الذي أنجزته حكومات سلام فياض، وتشير تقارير مبعوث الرباعية، وبشكل أوسع وأكثر تفصيلاً صندوق النقد الدولي، إلى ازدهار مشترك لفلسطين وإسرائيل في حال التوصل لاتفاق الحل بدولتين. علينا أن نلاحظ أن الرئيس الفلسطيني نشط، قبل قبول عضوية فلسطين ـ دولة مراقبا، وبعدها بخاصة في لقاءات مع شخصيات إسرائيلية حزبية وبرلمانية وعسكرية متقاعدة، في ما يشبه "لوبي" يدعم خيار "الحل بدولتين". في الغضون، تتأرجح توقعات الإسرائيليين لفشل المفاوضات بين انتفاضة ثالثة عنيفة، أو انتفاضة مقسطة شعبية، أو التهاب الوضع نتيجة حادث استثنائي. إسرائيل نجحت في إشغال العالم بالمسألة الإيرانية، لكن لم تنجح في منعه عن الاهتمام بالمسألة الفلسطينية. تقول إن لديها جوابا منفردا على المسألة الأولى، لكن لا يوجد جواب إسرائيلي منفرد على "حل الدولتين" أو "الحل الدولي" المفروض.  

omantoday

GMT 13:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 13:34 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 13:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 13:31 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 13:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

GMT 13:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

التغيير وعواقبه

GMT 13:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمهيد لما هو آت تمهيد لما هو آت



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab