فتح التشبيب بعد التوطين

"فتح": "التشبيب" بعد "التوطين"؟

"فتح": "التشبيب" بعد "التوطين"؟

 عمان اليوم -

فتح التشبيب بعد التوطين

حسن البطل

أقترح توزيع شهادة قائد كتيبة (الجرمق) الطلابية الفتحاوية، معين الطاهر، على أعضاء مؤتمر إقليم جنين الحركي، الذي ستجري به انتخابات لاحقة لانتخابات إقليم فتح ـ رام الله والبيرة.
يقول القائد، في حوار معه أجراه الكاتب والأديب إلياس خوري، لمجلة "الدراسات الفلسطينية": "كنّا نسلّط مكبّرات الصوت الخاصة بالجامعة [جامعة بيروت العربية] في اتجاه مكتب أبو عمار، الذي كان يبعد 50 متراً، ونظلّ ننتقد ليلاً ونهاراً النقاط العشر ومشروع السلطة الوطنية، ومشروع الدولة الفلسطينية.. وفي آخر الليل يدعونا أبو عمار إلى الاجتماع، فنتكلم ونختلف ونتفق، وينام أبو عمار بحراسة بنادق الذين يعارضون البرنامج أو المشروع السياسي الذي طرحه. واستمرت القيادة الفلسطينية تنام بحراسة بنادق السريّة الطلابية من سنة 1973 حتى 1982".
بعد انتخابات إقليم فتح ـ رام الله، ستجري انتخابات إقليم جنين.. وبعدها يفترض ان يعقد المؤتمر العام السابع حيث انتخابات المجلس الثوري واللجنة المركزية في بيت لحم، التي عُقد فيها المؤتمر العام السادس.
هل أقول إن المؤتمر السادس الذي عقد في بيت لحم (آب 2009)، بعد 20 عاماً من المؤتمر الخامس ـ تونس، شهد نقلة حركية نحو "توطين" الإطارات الحركية العليا (المجلس الثوري، واللجنة المركزية)، وأن مؤتمر إقليم فتح ـ رام الله شهد "تشبيب" قيادة الإقليم؟
صحيح، أن قسماً قيادياً من حركة فتح ـ التاريخية، جاء من الأرض المحتلة، ومنهم أربعة قياديين من الصف الأول جاؤوا من غزة، وآخرون من الضفة، وغيرهم من فلسطينيي اللجوء والشتات.. لكن، المقصود بـ "التوطين" هو تغليب عناصر القيادات المحلية في البلاد.
"الحرس القديم" يسلّم الراية والتجربة الثّرية إلى "الحرس الجديد"، وفي المؤتمر السادس أحرزت المناضلة آمنة جبريل، من إقليم لبنان، أعلى الأصوات في انتخابات المجلس الثوري الـ 81 عضواً، وهي مساعدة قائد السريّة الطلابية (الجرمق) الشهيد علي أبو طوق.
في حصار مخيمي صبرا وشاتيلا، و"حرب المخيمات" بعد خروج قوات المنظمة من بيروت، خاطب القائد العام قائد المخيم، بشيء من شعر المتنبي: "وسوى الروم خلف ظهرك روم.. فعلى أي جانبيك تميل".
في مؤتمر إقليم رام الله، أحرز المناضل في الانتفاضة الثانية ـ "كتائب شهداء الأقصى"، ربيع حامد أعلى الأصوات في الانتخابات الرابعة للإقليم، علماً أنه أصيب بأربع رصاصات إسرائيلية، أمّا الثاني فهو أسرار سمرين الذي أمضى 22 سنة في سجون الاحتلال.
جميع الفائزين في انتخابات الإقليم هم من القيادات الشابة المحلية، وربما ستكون انتخابات إقليم جنين على هذا المنوال، ومن ثم ستجري انتخابات المجلس الثوري واللجنة المركزية.
على الأغلب، سينعقد المؤتمر السابع في رام الله، الذي تأخّر عن موعده المضروب في آب المنصرم لانشغال قيادة الحركة والسلطة بالمفاوضات وحكومة الوفاق وحرب غزة، وبعدما صار لرام الله عدد كافٍ من الفنادق.
بذلك، تكون "فتح" قد استعدت للانتخابات الوطنية بجيل "موطّن" و"شاب".. وأيضاً، بوحدة حركية تتلافى فوضى الترشيحات الفتحاوية في انتخابات 2006، حيث تنافست القوائم والكوادر الفتحاوية، ولم تتوحّد قائمتا "فتح" إلاّ في الساعة صفر قبل إغلاق باب الترشيحات؟! بينما قدمت "حماس" مرشحيها بالمسطرة!
عادة، يُشار إلى "فتح" بوصفها الفصيل الأكبر، أو قائدة ومفجّرة الثورة، أو مؤسسة السلطة الوطنية.. لكنها، أيضاً، الفصيل الأكثر ديمقراطية بين الفصائل، وهي "جبهة" وطنية في مسمّى "حركة" وطنية.
هناك شيء كثير من "المماهاة" بين الحركة والسلطة، ويُحسب على الحركة ما يُحسب على السلطة، رغم أن اللجنة التنفيذية للمنظمة و"القيادة الفلسطينية" تحوي اتجاهات مختلفة، فصائلية أو شخصيات مستقلة تنظيمياً.
لكن، إذا كانت م.ت.ف هي الممثل الشرعي للشعب، فيجب أن تضم في إطارها حركة "حماس" وربما "الجهاد الإسلامي" ولهما قواعد شعبية كبيرة ومنافسة لـ "فتح".
يُشير آخر استطلاع للرأي نُشر، أمس، إلى أن "حماس" انتعشت شعبيتها بعد صمودها في الحرب الأخيرة التي يراها معظم الجمهور "نصراً"، والمقاومة طريقاً، والمثير للانتباه أن شعبية "فتح" تتقدم، عموماً، على شعبية "حماس" في الضفة، بينما تتحسّن شعبية "فتح" في غزة.
هذه النتيجة رهن التطورات اللاحقة، ومنها نجاح وصوابية سياسة السلطة و"فتح" في خطها السياسي والحركي الجديد، ونجاح أو إخفاق حكومة الوفاق، ودور السلطة في إعادة إعمار قطاع غزة.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح التشبيب بعد التوطين فتح التشبيب بعد التوطين



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab