عوضا عن مجلس الشورى

عوضا عن مجلس الشورى

عوضا عن مجلس الشورى

 عمان اليوم -

عوضا عن مجلس الشورى

حسن نافعة

يبدو أن النية تتجه للإبقاء ليس فقط على النسبة المخصصة للعمال والفلاحين فى مقاعد البرلمان، ولكن على مجلس الشورى أيضا. وهو مؤشر يدل على أن الدستور، الذى يتم إعداده الآن، لن يختلف كثيرا عن سابقيه، إلا من حيث الشكل وتغيير غطاء الرأس، حيث تم استبدال «طاقية» 1971 بـ«عمامة» فى 2012، ويجرى حاليا استبدالها بـ«قبعة»! لم يكن مجلس الشورى فى نظام مبارك سوى أداة لمنح العطايا، فى شكل حصانة ومكافآت مالية وعينية، للمحاسيب. وفى عهد مرسى لم يتغير شىء، باستثناء أسماء المحاسيب. لذا يطالب غالبية القراء بإلغائه، وهو ما أتفق معه تماما. قارئ واحد اسمه محمد عمر، بعث إلىَّ مؤخرا برسالة تتضمن اقتراحا مختلفا بعض الشىء، ربما يجد فيه البعض جديدا يستحق المناقشة، فيما يلى نصها: «فى الفترة الحالية التى يعاد فيها تشكيل القوام السياسى للبلاد، من خلال لجنة الخمسين الموكل إليها إعادة صياغة دستور 2012، تثور الكثير من القضايا ويتم تقديم الكثير من الأطروحات، سواء من داخل لجنة الخمسين أو من خارجها. غير أن هناك قضيةً مهمةً لا أراها تحظى بالاهتمام الكافى، سواء داخل اللجنة أو خارجها. ففى الوقت الذى انخرط فيه الجميع فى مناقشة شكل الانتخابات البرلمانية الخاصة بمجلس النواب، انصرف الجميع عن مناقشة ما يتعلق بمجلس الشورى، وكأنها مسألة بات مقطوعا فى أمرها، حيث يبدو أن أغلب الآراء قد استقرت على أنه لا وجوب لوجود مجلس الشورى فى ظل قيام مجلس النواب بالمهمة الحقيقية فى التشريع ومراقبة الأداء الحكومى. وفى الوقت الذى تتجه فيه أغلب الآراء نحو اعتبار مجلس الشورى عبئا ماديا لا مبرر له، فى ظل عدم قيامه بدور تشريعى أو دور مُلزِم عموما تجاه الحكومة بالنظر لطبيعته الاستشارية، تبرز وجهة نظر أخرى جديرة بالمناقشة. وفى تصورى أنه ليس كل مفكر أو خبير فى مجال ما أو شخص عادى مهتم بشؤون البلاد، لديه الشهرة أو الشعبية أو الوفرة المادية أو العائلة الكبيرة أو الانتماء الحزبى، وكلها مجتمعة أو منفردة من مقومات خوض الانتخابات البرلمانية، بما يمكنه من خوض الانتخابات البرلمانية والفوز فيها. وبالتالى فوجود مجلس الشورى يبدو مفيدا فى ضم نخبة من الخبراء والمثقفين الذين يقدمون رؤيتهم بما يرونه فى صالح البلاد، حتى وإن تجاهل ضم الكثيرين من الأشخاص العاديين، الذين ربما يكون لديهم من الوعى والفكر الذى تجدر مناقشته أو حتى الالتفات إليه. والحل التوفيقى- فى رأيى- بين الاتجاهين المتضادين المشار إليهما سابقا، هو الاكتفاء بمجلس النواب كمؤسسة يناط بها الدور الحقيقى والمُلزِم، فيما يختص بالتشريع ومراقبة الأداء الحكومى، مع وجود لجنة داخل مجلس النواب تضم عددا محددا من الأفراد لاستقبال جميع الأطروحات التى يتقدم بها أى من أبناء الشعب، سواء كانت أفكارا تجاه عمل أشياء معينة، أو شكاوى ضد أشياء معينة تمثل فى طبيعتها نوعا من الدور الرقابى المنوط بمجلس النواب. فإذا ما تراءى لتلك اللجنة جدارة تلك الفكرة أو الشكوى بالبحث والمناقشة، تبنتها لتعرضها على مجلس النواب باسم أحد أعضائها، أو باسم اللجنة ككيان موحد. ليس لدىَّ تصور واضح عن كيفية تشكيل هذه اللجنة، فيما يخص اختيار أعضائها، من بين أعضاء مجلس النواب المنتخبين فقط أو من خارج المجلس تماما، أو مزيجا من هؤلاء وهؤلاء، غير أننى أتصور أن يكون أعضاء هذه اللجنة، أيا كانت طريقة اختيارهم، من بين العقول الأكثر نضجا وانفتاحا على كل مجالات الحياة، حتى يكون وجودهم عوضا عن النخبة التى كان يضمها مجلس الشورى سابقا، وحتى تتوفر لديهم القابلية والمقدرة على التفاعل مع جميع ما يمكن طرحه من أفكار. إن هذه اللجنة التى أقترحها، والتى يمكن تشبيهها بصندوق بريد لمجلس النواب، لن توفر فقط بديلا مقبولا لمجلس الشورى، ولكنها ربما تكتسب بعداً أهم من خلال أنها سوف تستقبل جميع الرؤى لكل المواطنين، النخبة وغير النخبة». نقلا  عن جريدة المصري اليوم  

omantoday

GMT 10:48 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 10:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 10:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 10:44 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 10:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 10:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 10:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عوضا عن مجلس الشورى عوضا عن مجلس الشورى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:33 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 عمان اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab