عاجل إلى الرئاسة أنقذوا المعهد

عاجل إلى الرئاسة: أنقذوا المعهد

عاجل إلى الرئاسة: أنقذوا المعهد

 عمان اليوم -

عاجل إلى الرئاسة أنقذوا المعهد

معتز بالله عبد الفتاح

كتب أستاذنا الفاضل والمعلم القدوة والإنسان النبيل الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد، بارك الله فيه، مقالاً مهما أمس فى جريدة «الوطن» عن مؤسسة بالغة الأهمية فى محيطنا العربى والأفريقى، تحدث عن احتمالات انهيارها، وأن مؤامرة تحاك ضدها، وهى «معهد الدراسات العربية» التابع لجامعة الدول العربية.

وهذا الرجل إن تحدث، صدق.

وقد دخل فى حوار مهم مع أستاذه الدكتور بطرس بطرس غالى، فجاء فيه ما يثير القلق.

قال أستاذنا الدكتور أحمد يوسف:

(قلت له إن رعبى على مستقبل المعهد يملأنى ويلازمنى فى كل لحظة، وكنت أجيب عن كل من حدثنى أستاذاً كان أو موظفاً عن امتناعه عن العمل فى ظل هذه المؤامرة الرخيصة فإياك أن تفعل لأن هذا المعهد إذا سقط لن تقوم له قائمة بعد اليوم، وهذا هو هدف المؤامرة. لقد استثمرت فى هذا المعهد ثلث القرن من عمرى ما بين أستاذ ومدير ويعصف بكيانى أن أراه مهدداً بالانهيار. ولا أدرى كم من الدقائق تحدثت وإلى أى حد انفعلت لكننى بعد أن انتهيت أطرقت برأسى منتظراً تعليق أستاذى. كان رده هو آخر شىء توقعته بل إنه لم يكن بمقدورى أن أتوقعه أصلاً.. اكتسى وجهه بملامح حانية وقال لى: «أحمد.. يجب أن نقبل أن هناك أشياءَ جميلة وعزيزة علينا فى حياتنا سوف تأتى يوماً إلى نهايتها». انتابنى الصمت طويلاً ثم قلت بصوت خفيض من هول المفاجأة: ألا تستحق هذه الأشياء الجميلة العزيزة أن نفعل ما فى وسعنا كى تبقى بيننا؟ ولا بد أنه أدرك شعورى فبدأ يسرد لى وهو فى حالة من الصفاء الذهنى التام كيف بنى عديداً من الأشياء الجميلة ثم رآها تذوى أو ذوت بالفعل. قال لى: أسست مجموعة «الأندوجو» كإطار يجمع دول حوض النيل وعدت من الأمم المتحدة لأجدها قد انتهت، وأسست «مجموعة موناكو» وأنا أمين عام للأمم المتحدة وكنت أُحضر فيها فى كل دورة ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول يتحاورون حوارات رائعة حول قضايا بالغة الأهمية ثم طلبت دولة عربية ثرية استضافتها ثم أجهزت عليها، واستثمرت سنوات طويلة من عمرى فى بناء شبكة قوية للعلاقات المصرية- الأفريقية لكن الممارسات غير المسئولة أفسدت كل شىء. واستمر يسرد بصدق ما يدعم رأيه. سكتت برهة وسألته: ماذا أفعل إذن؟ فأجاب بالبساطة المتناهية نفسها: «اقلب الصفحة. ابدأ شيئاً جديداً». غلبنى المزاح فقلت له: هو أنا عاد فيّا حيل؟

ودّعته إلى لقاء مقبل لكننى لم أستطع أن أطرد من مخيلتى حكمة السنين التى تحدث عنها بصدق أكيد يغرى من يستمع إليه بأن يقتنع بها. ظللت أفكر فى منطق أستاذى الجليل من جميع جوانبه طيلة ما تبقى من يومى، وعندما آويت إلى فراشى وجدت نفسى أردد «عذراً أستاذى الجليل فلن أقلب الصفحة، ولن يحرق مغول القرن الحادى والعشرين كتب بغداد ويلقوا بها فى نهر دجلة من جديد).

انتهى نص الحوار بين أستاذنا وأستاذنا، وعلينا أن نأخذ عدة خطوات إلى الأمام.

إلى السيد الرئيس، شخصياً، وأعلم أنه متابع جيد لما يأتى فى الكثير من أعمدة الرأى.. هذه مسألة تعنى الكثير لمصر، ولقدرتها على التأثير، وبناء تحالفات قوية مع قادة المستقبل فى العديد من الدول العربية والأفريقية.

لقد بذل الدكتور أحمد يوسف أحمد وأستاذتنا الفاضلة الدكتورة نيفين مسعد وغيرهما من أساتذتنا وزملائنا ما يستحق أن نفخر به وأن نحافظ عليه.

وبدلاً من أن أرى أمامى المزيد من هذه الأمثلة الناجحة لمعاهد ومؤسسات تربوية تزدهر، يكون بيننا من يدمر ما هو قائم منها.

إلى السيد الرئيس، وفريق عمله.. لا ينتصر الحق إلا بقوة، فإن هُزم الحق لغياب القوة، فقد انتصر الباطل لأنه أقوى. والباطل فى مصر يأخذ أشكالاً كثيرة منها المؤامرة ومنها الإهمال ومنها الفساد. وهى المهلكات الثلاث.

دمتم بخير.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى الرئاسة أنقذوا المعهد عاجل إلى الرئاسة أنقذوا المعهد



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab