ما الذى نتعلمه من أحداث باريس

ما الذى نتعلمه من أحداث باريس؟

ما الذى نتعلمه من أحداث باريس؟

 عمان اليوم -

ما الذى نتعلمه من أحداث باريس

معتز بالله عبد الفتاح

هذه دروس من مجمل الأعمال الإرهابية فى العالم مروراً بمنطقتنا التى يخرج منها كثيرون من الإرهابيين.

الدرس الأول:

شجرة الإرهاب لا تنمو إلا فى غابة التطرف، ومن يحارب الإرهاب دون محاربة التطرف، فسيخسر المعركتين.

إذا عرفنا أن التدخين الشره يؤدى إلى السرطان حتماً، فمن غير المنطقى أن ندعم السجائر ونجعلها بأسعار منخفضة ومتاحة لكل الأعمار، وبعد أن يصاب الإنسان بالسرطان نشرع فى علاجه.

هذا ما تفعله الدول الغربية بأن تسمح للتطرف أن يزدهر فيها تحت دعاوى حرية العقيدة وحرية الرأى وحرية التعبير وحق اللجوء السياسى ثم تكتوى بنار هؤلاء الذين يتطرفون على أراضيها.

الدرس الثانى: التأسلم السياسى شرط ضرورى وإن لم يكن كافياً للإرهاب السياسى.

من ملاحظة أعداد الإرهابيين والعمليات الإرهابية فى العالم، سنجد أن أغلب المسلمين ليسوا إرهابيين، لكن أغلب الإرهابيين متأسلمون.

أغلب المسلمين ليسوا إرهابيين لأنهم فهموا جوهر دينهم الذى يأمرهم بالدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة وأن القتال فقط يكون لمن قاتلنا كما قال الحق سبحانه: «وقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ». وما دون ذلك من آيات كريمة تحض وتحرض المؤمنين على القتال هى آيات نزلت فى ساحة المعركة أو أثناء تحرك المسلمين إلى المعركة. ولكن الأصل قول الله تعالى: «وإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ».

ومع ذلك ظهر من بين المسلمين أناس «متأسلمون» يدعون أنهم «سوبر مسلمين» أى أنهم مسلمون أفضل من غيرهم وأن من ليس مثلهم يندرج تحت طائفة «الفئة الممتنعة عن تطبيق شرع الله». وبالتالى يحق عليهم القتل.

لذلك لن تجد إرهابياً يعادى الغرب، إلا ويعادى المسلمين أيضاً.

التأسلم، بهذا المعنى، يكون شرطاً ضرورياً لأن يصبح المنتسب إلى الإسلام إرهابياً، لأن طريقة تفكيره تقوده إلى كراهية وتشويه الآخرين واغتيالهم معنوياً وتسهيل قرار قتلهم والتخلص منهم حتى وإن لم يكن يعرفهم شخصياً. التأسلم شرط ضرورى لاعتناق المسلم الإرهاب مثلما تسليم ورقة الامتحان شرط ضرورى للنجاح فيه.

ولكن التأسلم فى ذاته ليس شرطاً كافياً؛ لأن بعض المتأسلمين، بحكم التكوين الشخصى أو التربية أو الظروف، لا ينتهى بهم الحال إلى تبنى العنف حتى وإن كانوا داخلهم يبررونه تحت أسباب مختلفة. وبعضهم، من أسف، يستغلون قيم حرية العقيدة والرأى والتعبير كى يجعلوا من تطرفهم الفكرى حرية شخصية رغماً عن أنها توفر البيئة الملائمة لغيرهم كى يتحولوا من متطرفين إلى إرهابيين.

الإرهاب = التطرف الفكرى + العنف المادى.

الدرس الثالث: الإرهاب سيضرب الجميع، لذلك لا بد أن يواجهه الجميع.

يواجه الغرب مرة أخرى نفس المشهد الذى طالما عشناه فى مصر وفى الشرق الأوسط. والمعضلة التى لا يفهمها الغرب أنه يوفر مأوى للمتطرفين ثم يكتوى بنار الإرهابيين ولا يلوم نفسه على خطئه بتوفير مأوى للثعبان الذى يبدأ صغيراً ثم ينتهى كبيراً يلتهم كل من يستطيع أن يلتهم.

الدرس الرابع: الإرهابيون أغبياء.. يوحدون الجميع ضدهم..

مع كل مجموعة إرهابية تظهر، بمن فيهم الدواعش، يهاجمون الجميع: العراقيين، السوريين، الأتراك، الأمريكان، الإيرانيين، المصريين، الروس ويتصورون أنهم سينتصرون. ما يحدث من الناحية العملية أن يتحول الجميع ضدهم للقضاء عليهم. ولكن المعضلة أن «الجميع» لا يتبنى ذلك كاستراتيجية تحارب «الإرهاب بما فيه من عنف متطرف» ولكنهم يحاربون «الإرهابيين المعادين لهم كأفراد وجماعات». ونجد من دول العالم من يدعم بعض المتطرفين وبعض الإرهابيين ظناً من هذه الدول أن هؤلاء يخدمون قضاياهم ومصالحهم وهو ما يتبين لهم خطؤه حين يكتوون بنارهم.. أتمنى على الرئاسة المصرية أن تدعو لمؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب يعقد فى شرم الشيخ توضع فيه استراتيجية عالمية لمكافحة التطرف الفكرى وما يأتى معه من عنف مادى.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى نتعلمه من أحداث باريس ما الذى نتعلمه من أحداث باريس



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab