من بنيامين نتنياهو إلى عبدالفتاح السيسي

من بنيامين نتنياهو إلى عبدالفتاح السيسي

من بنيامين نتنياهو إلى عبدالفتاح السيسي

 عمان اليوم -

من بنيامين نتنياهو إلى عبدالفتاح السيسي

معتز بالله عبد الفتاح

جلس بنيامين نتنياهو مع مجموعة من رجاله المخلصين فى لجنة «إدارة الأزمات» التابعة للموساد الإسرائيلى، وكان السؤال المطروح ما الذى نتوقعه من القيادة الجديدة فى مصر؟ متى نظن أنها تمثل خطراً علينا ومتى نظن أنها لا تختلف كثيراً عن سابقتها؟

اجتهد كل واحد منهم فى تقديم رؤيته، ثم كتبوا ما ناقشوه فى التقرير التالى:

أولاً: سيكون «السيسى» خطراً على دولة إسرائيل إذا نجح فى أن يجمع فى مجالسه الاستشارية أفضل عقول مصر فى كل المجالات، وأن يلتقى بهذه المجالس أسبوعياً وأن يستمع إلى الأفكار الجديدة المبنيّة على خبرات دول أخرى وأن يتبناها مثلما فعل رئيس كوريا الجنوبية ورئيس تايوان ورئيس البرازيل ورئيس وزراء ماليزيا ورئيس وزراء تركيا أثناء بنائهم لنهضتهم. لكن هذا الرجل لن يكوّن أى خطر علينا لو وقع فريسة للتقاليد البيروقراطية والأمنية البالية التى تشوه الخبراء والعقول المتفتحة وتطفش أفضل ما لديهم من خبرات فتكون مصر ساحة للتصارع المفضى إلى أن تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة. ويظل الفكر التقليدى المتخلف يسيطر على الدولة، دولة تعيش فى القرن الواحد والعشرين بحكم الزمن، وتعيش فى القرن التاسع عشر بحكم العقول المتحجرة التى تديرها.

تحجرهم فى مصلحة إسرائيل.

ثانياً: سيكون «السيسى» خطراً على إسرائيل لو أدرك سرطان الزيادة السكانية «الأرنبية» التى تفضى إلى إبادة سكانية «حيوانية». سيكون هذا الرجل خطراً على إسرائيل إذا سنّ قانوناً يجعل من حق كل رجل بالغ أن ينجب طفلين فقط لا غير لمدة خمس سنوات مقبلة، ومع القانون حملة توعية كاملة بمخاطر الزيادة السكانية، ويخرج على المصريين ليبلغهم بما اضطرته الظروف إلى ذلك، وأنه لا يفعل ذلك إلا إنقاذاً لمصر من زيادة تبلغ 2.6 مليون نسمة فى السنة فى البلد يتنافس سكانه فى إفقاره لأن مواكبة هذه الزيادة تقتضى أن يكون معدل النمو الاقتصادى ثلاثة أمثال الزيادة السكانية (يعنى نحو 9٪، ونحن بالكاد لم نصل إلى 3٪). هذا الرجل لن يكون خطراً على إسرائيل ما دامت مصر فى عهده مثل الأم التخينة الحامل الدايخة والملخومة فى عيالها اللى بيعانوا من نقص فى التغذية السليمة وفى البيئة الملائمة وفى التعليم الجيد، يعيشون بمنطق الكلاب الضالة لأن أهاليهم يلقون بهم فى الشوارع ليبحثوا فى الزبالة عن لقمة أو سيجارة حشيش. أما نحن فى إسرائيل، فأولادنا ينفق عليهم فى التعليم والصحة 160 مثل ما ينفق على الطفل المصرى لأننا نعلم أن العصر الحالى ليس عصر «العدد فى الليمون» ولكنه عصر «إنسان متحضر أفضل من مليون إنسان متخلف».

تخلفهم فى مصلحة إسرائيل.

ثالثاً: سيكون «السيسى» خطراً على إسرائيل لو نجح فى أن يكوّن رؤية جامعة يجتمع حولها العرب ويضمد بها جراح جيرانه أو على الأقل الأغلبية منهم.

تشرذمهم فى مصلحة إسرائيل.

سيكون خطراً لو نجح فى أن يحقق التوازن فى علاقاته الخارجية بين الروس والأمريكان بحيث لا يفقد علاقته الطيبة بالغرب عموماً. ولن يكون خطراً علينا بالمرة لو ارتمى فى أحضان الروس أكثر ويجعل من بلده ساحة لمعركة شرسة بين الروس وحلفائهم وبين الأمريكان وحلفائهم.

الناتج القومى لأمريكا حوالى 6 أمثال الناتج القومى لروسيا، وحين تكون أمريكا معنا، نتنياهو يقول، وروسيا معهم، فنحن فى وضع أفضل.

التحالفات الخاطئة فى مصلحة إسرائيل.

رابعاً: سيكون «السيسى» خطراً على أمن إسرائيل لو جعل من قمة أولوياته أن «يعيد بناء الشخصية المصرية» أخلاقياً وعلمياً عبر أدوات التعليم، والإعلام، والخطاب الدينى، والخطاب الثقافى والخطاب السياسى. هذا رجل عسكرى ويعرف أهمية تنشئة الجنود على قيم حب الوطن والتضحية من أجله وعلى النظام والإتقان والإبداع ورفض الاستسلام. ويعلم أن تغيير شخصية الجندى وخلق روح التحدى عنده هى المتغير الأهم فى الكثير من المعارك.

ولكنه لن يشكل أى خطر على أمن إسرائيل إذا ظل مستهلَكاً فى إطفاء الحرائق اليومية بين عمارة تقع وقطار يحترق وهجمة إرهابية هنا وماسورة مياه تضرب هناك وعزاء شهداء هناك على أهمية كل هذا. بهذا المعنى سيصبح رئيس جمهورية بمهام رئيس حى، وهذا يناسب دولة إسرائيل تماماً.

التركيبة الحالية للشخصية المصرية فى مصلحة إسرائيل. والرئيس المستهلَك فى المشاكل اليومية بلا رؤية استراتيجية قطعاً فى مصلحة إسرائيل.

خامساً: سيكون «السيسى» مصدراً لتهديد إسرائيل لو أعطى التعليم الأولوية الواجبة ونجح فى أن يخلق جيلاً من المتعلمين على مستوى عالمى، حتى لو كان عددهم محدوداً. سيكون تهديداً كبيراً لإسرائيل لو نجح فى أن يخرج من التعليم المصرى كل سنة ألف عبقرى صغير بين تعليم حكومى متميز (مثل فصول ومدارس المتفوقين) أو مدارس أجنبية، ويعمل برنامجاً لرعايتهم حتى حين يصلون إلى الجامعة ويضمن الاستفادة منهم فى المؤسسات الحكومية. سيكون مصدراً لتهديد إسرائيل لو أصبح الطالب المصرى، وبالذات المتفوقين منهم، يدرس من الصغر مقررات فى بناء الشخصية ويتعلم مهارات الإنصات وإدارة الوقت، وقبول الخلاف فى الرأى، والتفاوض، والوصول إلى حلول وسط، واحترام القانون.

ولن يكون مصدراً لتهديد دولة إسرائيل على الإطلاق لو ظل يتحدث فى التعليم وعن التعليم ثم يذهب كل واحد لحال سبيله بلا رؤية أو مهام محددة عليه أن ينجزها، ويستمر تدهور التعليم بسبب زيادة أعداد التلاميذ وقلة عدد المدرسين المؤهلين والمدارس المتاحة.

الجهل والأمية فى مصر فى مصلحة إسرائيل.

سادساً: سيكون مصدراً لتهديد إسرائيل لو نجح فى أن يقدم رؤية متكاملة لمصر فى السنوات المقبلة بشأن التحديات السبعة الأهم فى مصر: الجهل، الفقر، المرض، الإرهاب، الظلم، الانقسام، الإنجاب بلا حساب. البلد بحاجة لرؤية تقدم إجابات واضحة عن علاقة الدين بالدولة، علاقة القطاع الخاص بالدولة، علاقة المجتمع المدنى بالدولة، علاقة الأحزاب بالدولة، علاقة الإعلام بالدولة، علاقة الشباب بالدولة... وهكذا. هذه الرؤية لا بد أن يصنعها خيرة عقلاء مصر، كى تكون كالنجم الذى هم به يهتدون فيعرف كل صاحب مسئولية مسئوليته والمتوقع منه.

لكن مصر فى عهد «السيسى» لن تكون مصدراً لتهديد إسرائيل لو ظلت الدولة «ملبوخة» لا تغير ولا تتغير، فراملها أقوى من بنزينها «فالسيارة مش عم تمشى». لا بد من رؤية تقودها الدولة ويتقبلها المجتمع يمكن من خلالها تقسيم العمل وتوزيع الأدوار، وبدون ذلك فلا خطر.

الدولة «الملبوخة» فى مصلحة إسرائيل.

سابعاً: سيكون مصدراً لتهديد إسرائيل لو نجح المؤتمر الاقتصادى فى جذب مليارات الدولارات بعدما نعدل قوانيننا العتيقة، ولو نجح فى استصلاح المليون فدان، ولو نجح فى عمل 3400 كيلو طرق جديدة، ولو نجح فى حفر الفرع الثانى من قناة السويس ثم تعميره وفقاً لما هو مخطط، ولو نجح فى أن يدخل بمصر عصر الطاقة المتجددة (لاسيما الشمسية والرياح)، لو نجح فى أن يضع مصر على بداية طريق نهضة اقتصادية حقيقية كمقدمة لنهضة شاملة.

ولن يكون خطراً على إسرائيل لو تعثرت هذه المشروعات أو لم تحقق النجاح المطلوب وفقد المصريون أملهم فى الغد ورغبتهم فى التضحية من أجل مستقبل أفضل.

مصر منزوعة النجاح فى مصلحة إسرائيل.

استيقظت من نومى لأكتب هذه الكلمات عساها تنفع شخصاً ما فى مكان ما فى وقت ما. قد تكون هذه الكلمات مفيدة لو تخيلنا أن هذه هى الطريقة التى يفكر بها أعداؤنا.

وفى الختام أقول كلمة:

اوعى يا ريس تكون بقلبك وبتربيتك العسكرية بتعمل إللى يمليه عليك ضميرك الوطنى، وتكون بعقلك وبترتيبك لأولوياتك بتعمل اللى يخلى نتنياهو ينام مطمئناً بأن الجبهة المصرية آمنة تماماً. الفجوة بين الإرادة والإدارة ممكن يقع فيها ناس كتييير. وإن شاء الله ما تكونش منهم.

عاشت مصر، عاشت الجمهورية.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من بنيامين نتنياهو إلى عبدالفتاح السيسي من بنيامين نتنياهو إلى عبدالفتاح السيسي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab