بقلم : معتز بالله عبد الفتاح
تسعة من آخر عشرة استطلاعات رأى من أكثر المؤسسات البحثية الأميركية مصداقية تنبأت بفوز هيلارى كلينتون. لكن ماذا حدث؟
فى تقرير جيد نشرته قناة الغد العربى اليوم جاءت بعض الإجابة، فرغم استطلاعات الرأى التى رجحت فوز كلينتون، وحملة التهويل من انتخابات مزورة، وخطاب مثير للقلق وغامض لمستقبل أميركا، تمكن «الشعبوى» دونالد ترامب، من الوصول إلى البيت الأبيض، مخترقاً جدار المنظومة السياسية، بسلاح أحلام قاعدة شعبية افتتنت بخطابه الداعى إلى التغيير، وبعد منافسة انتخابية هى الأشرس على الإطلاق فى تاريخ الانتخابات الأميركية، أصبح «ترامب» الرئيس رقم 45.
يقول التقرير إن هناك ما يقال فى الانتخابات الأميركية الحالية، إن ديمقراطيتها بقيت على حالها، لكن الشعب الأمريكى تغير كثيراً وخيَّب توقعات إعلامهم الذى حفل بنشر استطلاعات رأى، رجحت جميعها كفة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون بخلاف إرادة الناخبين الحقيقية.
لم تفارق الغرابة أياً من نواحى الانتخابات الأميركية، وخصوصاً لجهة المرشح الجمهورى دونالد ترامب، الذى أثارت تصريحاته التى رافقت حملاته الانتخابية، جدلاً واسعاً، بما تضمنته من تحقير للنساء، وعلى الرغم من تعليقاته «المسيئة» بحقهن، التى وصلت إلى حد وصفهن بـ«الخنازير» و«الكلاب»، إلا أن ذلك لم يمنع نسبة كبيرة من الأمريكيات من الإدلاء بأصواتهن للمرشح الجمهورى.
وتشير مراكز الأبحاث والدراسات فى واشنطن إلى أن الشعارات البراقة التى رفعها ترامب «أمريكا أولاً»، وكلينتون «أمريكا للجميع»، لا تعنى بالضرورة أن التنافس الانتخابى بينهما لم يعمق الجروح الأمريكية بشكل يحتم جراحات عاجلة، هناك طبقة سياسية تقليدية متحالفة مع رأس المال والشركات الاقتصادية والإعلامية والعسكرية الكبرى، تهيمن على الحياة السياسية الأمريكية منذ عقود، وتتلاعب بها، تشعر بأن قبضتها ارتخت، لا بفضل دونالد ترامب، وإنما لأن الأخطاء والجرائم والإخفاقات صارت من الكبر بحيث لم يعد من المقبول مداراتها.
وفى إطار التحليلات المعنية باستقراء المشهد فى الشرق الأوسط بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، ذكر الكاتب جوزيف أولمرت، الباحث فى شئون الشرق الأوسط، فى مقال بصحيفة «هافينجتون بوست» الأمريكية، أن الحكومة الأمريكية المقبلة بقيادة الرئيس الجديد يجب أن تقدم خطة مساعدة طارئة لمصر، وأن الوضع فى مصر من أهم التحديات التى ستواجه الرئيس الأمريكى الجديد.. وتتوقع الدوائر الأمريكية، علاقات «لها تميزها» بين الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، والرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الذى سبق له أن وصف السيسى بأنه «رجل رائع» و«أشعر بوجود كيمياء»، بعد أن التقاه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك فى شهر سبتمبر.
أما فى ما يتعلق بمصر، يقول التقرير إن «ترامب» أشاد بالرئيس السيسى، ووصفه فى تصريحات نقلتها عنه قناة فوكس التليفزيونية بعد اجتماعه مع السيسى بأنه «كان اجتماعاً مثمراً جداً، إنه رجل رائع»، مضيفاً «اجتمعنا لوقت طويل، كانت توجد كيمياء جيدة، أنت تعرف حين تكون لك كيمياء جيدة مع الناس، كان يوجد شعور جيد بيننا»، وتعهد «ترامب» بدعوة السيسى لزيارة البيت الأبيض إذا انتخب رئيساً لأمريكا، وقال إنه يود أيضاً زيارة مصر.
وأعرب دونالد ترامب عن تقديره للرئيس السيسى وللشعب المصرى على ما قاموا به دفاعاً عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، كما أكد ما يكنه لتاريخ مصر من احترام كبير، مشيداً بالدور الريادى المهم الذى تقوم به فى الشرق الأوسط، كما أعرب عن دعمه الكامل لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته صديقاً وحليفاً قوياً يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات المقبلة.