لمن تجاوز الأربعين سنة

لمن تجاوز الأربعين سنة

لمن تجاوز الأربعين سنة

 عمان اليوم -

لمن تجاوز الأربعين سنة

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

أرسل لى صديق هذه الرسالة، فمست وطراً عندى، فقررت أن أنقلها لمن يعنيهم الأمر، عسى أن تفيد شخصاً ما فى مكان ما.

هل أنت فى الأربعين؟

فـ«الأربعين» هى السن الوحيدة التى خصها القرآن بدعاء مميز «حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ».

فهو دعاء مؤثر يتضمن الشكر عما مضى، والدعاء للآتى وإعلان الولاء لهذا الدين..

أكد العلماء على أهمية هذا الدعاء، خاصة لمن بلغ «الأربعين»، وأنه سبب لقبول الأعمال، فقد قال سبحانه بعد هذه الآية (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا..)

فى «الأربعين» يشعر الواحد منا وكأنه على قمة جبل، ينظر إلى السفح الأول فيرى طفولته وشبابه.. ويجد أن مذاقهما لا يزال فى أعماقه، وينظر إلى السفح الآخر فيجد ما تبقى من مراحل عمره ويدرك كم هو قريب منها.. إنه العمر الذى يكون الإنسان قادراً فيه على أن يفهم كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها، فى «الأربعين» يبدأ الشيب إن لم يكن قد بدأ سابقاً، ويبدأ كذلك ضعف البصر فيقبل كل منا على نظارة القراءة وتصبح جزءاً من محمولاته اليومية.. وفى «الأربعين» نسمع لأول مرة من ينادينا فى الأماكن العامة (تفضل يا عم).. (تفضلى يا خالة) ليجد وجوهنا مستغربة للنداء الجديد.. فى «الأربعين» يلتفت لنا من هم فى الستين ليقولوا لنا: هنيئاً لكم ما زلتم شباباً، فيزداد استغرابنا.

فى «الأربعين» تبدأ مرحلة منتصف العمر، يبدأ السؤال القاسى بالظهور أمام الإنسان: ماذا أنجزت فى عملك؟ ماذا أنجزت لأسرتك؟ ماذا أنجزت فى حياتك؟ ماذا أنجزت فى علاقتك مع ربك؟ فإذا لم ترجع لربك وقد بلغت هذا العمر فمتى ترجع يا ابن آدم؟!

إنه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير، فالمشكلة أن الأيام مرت أسرع مما توقعنا، فأثناء طفولتنا كنا ننظر لمن فى «الأربعين» على أنهم شبعوا من دنياهم، أما اليوم فنرى أننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لأنفسنا، وأن السنوات تجرى بنا ولا تعطينا فرصة لكى نصنع ما نريد.

فى «الأربعين» ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التى تحيط بنا، ننظر إلى والدينا إذا كانا موجودين أو أحدهما فنشعر أنهما كنز وعلينا أن نؤدى حقهما ونبر بهما.. كذلك ننظر إلى أبنائنا فنراهم قد غدوا كإخوان لنا ينتظرون صحبتنا.. كذلك ننظر إلى الإخوان والأصحاب فنشعر بسرور غامر لوجودهم حولنا، كما ننظر إلى تقصيرنا وأخطائنا فنرى أنها لا تليق بمن هو فى «الأربعين» حيث يفترض منّا فيها الحكمة والتوازن.. فى «الأربعين» يبدأ الحصاد، نشعر حقيقة أننا كنا كمن كان يجرى ويجرى، واليوم بدأ يخفف من جريه.. ويلتفت إلى لوحة النتائج ليقرأ ملامحها الأولية، وهو يعلم أن النتائج النهائية لم تحسم بعد، إلا أن التغيير بعد «الأربعين» ليس بسهولة ما قبلها. تحية لكل من جاوز «الأربعين» أو دنا من «الأربعين».

اقرأوها بتمعن، خاصة الآية، لتجدوا أنه ليس لنا عمل من بعد هذه السن إلا الرجوع إلى الله والتحضير للقاء الله سبحانه وتعالى وشكره على ما أعطانا.

بارك الله فى أعمارنا وحسنت أعمالنا.

المصدر : صحيفة الوطن

omantoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن تجاوز الأربعين سنة لمن تجاوز الأربعين سنة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab