وصلتنى هذه الرسالة، وطُلب منى أن أنشرها لمساعدة أهلنا ممن يرتادون مستشفى أبوالريش.
تقول كاتبة الرسالة:
«معايا مبلغ بسيط نويت أروح أتبرع بيه فى أبوالريش وأول ما وصلت، بتاع الأمن بقوله عاوزه أتبرع، جرى جابلى كرسى وكان ناقص يشيلنى قعدت على جنب بالكرسى.
شفت طفل متكفن ييجى أربع أو خمس سنين من طوله على إيد باباه واحد مستنيه بموتوسيكل ومامته بتجرى وراه ومعاها واحده بيقولوا لو ملقناش ميكروباص هنتصرف ونييجى وفضلوا يجروا فى الشارع ورا الموتوسيكل اللى هو مفيش تاكسى ياخدوا ابنهم فيه مش معاهم فلوس وانا اتسمرت مش فاهمة حاجة، وفهمت بعدها من واحدة كانت واقفة جنبى، طفلة ييجى ١٢ سنة، قالتلى ده كان داخل على رجله، واتوفى مامته كانت بتقول كده وهى بتصرخ.
لهجتها صعيدية قالتلى أنا من أسوان بس لينا قرايبنا قاعدين عندهم جه اخوها ييجى تلات سنين لاقيت فى إيده كانولة يا حبيبى وواقف جنبها الولد حافى.
أى وقت بالليل تعدى جنب سور المستشفى هتلاقوا ناس نايمة فالشارع دول أهل الأطفال اللى جوه مش معاهم إمكانيات يأجروا مكان يباتوا فيه، فبيناموا فى الشارع.
وكمان ساعات يندهوا على أهل الطفل محتاجين لبن محتاجين دواء يعنى منتهى الذل!!
دخلونا للمدير الإدارى الراجل رحب بينا وجاب لنا مدير الخدمة الاجتماعية، طلعنا مكتبه جاب فايل فيه حالات محتاجة.
أطفال محتاجة علب لبن ومفيش إمكانية، يعنى ممكن يموتوا عشان مفيش لبن.
طفلة عندها ٨٠ يوم عاوزة أنبوبة أكسجين ومفيش إمكانية، أهلها بيلفوا يدوروا على حد يسلفهم.
طفل محتاج دوا بألف جنيه وحالته خطيرة مش مع المستشفى غير ٢٠٠ جنيه وكمان تبرعات.
وحالات كتيييييير مش قادرة أوصفها بس دول اللى فاكرينهم
المستشفى فيها أورام وقلب مفتوح وفشل كلوى
يا فندم ليه مش عاملين دعاية؟ قال إحنا مش معانا نصرف على الدعاية.
التبرع إنك تساهم فى علاج حالة، أو تتكلف بروشتة وهما يبلغوك محتاجين كام، أو تعيين أسر فقيرة مش لاقية تاكل، وليها حالات عندهم.
فى أسر جاية من أدغال مصر وفى أسرة مش معاها موبايل متخيلين أنهم قاعدين فى الشارع، عشان لو حصل حاجة محدش هيعرف يوصلهم.
أى جنيه بتدفعوا بيبعتوا عالواتس صورة بالفاتورة
الراجل قال إحنا هنا بفضل ربنا وتبرعاتكم هى اللى سندانا
أنا مكنتش ناويه خااااالص أقول لحد بس بعد اللى شفته بعينى وقد إيه الناس دى محتاجة ومحدش يعرف عنهم حاجة.
دول أطفال بتموت وأطفال فى حضانات وأطفال عندها أورام واللى عندها أيام وصماماتها مسدودة وعندها أكتر من ثقب وأمهات شفتها شايله عيال صغيرييييين وفى إيديهم الكانولة، كنت عاوزه أعيط جنبهم حمدت ربنا على كل نعمة مش حاسين بيها، وإن الحمدلله بنتى سليمة ربنا يجيرهم فى مصائبهم.
لو كل واحد فينا أقل الإيمان خد خمسين جنيه وراح، أقسم بالله ممكن تنقذ طفل إحنا بنشترى ميك أب، ولبس، وجزم، وبناكل باكتر من كده أكننا مش هناكل من برة يوم.
ممكن كل كام واحدة وواحد وصحابهم يلموا من بعض ويتصدقوا كل شهر هناك وخلوا كل مرة نية حلوة للصدقة الجميلة دى، مرة تنجحى، مرة تتجوزى، مرة يطول فى عمر أهلك، مرة لمتوفى، والله والله ربنا أكرم مننا إحنا اللى محتاجين ده مش هما، طولت عليكم ويا ريت تعملوا شير، عشان الكل يشوفوا».