هذا مما كتب «البراء أشرف»

هذا مما كتب «البراء أشرف»

هذا مما كتب «البراء أشرف»

 عمان اليوم -

هذا مما كتب «البراء أشرف»

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

وجدت رسالة من البراء أشرف (الله يرحمه) وأحببت مشاركتكم فى قراءتها.

«فيه حاجات تتحس.. ولا تتقالش.. وإن جيت أطلبها.. أنا مقدرش.. ولو انت عملتها بعد ما أنا أطلبها.. يبقى مينفعش» (2012).

يا إلهى، هذه خيانة كاملة مكتملة، هذه جريمة، ما الذى تعنيه الكلمات السابقة.

حاجات، يمكن الشعور بها لكن لا يمكن قولها، وحتى إذا تم قولها فإنها تفقد قيمتها؟!.. عندما سمعت الأغنية فى المرة الأولى، توقعت أن تكون «نانسى» تعمل على إنتاج فوازير رمضان، أو تغنى بلغة أخرى غير العربية.. بالنسبة لى، لم أتمكن من فهم حرف واحد من هذه الأغنية. وكما هو متوقع، ولعلك عاصرت ذلك بنفسك، انتشرت الأغنية فجأة، بدعم نسائى غير محدود، فجأة أصبحت الأغنية نغمة موبايل نسائية، بل حتى نغمة يسمعها كل متصل على رقمها مجبراً.. 10 ملايين مشاهدة على «يوتيوب»..

وفجأة، تحوّلت كلمات الأغنية المبهمة، إلى شعار كل فتاة، تقولها لشريكها/ حبيبها/ خطيبها/ زوجها/ زميلها فى العمل، بل وسائق التاكسى إن لزم الأمر.. فيه حاجات تتحس، ولا تتقالش.. دون أن تكون لدينا (نحن الرجال) أدنى فكرة عن ماهية هذه الحاجات وأهميتها وعلاقتها بنا.. ثم، كما الأمور كلها، تطورت المسألة، لتجد علاقات عاطفية كان يبدو وكأنها قوية، تنتهى فجأة، ويصادف ظهور الأغنية أو بعض كلماتها خلال المراحل الأخيرة فى الوداع، سبتوا بعض ليه؟.. أصل فيه حاجات تتحس ولا تتقالش!

هكذا، تخلت «نانسى» عنا جميعاً، عن كل الرجال الذين كانوا يستمعون لها بإنصات واحترام وتقدير، بالنسبة لبعضنا كانت أغانى «نانسى» لها ذات أهمية خطابات جمال عبدالناصر إلى «الإخوة المواطنين» فى الستينات.. كلها إفادة، معلومات حقيقية عن البنات أغرب الكائنات.. لكن!، الحلو ميكملش، لأننا فجأة اكتشفنا أن فيه حاجات تتحس ولا تتقالش!

بالنسبة للرجال، بشكل عام، لا يوجد شىء يمكن الشعور به دون قوله.. كل الأشياء صالحة للتعبير عنها، حتى أكثرها خصوصية وغرائبية ولا معقولية.. كل شىء له مقابل فى اللغة.. بل إنه بالنسبة لنا، لا يوجد معنى حقيقى لكلمة «حاجات»، الكلمة أساساً مبهمة، ما المقصود تحديداً بالحاجات؟.. هناك دائماً كلمة ما تائهة، كان يمكن أن نستخدمها، استبدالها بالحاجات مجرد استسهال لا أكثر.

ثم، لو أن المقصود بالحاجات كما تقول الأغنية بعد ذلك هو «غير كل طريقة حبك ليا»، و«مقدرش أقول لك شكل حياتنا اللى أنا عايزاه» فبصراحة مطلقة، لا أعرف تحديداً ما المشكلة فى قول ما سبق بشكل مباشر.. الرجل أساساً سيكون ممتناً جداً لو أن حبيبته أخبرته بشكل واضح عن طريقة الحب التى تفضلها، أو شكل الحياة التى تريدها، بالنسبة للرجال، الحب هو الحب، والحياة هى الحياة، لا أشكال ولا أنواع، مجرد أمور ربنا خلقها ونتعامل معها بشكلها المتاح، بطبيعتها التى وجدناها عليها.. وبالتالى، لن نمانع كثيراً لو أن هناك طلبات وأوامر واضحة، بشكل أو نوع معين..

الرجل، بشكل عام، يبحث ويفتش ويسعى للراحة، روقان البال، هدوء الأعصاب، يسعى لفعل كل شىء وأى شىء حيث يجلس مع عقله فارغاً من أى مسائل معقدة، تخص العمل، البيت، الأولاد، الدولة، كوكب الأرض.. لهذا ابتكر الرجال المقاهى، يجلسون فيها يومياً لساعات طويلة لممارسة هوايتهم المفضلة فى فعل اللاشىء على الإطلاق.

وبخصوص المرأة فى حياة الرجل، فهو يحمل لها كل الأمنيات الطيبة، يسعى للبقاء عليها فى حالة سعادة دائمة، لسبب أساسى، هو أنها لو شعرت بالسعادة والرضا فإن هذا سيوفر له مزيداً من الراحة وروقان البال والفراغ.. نعم، الرجل يحب الفراغ، يعشقه، يحن إلى اللحظات التى عاش فيها فى العالم وحده كآدم قبل أن يخلق الله له حواء.. هذه اللحظات بالنسبة إليه هى الجنة الحقيقية، وهو يحن لها باستمرار رغم علمه وتأكده من أنه يعيش على كوكب الأرض. وبناءً على ما سبق، فإن أسوأ ما يمكن مواجهة رجل به هو الطلاسم، المسائل المعقدة التى تحتاج إلى تفكير عميق. فهو، وإن كان يحب الفراغ، فإنه يمل بسرعة نتيجة فعل أى شىء لا ينتهى بسرعة.. وحل الطلاسم وفكها يحتاج إلى وقت طويل كما يبدو. الرجل لا يفهم جملة لها أكثر من معنى، المعانى المزدوجة، الـ double meaning، بالنسبة لنا عبارة عن نكات بايخة، مزيد من الوقت المهدر فى فعل أشياء مملة.. أقصر طريق للرجل ليس معدته، أقصر طريق هو إخباره مباشرة بالمطلوب، وسيرد خلال دقيقة واحدة، بما هو قادر على فعله، وما هو عاجز عنه.

الرجل، أصلاً، فنان محترف ومتمكن فى مسألة المسافة الفاصلة بين الكلام والمشاعر، لكنه على العكس تماماً، يؤمن أن هناك الكثير مما يمكن قوله دون أن يكون هذا القول ناتجاً عن شعور حقيقى داخله.. معظم الأشياء التى يقولها الرجال نابعة من الفراغ داخلهم، الكسل، الملل المحتمل لو أنهم اجتهدوا فى قول الأشياء بعد أن يشعروا بها.. الرجال يعبرون عن حبهم بسرعة لأنهم لا يملكون ترف أو قدرة انتظار أن يكون الحب شعوراً حقيقياً.. المشاعر تأتى بالنسبة للرجل بعد الكلام.. هذا إن جاءت أصلاً.

بل، إن الحقيقة الأكثر مراراً مما سبق، أن الرجل لو أفصح عن مشاعره الحقيقية التى يشعر بها تجاه حبيبته أو شريكته، فإن الحياة بأكملها ستنهار خلال ساعات.. فمشاعرنا الحقيقية الفجة، مرة، مفزعة، قاتلة، بالنسبة للكائنات الجميلة المعروفة باسم «البنات»، لذا نحب الصمت، نقدره، نحترمه، ونقول كلاماً كثيراً لا يعبر بالضرورة عما نشعر به!

هذا إن كنا نشعر أصلاً.

omantoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا مما كتب «البراء أشرف» هذا مما كتب «البراء أشرف»



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab