هناك جيل مقبل من الكتاب والكاتبات يعبرون عن أنفسهم بلغة رشيقة ويعتمدون على خبراتهم الشخصية وملاحظاتهم العامة على نحو يجعلهم قريبين من نفس جيلهم من القراء.
وقد أحسنت جريدة «الوطن» صنعاً بأن فتحت المجال لهذه النوعية من الكتابات. وأسجل إعجابى بمقال لـ«سهى الفقى» على موقع جريدة «الوطن» تتحدث فيه عن «قاموس السيدات وترجمته عند الرجال»، تقول فى جزء منه:
لو افترضنا إن الست من كوكب والراجل من كوكب تانى خالص، يبقى لازم ناخد بالنا إن حتى لو انتو الاتنين مصريين وبتتكلموا عربى وساكنين فى حدائق القبة مثلاً، انتو برضه مختلفين ومحتاجين ترجمة عشان كل واحد فيكو بيفهم نفس الجملة بشكل غير التانى، ده غير إن أصلاً أى اتنين من بنى البشر مختلفين عن بعض فعلاً، نتيجة لاختلاف البيئة والنشأة والخلفية الثقافية وغيره.
دى عينة عشوائية من جمل بتقولها «حواء» بحسن نية، وإزاى آدم بيترجمها غلط فبيقرر ياخد أقرب «مكوك فضائى» ويرجع تانى المريخ!
- «أنا جايلى عريس ولازم تتقدملى».
- ترجمة آدم: أنا مسروعة على الجواز ولو مش هتنجز اخلع يلا عشان أشوف غيرك. مبدئياً كده الراجل اللى عاوز يتجوزك مش مستنى تقوليله قد إيه «عليكى الطلب»، أما اللى كده كده ناوى «يفلسع» فما هيصدق يجرى منك بالمشوار بعد جملتك دى. بطلى تتعاملى مع نفسك على إنك شنطة معروضة فى فاترينة وقت الـ«أوكازيون» وبلاش جو «إلحق قبل نفاد الكمية» اللى بيحبك بجد ومتمسك بيكى مش هيفرق معاه كلامك ده غير إنه هيحس قد إيه إنت مهووسة بفكرة الجواز كهدف فى حد ذاته مش إنك عاوزة تتجوزيه «هو».
- «اعرف لوحدك أنا زعلانة ليه».
- ترجمة آدم: أنا عاوزة ألفت انتباهك وبعمل أى مشكلة.
ما هو أصل الواد مش هيشم على ضهر إيده! متصعّبيش الأمور قوى كده، وقولى اللى فى نفسك على طول، خدتى حقك كان بها، ما خدتيش تطلعوا على القسم وكل واحد ياخد حقه هناك!، خلونا نكون متفقين إن مع مرور الزمن والأمثلة اللى الواحد بيشوفها حواليه، عرفنا واتأكدنا إن الرجالة مش بتركز فى التفاصيل غير مجموعة قليلة مهددة بالانقراض. ولو حظك جمعك براجل عادى من الأغلبية اللى ما بتركزش، بلاش ألغاز «جيمس بوند» وفوازير «المفتش كرومبو» واتكلمى على طول. الحياة قصيرة قوى.
- «هو الجيم/صحابك أهم منى؟»
- ترجمة آدم: أنا ناوية أكتم على نَفَسك!
الجملة دى مرعبة بالنسبالى أنا شخصياً، فلو مش هتقوليها عشان هو «بجد» مقصر فى حقك، يبقى متقوليهاش أحسن. ما هو مش عشان أمه دعت عليه ساعة فجرية وحظه الأغبر جابه لحد عندى أعزله عن العالم والناس، سيبيه يشم نفسه وافتكرى إن «الإنسان اللى ملوش خير فى نفسه، ملوش خير فى حد». زى ما ليكى الحق تدلعى نفسك وتاخدى منه إجازة، هو كمان من حقه ياخد وقت لنفسه وبس. احترمى وقت الرياضة، سيبيه يقعد مع أصحابه مرة ولا اتنين فى الأسبوع، خليه يفصل شوية.
- «كل صحابى جالهم هدية/ اتفسحوا إلا أنا؟ ليه ماتعملش زى فلان وتودينى/تجيبلى...؟».
- ترجمة آدم: أنت مش مالى عينى.
أصعب حاجة على أى راجل هى إحساسه إنه داخل فى منافسة مع ناس تانيين، أسوأ حاجة ممكن تتعمل ويتصرح بها هى مقارنتك بين سلوكه فى أى موقف وسلوك غيره. مش هنبطل نبص على اللى فى إيد غيرنا بقى؟، اطلبى الحاجة اللى إنت عاوزاها «دوغرى» وخلاص من غير مقارنة و«تقطيم» يعنى!
- «البنت دى بتبصلك ليه؟!».
- ترجمة آدم: أنا مش واثقة فى نفسى.
خلينا نتكلم بالراحة، ما تسيبى اللى تبص تبص، آه والله، المهم إن الراجل غاضض بصره وفى حاله. مش جايز هى أصلاً مابتبصلوش وساعتها هيطلع منظرك «مش ولابد»!، الست الواثقة فى نفسها مابتعتبرش بنات جنسها مصدر خطورة عليها، طالما متأكدة إن الشخص اللى معاها مخلص وأهل ثقة، الخيانة 80% منها «استعداد» مش مؤثر خارجى.
مطلوب من «سهى» أن تكتب عن قاموس الرجال وكيف تترجمه النساء، إنصافاً لهن