أقم نفسك حيث أقامك الله

أقم نفسك حيث أقامك الله

أقم نفسك حيث أقامك الله

 عمان اليوم -

أقم نفسك حيث أقامك الله

معتز بالله عبد الفتاح

بعض شبابنا يحتاجون مساعدتنا، فيهم طاقة هائلة أودعها الله إياهم. يقول الحكيم الهندى بيدبا: «حين يقول لك شاب إنه متعب، فلا تصدقه، ولكن لو قال لك إنه مريض أو جائع أو مهموم، فصدقه وساعده».

أولاً، افعل اليوم ما تفتخر به غداً. هذه نقطة البداية فى الموضوع، لا تجعل قراراتك الحياتية (دراسة، قراءة، عمل، زواج، سياسة) وكأنك تريد أن تكون مع فلان أو مثل علان، لا تجعل نفسك فريسة سهلة للخطأ الشائع وهو «appeal to authority»، أى عشق من تظنه يحظى بمكانة عالية فتحاول أن تقلده أو أن تسير على خطاه وهو بصراحة قد لا يستحق، أو ربما هو فى ظروف غير ظروفك. ولا تجعل نفسك ثانية نهباً أو فريسة سهلة لما يريده منك المجموع «appeal to group conformity» بمنطق «همّ اللى قالوا لى»، اجلس مع نفسك واكتب، حتى لا تنسى، ما الذى تريده والذى يجعلك فخوراً أمام ربك حين يسألك، وأمام أهلك وبالذات الوالدان، لكن تذكر أنت صاحب القرار، لأنك مسئول عنه، وإن كنت لا تستطيع أن تتخذ القرار الآن، فاقرأ السير الذاتية لبعض العظماء فى مجال تخصصك أو اهتمامك أو سير العظماء بصفة عامة: الأنبياء العظام، الصحابة الكرام، نيلسون مانديلا، غاندى، محمد على كلاى، هؤلاء جميعاً اتخذوا قرارات صعبة جعلتهم يفخرون بما قدموا للعالم.

ثانياً: لا تربط بين السعادة وما لا تملك. هناك ميل فطرى، يمكن لنا أن نقاومه وأن نقوّمه، للربط بين السعادة وما لا نملك، وهذا غير صحيح. السعيد ليس من يملك كل شىء يسعده، لأنه لا يوجد إنسان يملك كل شىء، ولكن السعيد هو من يجعل كل ما يملك سبباً لسعادته، لا تجعل الاكتئاب يسيطر عليك، اضحك، واضحك من قلبك، كن «زلنطحياً» لبعض الوقت إن دعت الضرورة، لا تقف طويلاً أمام أسباب الضيق والحزن، اخرج منهما بالصلاة أو بالاستماع لعظة دينية، أو بأغنية تحبها مهما كانت تافهة. أنا أحياناً أستمع لأغنية عنوانها: «جاى باكلمها الشحن فصل»، وأقول لأصدقائى: هذه أغنية زلنطحية تقول لك إن الدنيا دى أرزاق، الرجل عمل اللى عليه وكلمها لكن الشحن فصل، زعلت واتقمصت من اللى حصل، وآل إيه فاكرة إنه بيخونها أو بيغشها، مع إنه هو اللى فى الأول متصل!!

لكل منا مشاكله، ولكن بعضنا أمهر من بعض فى مواجهة الصعاب التى هى كأس دائرة علينا جميعاً، وصدق الخالق العظيم: «لقد خلقنا الإنسان فى كبد».

ثالثاً، أقم نفسك حيث أقامك الله. جعل الله لك مواهب وقدرات وأتاح لك فرصاً كثيرة من ناحية أخرى. ما أنت بحاجة إليه أن تبدأ من حيث تقف. انظر حولك لتبحث عن مساحة تستطيع أن تملأها بأفكارك وبمجهودك. الحظ شماعة للكسالى. ومن هنا تهكم «سان تسو» فى كتابه «فن الحرب» على هؤلاء الكسالى ممن لم ينجحوا فلاموا الناجحين على نجاحهم، قال: «لا بد أن نؤمن بالحظ لسببين: أنه يساعدنا على تفسير نجاح أولئك الذين لا نحب، ويساعدنا على إيجاد مبررات لكسلنا. نعم إنه الحظ»، ولكن هناك النظرة الصحيحة للحظ وهى نقطة التقاء الفرصة مع الاستعداد. أعد نفسك من حيث تقف كى تكون أفضل.

رابعاً: كن مُنصفاً مع الآخرين ولست مصنّفاً لهم. من حسن قدرتك على فهم الحياة والنجاح فيها ألا تعامل الناس بميزان لو عاملوك به لظلموك. وحين يظلمونك كن أرقى منهم. هذا ما قاله المهاتما غاندى: «هناك شخصيات دنيئة، هذه من حقائق الحياة. علينا أن نتعامل معها بأخلاقنا نحن، وليس بأخلاقهم هم، وإلا يكونون قد انتصروا علينا».

خامساً: مسير البلية هتلعب. قل يا رب.

omantoday

GMT 15:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 15:11 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 15:10 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة العشرين وقمة اللاحسم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقم نفسك حيث أقامك الله أقم نفسك حيث أقامك الله



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab