ثورة أخلاق يا رئيس مصر

ثورة أخلاق يا رئيس مصر

ثورة أخلاق يا رئيس مصر

 عمان اليوم -

ثورة أخلاق يا رئيس مصر

معتز بالله عبد الفتاح

لن أفيض فى تفاصيل لقائى الطويل مع سيادة الرئيس أمس الأول، ولكن أؤكد ما اتفقنا عليه من أن أزمة مصر فى جزء كبير منها هى أزمة «قيم وأخلاق» وتوازن «بين الحقوق والواجبات».

ودون ترتيب مسبق، عبر الأستاذ عماد أديب عن الكثير مما نعانيه ويعلمه الرئيس فى مقاله بالأمس فى «الوطن».

يقول الأستاذ عماد:

مصر بحاجة ماسة إلى تحول رئيسى فى ثقافتها الوطنية! الثقافة لم تعد ثقافة، ولم تعد من داخل الوطن!

نحن نعيش على بقايا ثقافة ومعلومات الإنترنت والفضائيات العالمية.

إنها حالة من «الكوكتيل» الفكرى غير المترابط الذى لا يمثل أى هوية وطنية حقيقية! قليل من الفضائيات الوافدة وكثير من الإنترنت غير معروف الهوية، ولا أحد يعرف الأب أو الأم الحقيقية لهذه الثقافة.

يسيطر علينا ما يُعرف بثقافة العشوائيات التى أنتجت لنا أغانى المهرجانات وأشعار الجنس وممارسات العنف بالرصاص والسلاح الأبيض وأنابيب الغاز المشتعلة!

يسيطر علينا أصحاب السلاح الأبيض و«السنج» و«المطاوى» والحياة بقوة السلاح الأبيض.

هذا النوع من الثقافة هو الذى نشأ فى غياب قسم الشرطة ودور المسجد ووعظ الكنيسة.

هذا النوع من الثقافة انتشر عندما غابت المدرسة، وماتت النخبة المثقفة، وضاع دور الإعلام التربوى.

هذا النوع من الثقافة يقوم على مبدأ: إذا استطعت أن تخلق أى واقع بقوة المسدس أو المطواة فأنت البطل الشعبى الحقيقى.

هذه الثقافة هى التى نشأت فى زمن سيادة القوة وضياع القانون وفوضى الثورة وانحراف الثوار.

هذه الثقافة لا تعرف مصلحة الوطن ولا أخلاقيات ابن الحارة وجدعنة الناس الشعبيين.

هذه الثقافة لا علاقة لها بأى دين من الأديان السماوية ولا أى مذهب من المذاهب الرئيسية.

إنها نبت شيطانى لحالة من الجنون المتأثر بالقوة المفرطة التى يفرضها الأمر الواقع بعيداً عن دولة القانون وثقافة الأخلاق والعادات والتقاليد.

لذلك لم يعد غريباً أن يطعن التلميذ أستاذه، وأن يصفع الابن أباه، وأن يشتم المذيع جمهوره!

هذا زمن انحطاط الفكر وضياع الأخلاق!

انتهى كلام الأستاذ عماد أديب، لأسأل من يقوم بهذه المهمة.

لا بد من أن تكون مسائل القيم والأخلاق على قمة الأجندة الوطنية على مستوى الخطابات الخمسة: الخطاب السياسى، الخطاب الدينى، الخطاب التعليمى، الخطاب الإعلامى، الخطاب الفنى والثقافى.

الرئيس يعانى تماماً مثلما نعانى من مشاكل على مستوى تردى الكفاءة وتراجع النزاهة وندرة التجرد وتراجع العمل لله والوطن دون سواهما.

التحديات التى تواجهها مصر أخطر من أن تتحول إلى ملف رئاسى أو حكومى، وإنما هى أكبر من ذلك. هى تحدٍ مجتمعى يتطلب أن نقف جميعاً تجاهه.

مصر بحاجة لأن تكون لها بوصلة واضحة؛ فحين نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى، فمن هم «النجوم التى بها نهتدى» هل هو محمد عبده أو الشيخ المراغى؟ أم هو الشيخ القرضاوى والشيخ عمر عبدالرحمن؟

حين نتحدث عن إصلاح الخطاب الإعلامى، فمن هم «النجوم التى بها نهتدى» هل هو مصطفى محمود وطارق حبيب؟ أم هو السائد من غثاء هذه الأيام؟

هذه أسئلة أخطر من أن نتركها بلا إجابة أو أن نفترض أن الإجابة فطرية.

تحيا مصر، تحيا الجمهورية.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة أخلاق يا رئيس مصر ثورة أخلاق يا رئيس مصر



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab