عاجل منا إلينا احذروا الغرب

عاجل منا إلينا: احذروا الغرب

عاجل منا إلينا: احذروا الغرب

 عمان اليوم -

عاجل منا إلينا احذروا الغرب

معتز بالله عبد الفتاح

كتب أمس الصديق العزيز الدكتور جمال عبدالجواد مقالاً كاشفاً يلخص فى تقديرى أهم الدروس التى ينبغى أن تظل حاضرة فى عقولنا عند التعامل مع الأمريكان والغرب عموما، سواء كان الاقتراب المعتمد لدينا هو أن «الغرب يتآمر علينا» أو أن الغرب قصير النظر محدود الأفق يبحث عن مصلحته ولا شىء غير مصلحته.
لا شك أن القابلية للاستحمار، كما ذهب على شريعاتى، تجعلهم قادرين على أن يتحكموا فينا وأن يقرروا مصائرنا سواء لجهلنا أو سذاجتنا أو أطماع بعضنا فى السلطة والنفوذ والمال.
يقول د.جمال:
اجتاحت داعش شمال العراق، وانهار الجيش العراقى أمامها. انسحب الجيش العراقى من الشمال، فحلت محله قوات البيشمركة الكردية. هددت داعش بالزحف على بغداد، فانتشرت الميليشيات المسلحة فى المدينة، ودعا المرجع الشيعى على السيستانى المواطنين لحمل السلاح لمواجهتها. إنها الحرب بين داعش السنية المتطرفة وجيش القوميين الأكراد وشيعة العراق ممثلين فى جيش أصبح طائفياً وميليشيات ما زالت تحتفظ بسلاحها. هى إذن الحرب الأهلية التى تهدد بانهيار العراق وتحوله إلى دويلات متناحرة. هذا هو ما حل بالعراق بعد أحد عشر عاماً من الغزو الأمريكى. لا أنفى مسئولية صدام حسين عن جعل العراق فريسة سهلة للغزو الخارجى والاحتراب الأهلى، لكن المؤكد أن الغزو الأمريكى للعراق لم يؤدِّ سوى إلى زيادة الأمور سوءاً، فما كان محتملاً بعد زمن طويل تحت حكم صدام، أصبح مرجحاً وفى قريب الأيام بعد الغزو الأمريكى.
فى مذكراتها التى تم نشرها قبل أيام قليلة، حكت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون عن الدعم الذى قدمته عندما كانت عضواً فى الكونجرس فى عام 2002 لغزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق. قالت كلينتون «اعتقدت أننى أتصرف عن حسن نية وأننى اتخذت أفضل قرار ممكن انطلاقاً من المعلومات المتوافرة لدىّ. لكننى أخطأت بكل بساطة». الكارثة التى حلت بالعراق فى رأى الوزيرة الأمريكية هى مجرد خطأ شخصى لم يعتذر عنه أحد، لا السيدة كلينتون ولا الحكومة الأمريكية، فيما العراقيون يواصلون دفع الثمن الباهظ من حياتهم وأمنهم.
رغم هذا فإن الأمريكيين يكررون الأخطاء نفسها دون كلل. فى سوريا سحب الأمريكيون الشرعية عن الدكتاتور بشار الأسد فشجعوا المعارضة السورية على حرق مراكب العودة للبحث عن حل وسط مع النظام القمعى، متوهمين أن واشنطن ستقف إلى جانبهم حتى ينجحوا فى إسقاطه. الموقف الأمريكى شجع دولاً فى المنطقة لاتخاذ الموقف نفسه، فقامت دول عربية بطرد سفراء النظام السورى، وقامت الجامعة العربية بسحب مقعد سوريا من نظام دمشق، فامتنع على العرب القيام بدور الوساطة بين النظام والمعارضة. إلا أن واشنطن امتنعت عن دعم المعارضة السورية المسلحة، فطال أمد الحرب، وسقط المزيد من الضحايا، وجدت المعارضة السورية نفسها فى موقف لا تحسد عليه، فلا هى قادرة على حسم المعركة عسكرياً، ولا هى قادرة على التفاوض مع النظام بعد أن تم حرق كل سفن العودة، والنتيجة هى أن الوطن السورى أوشك على الضياع، واللوم كل اللوم يقع على عاتق الولايات المتحدة التى قالت كلاماً لم تقصده، وقدمت وعوداً لم تعنِها. فى ليبيا انتفض الناس ضد القذافى واستخدم الأخير كل الأسلحة الموجودة فى ترسانته لقمع ثورة الشعب. تدخل حلف الناتو الذى تقوده واشنطن لاستكمال مهمة إسقاط النظام الذى عجز الثوار عن إسقاطه بقدراتهم الذاتية. راح القذافى بكل مصائبه لتسقط ليبيا كلها فى فوضى عارمة تتهددها مخاطر الإرهاب والحرب الأهلية والتقسيم.
انتهى كلام د.جمال، وأضيف إليه:
يا من تلعبون بالنار سواء تحت اسم حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو الشرعية، هذه شعارات حق فى جوهرها حق ولكن حين يترتب عليها تهديد الأوطان فهى يراد بها باطل مهما افترضنا حسن النية.

omantoday

GMT 21:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 21:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 21:53 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الهُويَّة الوطنية اللبنانية

GMT 21:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

عقيدة ترمب: من التجريب إلى اللامتوقع

GMT 21:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات تواجه مؤتمر «كوب 29» لمكافحة التغير المناخي

GMT 21:50 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بين الديمقراطيين والجمهوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل منا إلينا احذروا الغرب عاجل منا إلينا احذروا الغرب



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab