هل يصبح «داعش» قوة عظمى

هل يصبح «داعش» قوة عظمى؟

هل يصبح «داعش» قوة عظمى؟

 عمان اليوم -

هل يصبح «داعش» قوة عظمى

معتز بالله عبد الفتاح

فى مقال نشرته «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية للكاتب سيث جونس، تم رصد التمدد الحالى لتنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى التى تستغل الفراغ وغياب الحكومات المستقرة لبناء مراكز وجود لها بمناطق مهمة.

وفى ترجمة «موقع العصر» للتقرير المهم، كان هناك رصد جغرافى واستراتيجى لتمدد الظاهرة، حيث أعلن من أفغانستان الملا عبدالرؤوف خادم أحد قادة «طالبان» ولاءه لزعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادى، مما أثار مخاوف من توسع التنظيم من العراق وسوريا إلى جنوب آسيا. وفى 9 فبراير لاحقته طائرة أمريكية من دون طيار وضربت عربته التى كان يسافر عليها وقتلته مع خمسة من رفاقه. ومع ذلك هناك من مساعديه من أعلنوا ولاءهم المطلق لزعيم الدولة التى يصفونها بالإسلامية بقيادة «البغدادى».

هناك مظاهر واضحة لتقدم «داعش» فى أفغانستان وباكستان منذ خريف 2014، حيث يقوم ببناء علاقات مع الجماعات المسلحة فى كلا البلدين، وكذلك فى مناطق أخرى من العالم. هناك الآلاف من الأيديولوجيين المدربين فى ساحات العراق وسوريا الذين بدأوا يتحركون لنشر أفكار «داعش» فى أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.

ولكن هناك تنافساً واضحاً بين تنظيم «القاعدة» بقيادة «الظواهرى» وتنظيم داعش، حيث تقوم استراتيجية «القاعدة» على بناء علاقات مع جماعات محلية، مثل حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية وتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وجبهة النصرة فى سوريا. ويهدف تنظيم القاعدة، عبر هذه الفروع، للإطاحة بالأنظمة الاستبدادية وبناء نظام تطبق فيه الشريعة. أما أبوبكر البغدادى ورفاقه الذين رفضوا البقاء فى ظل «القاعدة» يرون أن تنظيم القاعدة لا يمارس «الجهاد» بأصوله الصحيحة التى ينبغى أن تكون أكثر قسوة ودموية وإرهاباً «لأعداء الله»، بزعمهم، من «القاعدة».

ورغم كل هذا يشترك التنظيمان فى هدف واحد وهو إقامة إمارة إسلامية. إلا أن «البغدادى» وقادة تنظيمه يبدون الآن أكثر نجاحاً على توسيع حضورهم فى مناطق مختلفة من العالم بما فى ذلك نيجيريا التى أعلنت جماعة بوكو حرام ولاءها لتنظيم الدولة.

والبيعة النيجيرية هذه أقرب إلى دعاية وعلاقات عامة ولن تؤدى فى الوقت الحالى إلى دعم مالى وعسكرى من «البغدادى» إلى أبوبكر الشكوى، زعيم «بوكو حرام»، لكنها فتحت أنظار أفريقيا الغربية لخطر «بوكو حرام» وتم تشكيل تحالف مضاد لهم يضم تشاد والكاميرون.

وعلى خلاف نيجيريا، فقد أرسل «البغدادى» مبعوثين عنه إلى ليبيا فى نهاية عام 2014، حيث اجتمعوا مع قيادات متطرفة فى البلد. ولتنظيم الدولة اليوم حضور واضح فى ليبيا حيث يسيطر مقاتلون تابعون له على مناطق فى سرت.

وفى السياق نفسه، أعلنت مجموعات أخرى فى مصر مثل «أنصار بيت المقدس» عن البيعة وقررت تسمية سيناء ولاية تابعة للدولة.

وفى الوقت الذى يتفق فيه «القاعدة» وتنظيم الدولة على الهدف إلا أنهما يختلفان فى عدد من الملامح المهمة، أهمها توزيع المهام الواضح داخل تنظيم الدولة، فلديه جهاز قيادى عسكرى منفصل عن الجهاز الإعلامى والإدارى والجهاز المتعلق بتطبيق الشريعة.

وعلى خلاف «القاعدة»، فتنظيم الدولة لا يعتمد كثيراً على دعم الممولين الخاصين فى دول الخليج، ويدير عملياته التجارية من تهريب النفط والبضائع المسروقة وتجارة الآثار والابتزاز والإتاوات والاختطاف وسرقة الحسابات المصرفية. وهناك خلاف آخر يتعلق بموقف تنظيم القاعدة من الشيعة الذى يظل أقل تطرفاً من المواقف التى أظهرها تنظيم الدولة.

تقول مجموعة «راند» إن عدد الجماعات الجهادية ارتفع بنسبة 58% فى الفترة ما بين 2010 و2013، ومعه ارتفع عدد المقاتلين، حيث تضاعف فى الفترة ما بين 2010 و2013، ويزيد عددهم على 100 ألف مقاتل.

إن الفراغ السياسى فى أى دولة فى العالم يكون ملاذاً آمناً للإرهابيين، وهذا هو الخطر الأكبر الذى يواجهنا، وعلينا أن نتحرك بسرعة لملء الفراغ، وفى الحالة المصرية، أدعو الحكومة المصرية لتبنى الملف الليبى وأن تستفيد من خبرة «المجلس الرئاسى» الذى ابتدعته دول «الناتو» فى البوسنة والهرسك كأداة لتقاسم السلطة وتوزيع الثروة، وإلا سيستمر الفراغ السياسى، ومعه ستأتى كل أمراض مجتمعات ما قبل الحداثة.

«الملعب فاضى»، وعلينا أن نملأه، لأنهم يملأونه بدأب شديد. سيصبح «داعش» قوة عظمى، إن تكاسلنا عن مواجهته.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يصبح «داعش» قوة عظمى هل يصبح «داعش» قوة عظمى



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab