هل الديمقراطية ضرورية

هل الديمقراطية ضرورية؟

هل الديمقراطية ضرورية؟

 عمان اليوم -

هل الديمقراطية ضرورية

بقلم:أسامة غريب

 هل يمكن إحداث تنمية في ظل الحكم الشمولى، أم أن الديمقراطية ضرورية لإحداث نقلات اجتماعية واقتصادية وثقافية في حياة المجتمعات وآحاد البشر؟.

منذ سنوات طويلة قرأت مساجلة على صفحات الصحف دارت بين أستاذ الفلسفة الراحل الدكتور فؤاد زكريا وأستاذ الاقتصاد الراحل الدكتور جلال أمين حول هذا الموضوع. كان الدكتور زكريا يرى أن الديمقراطية هي شرط لازم للتنمية والتقدم والنهوض، ويرى أنه بدون تبادل السلطة وتغير الوجوه الحاكمة فإن التكلس يحل في مفاصل الحكم بطول البقاء على المقاعد وعدم تجديد الدماء، كما كان يعتقد أن الحاكم الأبدى حتى لو كان وطنيًا فإنه بالضرورة سيتأثر بمن يمتدحونه ويرفعونه إلى مصاف الآلهة، ولا بد أن يفسد في النهاية.

أما الدكتور جلال أمين فلم يشاركه الرأى، ولم يكن في ذلك الوقت يعتقد في الأهمية القصوى للديمقراطية في حياة الشعوب، باعتبار أن المواطن العادى يحتاج إلى أشياء أخرى أكثر أهمية في حياته من الثرثرة تحت قبة البرلمان، والانتخابات التي قد تأتى في بعض الأحيان بأسوأ الناس سواء في أعلى مناصب السلطة أو في المجالس الشعبية. وقد ضرب الدكتور أمين أمثلة في هذا الشأن تقلل من الأهمية القصوى للديمقراطية وتنفى عنها كونها مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعوب. وكان مما قاله أن الديمقراطية في فرنسا لم تَحُل دون سقوط باريس في يد الجيش الألمانى، كما أن ديكتاتورية ستالين في الاتحاد السوفيتى لم تعقه عن تحقيق الانتصار ودحر النازية ودخول برلين، كما لم تمنعه من تحويل الدولة الزراعية المتخلفة في روسيا القيصرية إلى قوة عالمية جبارة حققت تقدمًا في كل شىء وصارت واحدة من قوتين عظميين في العالم.. هذا غير أن الديمقراطية والانتخابات هي التي حملت الحزب النازى بقيادة هتلر إلى الحكم.

بعد عشرين عامًا على هذه المساجلة بين المفكرين الكبيرين كتب الدكتور جلال أمين عقب وفاة فؤاد زكريا في عام 2010 مقالًا ذكر فيه المساجلة التي كانت بينهما في السابق، واعترف للدكتور زكريا بصواب رأيه في أنه لا غنى للشعوب المتطلعة للتقدم عن الديمقراطية.

وفى رأيى أنه لا يمكن أن ننكر الصعود والتقدم السريع الذي أحدثته بعض الأنظمة غير الديماقراطية، كما لا نستطيع أن نغفل أن من سمات الحكم الشمولى القدرة على التعبئة والحشد وتوحيد الجهود والعمل تحت شعارات مغرية، وتوجيه الناس بعيدًا عن الصخب والجدال والمساءلة وشوشرة الصحف.. وهذا كله قد ينتج عنه معدلات تنمية عالية في وقت قصير وتشغيل كثيف للأيدى العاملة والقضاء على البطالة، والقفز خطوات في مضمار الصناعة والزراعة. كل هذا صحيح وقد أثبتت الصين نجاعة هذا التوجه وفاعليته من خلال اقتصاد يستجيب لدواعى السوق ضمن تخطيط محكم يراعى مصالح مئات الملايين من الصينيين.. ورغم صحة كل ما سبق إلا أن التاريخ لم يقل كلمته الأخيرة بعد بالنسبة لهذا النظام

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الديمقراطية ضرورية هل الديمقراطية ضرورية



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab