الجبان الكذاب

الجبان الكذاب

الجبان الكذاب

 عمان اليوم -

الجبان الكذاب

عريب الرنتاوي

هو جبان، لأنه لن يضرب إيران، برغم كثرة تهديداته ... وهو كذاب، لأنه لن يبرم سلاماً مع الفلسطينيين، برغم كثرة المزاعم ومعسول الكلام الذي لا يتوقف عن التلفظ به ... هذا هو «التحليل» الأمريكي، بلا رتوش، لشخصية بينيامين نتنياهو.

لا جديد في هذا التشخيص، فكثرة من الإسرائيليين، سبق وأن وصفت «بيبي» بالكذاب عندما شكّل أول حكومة برئاسته في تسعينيات القرن الفائت ... فالرجل يكذب كما يتنفس، وهو سريع «الاستدارة»، ومن شيمه «بيع أصدقائه وحلفائه» في المزاد العلني، لا يحب سوى نفسه، والمهم أن يبقى في السلطة، مهما كان الثمن، وبأية وسيلة كانت.

لطالما تحدث عن السلام مع الفلسطينيين، فيما أوامره الصريحة لقواته وأجهزته الأمنية والاستيطانية، بقبض أرواحهم وقضم أرضهم وحقوقهم ومقدساتهم ... ولطالما تحدث عن «دولة فلسطينية»، أقله منذ خطاب «بار إيلان»، لكن ما يفعله يومياً، يشي بخلاف ذلك ... المهم أن يرضى عنه، آخر مستوطن وآخر عضو في جبهة اليمين الصهيوني، طالما أن ذلك، هو طريقه للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها ... يتعهد للإدارة الأمريكية بشيء، ويعود ليفعل شيئاً آخر... يلتزم مع الفلسطينيين بشيء، فينكث عهده قبل أن يجف حفره ... زئبقي، مراوغ وكذاب.

ما من أحدً مثله، حاول التقرب من الأردن، على سبيل المثال، لكن خناجره المسمومة، كانت دائماً تحت إبطه ... تقرب من الملك الحسين، وحاول اغتيال خالد مشعل في عمان ... يتحدث عن السلام مع الأردن، ويفعل كل ما من شأنه إحراج القيادة الأردنية ... يجمع في شخصه غير الكريم، آيات المنافق الثلاث: إن تحدث كذب، وإن وعد أخلف وإن اؤتمن خان.

وهو فوق هذا وذاك جبان ... خاض معركتين انتخابيتين تحت شعار «تدمير برنامج إيران النووي» ... أشبع العالم تهديداً ووعيداً، بأنه ذاهب إلى الحرب مع طهران، حتى وإن اقتضى الأمر، أن يذهب وحيداً ... لكن إيران تقترب من توقيع «صفقة القرن» مع الولايات المتحدة ومجموعة «5 +1»، وهو ما يزال يلوك التهديد ذاته والوعيد نفسه ... أظهر تردداً في حربه مع قطاع غزة، وبدت قيادته هزيلة بكل المقاييس الإسرائيلية ... وها هي المقالات والتحليلات تتوالى في إسرائيل، كاشفة أوجهاً مختلفة، من ضعف القيادة وجبنها وترددها.

من لم يقو على غزة، لن يفكر بضرب طهران ... ومن يتحسب لحزب الله واحتمالات اجتياحه للجليل في أي حرب مقبلة، لن يجرؤ على الوصول إلى «بوشهر» ونتنز» ... بيد أنه يتصرف كطفل مدلل، عديم الأخلاق، لم ينجح والداه في تربيته وتهذيبه ... يسعى في ابتزاز رعاته وحماته وكفلائه من دول الغرب ... إن لم تذهبوا للحرب نيابة عنا، سأذهب منفرداً، وأضعكم جميعاً في الزاوية، من دون أن يبقى لكم سوى خيار الالتحاق بنا وبخنادقنا ... العالم ملّ هذا الابتزاز وضجر من تلك «الزعرنة»، وأخذ يضيق ذرعاً بـ «أزعر الحي» الذي لا يجلب لأهله وذويه وأصدقائه، سوى المتاعب.

لن يذهب إلى حرب مع إيران، برغم صراخه الممتد لأكثر من ست سنوات حول هذا الموضوع ... ولن يذهب إلى سلام مع الفلسطينيين، لأنه لا يريده أولاً، ويخشى من آثاره على حكمه وحكومته وائتلافه ثانياً... ليس من نوع «القيادات التاريخية» المؤهلة لاتخاذ قرارات تاريخية ... همه الأول والأخير، صغير، وبحجم اهتماماته الشخصية، لذا لا بديل عن الكذب والهجاء والتصعيد، للتغطية على مختلف أوجه الجبن والنفاق الراسخة في شخصيته.

لم أسمع عن زعيم أو قائد، أثار لديه انطباعاً إيجابياً ... نسمع من كثير من الدبلوماسيين، عن قادة يكرهونه أو يحتقرونه ... نسمع عن قادة مضطرين لاستخدام المهدئات لتحمل «ضغط» اجتماعاته الثقيلة بهم ... هو مثال على «الصهيونية المتطرفة» التي تسعى للظهور بمظهر الحمل الوديع ... هو مثال للثعلب الذي برز ذات، بثياب الواعظين ... هو مثال الجبان الذي يحكي مع نفسه في الليل البهيم بصوت مرتفع، للتغطية على خوفه وإخفاء الرعب الذي يسكنه ... هذا هو نتنياهو، بريشة الرسام الأمريكي، الذي فضّل ألا يكشف عن هويته.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجبان الكذاب الجبان الكذاب



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab