قلق غزة وتورط حماس

قلق غزة و"تورط" حماس

قلق غزة و"تورط" حماس

 عمان اليوم -

قلق غزة وتورط حماس

عريب الرنتاوي

أسئلة القلق وترقب المجهول، لا تدور في أذهان المصريين وحدهم، أهل غزة أيضاً يجابهون الأسئلة ذاتها، وبكثير من التحسب وانعدام اليقين، اللذان يتصاعدا كلما ازداد تورط حماس في دهاليز الأزمة المصرية ... وكلما تصاعدت مظاهر العداء للحركة الحاكمة في القطاع والمتحكمة به، في أوساط قطاعات واسعة من المجتمع والدولة المصريين. وقبل أن نلج في ثنايا هذا الملف الشائك، ولكي نقطع الطريق على الذين أخذتهم العزة بالإثم، دعونا نستذكر بعض الحقائق المُؤسسة للنقاش في هذا الموضوع، ومنها أن ثمة تيار داخل مصر، كارهٌ لغزة وحماس والفلسطينيين عموماً، وهو تيار لا يخفي ميوله العنصرية ضد هذا الشعب العظيم، ولطالما عبّر عن مواقف وقحة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، وليس ضد فصيل بعينه، وارجعوا إلى أرشيف السياسة والإعلام المصري، قبل ثورة يناير وبعد ثورة يونيو وما بينهما لتقرأوا صفحات من الإسفاف والتردي في لغة السياسة والخطاب ... هذا التيار، يبني اليوم على انحيازات حماس الواضحة لنظام مرسي و"إخوانه المسلمين"، ليجدد حملته القديمة – المتجددة على شعب فلسطين. لكن هذه الحقيقة وحدها، لا تفسر الموقف ولا تختزله بحال من الأحوال ... ومشكلة الفلسطينيين لم تعد تقتصر على هذا التيار وحده، بل تخطته إلى فئات ومؤسسات أوسع من المصريين، أما السبب في ذلك فيعود من دون ريب، لتورط حماس  من الرأس حتى أخمص القدمين في دهاليز الأزمة المصرية، منذ ثورة يناير، وبالأخص بعد ثورة يونيو ... ودائماً من بوابة الانحياز التام لحكم الجماعة وتوجيهاتها ... حتى أن الحركة خرجت عن بعض اتزانها وتوازنها بعد "رابعة العدوية" وفتحت "موجة مفتوحة" للدعاية التحريضية الإخوانية، حشدت فيها كل "كارهٍ" ومناوئ، للثورة والتغيير في مصر اللذان حصلا خلال الأسبوعين الفائتين. لن نعّلق على كثيرٍ من الأخبار والمعلومات التي تتحدث عن "تورط ميداني" لحماس في أعمال "خارجة على القانون" حدثت منذ ثورة يناير حتى يومنا هذا، مع أن بعضها نعرفه من مصادر مصرية رفيعة وموثوقة ... هذا ليس شأننا، ولسنا في موقع من يطلق الأحكام على مدى صحة أو "فبركة" هذا الأخبار أو المزاعم ... لكن ما نعرف تمام المعرفة، أن حماس خرجت على مألوف خطابها وسلوكها، وذهبت بعيداً في التدخل في الشأن الداخلي المصري، ولصالح طرف ضد طرف آخر، وهذا ما لا نريده، لا لحماس وغزة، ولا للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. والحقيقة أن حماس تكرر في مصر، ما كانت قد وقعت به في سوريا، مع فارق في موقع الجهة / الطرف، الذي انحازت الحركة إليه كل الانحياز ... في سوريا كان الانحياز للمعارضة ضد النظام، وبشكل مفضوح وبائن بينونة كبرى ... أما في مصر فجاء الانحياز لصالح النظام ضد ثورة يونيو ... وحجة الحركة في كلتا التجربتين أنها لا تستطيع أن تقف ضد أشواق وتطلعات شعوبنا الإسلامية، أما السبب فهو غير ذلك تماماً، فالإخوان المسلمون هم بوصلة حماس هنا وهناك، وحيثما يكونون تكون الأشواق والتطلعات، بل وتكون الشرعية وتكون حماس. حماس تقول أنها لا تفعل سوى التعبير عن دعم هذه الأشواق والتطلعات ... ولكن من قال أن الراحل ياسر عرفات كان أرسل جيوشه الجرارة إلى الكويت دعماً لصدام حسين في العام 1990، ألم يكن بدوره يتحدث عن "دعم الأشواق والتطلعات"؟ ... في الكويت واجهنا نكبة ثالثة بعد هزيمة صدام واسترجاع الكويت ... وفي سوريا ترتب على انحيازات حماس للمعارضة بعامة، والإخوانية بخاصة، وانزياحات بعض الفصائل إلى الخندق المقابل (القيادة العامة ودعمها للنظام)، وقوع نكبة رابعة للفلسطينيين في مخيمات سوريا ... واليوم، في مصر وغزة، يواجه شعبنا خطراً مماثلاً جراء اندفاع حماس في "دعم أشواق المصريين وتطلعاتهم". هي مرة أخرى، علاقة "الوطني" بـ"الإسلامي" في خطاب حماس ... وكيف يمكن للإيديولوجيا والارتباطات التنظيمية الدولية، أن تعصف بمصالح الشعب والوطن والقضية ... في كلتا التجربتين، قدمت حماس المكون "الإسلامي/ الإخواني" على المكون "الوطني" في خطابها وسلوكها وتحالفاتها، ومن كيس الشعب الفلسطيني وعلى حساب مصالحه. ولأن تداعيات موقف حماس من الأزمة المصرية، تتخطى حماس إلى الشعب والقضية، في غزة وعموم الوطن والشتات، فقد آن الأوان لوقفة وطنية جمعية فلسطينية، تخرج أهل غزة، من "عبث" الانصياع لنداءات المرشد وصيحات ميدان العدوية ... غزة ليست إقطاعية لحماس، يحظر على الآخرين دخولها إلا بـ"فيزا" أو التحدث عنها إلا بـ"إذن مسبق" ... غزة أهلنا وشعبنا وقضيتنا جميعاً، في المحتل من الوطن وفي الشتات... وما يجري في مصر، ليس شأننا وقضية إخوانها ليست قضيتنا ومعركة إعادة مرسي للكرسي، ليست معركتنا ... وكما قلنا في هذه الزاوية من قبل، وبعد أن سُدّت في وجهها كثيرٌ من السبُل، بأن ملاذ حماس الأخير، هو الوحدة والمصالحة الوطنيتين، فإننا نعاود القول اليوم بأنه كلما حدث ذلك أسرع، كلما أمكن اختصار فاتورة الحصار والمعاناة المفروضة عن شعبنا وقضيتنا، وتحديداً في القطاع المُحاصر. أما للإخوة المصريين، فنقول: يا ثوار يناير – يونيو، لا تأخذوا غزة بجريرة حماس وقناة "القدس" وحلفها القطري – التركي ... وللجيش والأجهزة الأمنية المصرية نقول: من له حساب سياسي أو أمني أو حقوقي مع حماس أو أي من نشطائها وقادتها، فلا ينبغي أن يكون شعب فلسطين وقضيته وقطاعه المحاصر، ساحةً لتسويته وتسديده ... ويا إخوان مصر وسلفييها، اتركوا غزة لأهلها وكفّوا عن محاولات توريط حماس وغزة في معركتكم، لا لأنها معركة خاسرة ومريبة فحسب، بل ولأن لدى شعب فلسطين، ما يكفيه من مشاكل ومتاعب، تجعله في غنى عن التورط في مشاكل الأشقاء وأزماتهم.

omantoday

GMT 13:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 13:34 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 13:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 13:31 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 13:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

GMT 13:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

التغيير وعواقبه

GMT 13:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق غزة وتورط حماس قلق غزة وتورط حماس



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab