مرة ثانية، عن الموقف المصري من الحرب الثالثة

مرة ثانية، عن الموقف المصري من الحرب الثالثة

مرة ثانية، عن الموقف المصري من الحرب الثالثة

 عمان اليوم -

مرة ثانية، عن الموقف المصري من الحرب الثالثة

عريب الرنتاوي

نفهم أن يعبر النظام المصري عن أعلى درجات الاستياء وحتى الإدانة لحماس، ونتفهم حساسية النظام المفرطة حيال جماعة الإخوان وكل من انتمى إليها أو ناصرها .
بيد أننا لا نفهم أن يبلغ التشنج بوجهة النظر المصرية حد  عدم إدراك حقيقة أن ما يجري في قطاع غزة، ليس حرباً إسرائيلية على حماس والإخوان، وإنما هي حرب الاحتلال والاستيطان والعنصرية والتوسع والاستعلاء، ضد الشعب الفلسطيني برمته، وحقوقه الوطنية المشروعة، ومن خلفه تطلعات أمة بأكملها، تربّت على نظرية “قضية العرب المركزية الأولى”.
لا نفهم أبداً أن تأخذ القاهرة الشعب الفلسطيني برمته، بجريرة حماس أو الإخوان، فمن يقتّلون هم في غالبيتهم من المدنيين الأبرياء، والحرب الثالثة على القطاع، وإن اتخذت من غزة مسرحاً لها، إلا أنها حرب على الضفة الغربية والقدس، حرب على العودة والدولة وتقرير المصير، حرب على حرية الفلسطينيين واستقلالهم، بصرف النظر عن موقع حماس في هذه المعركة، أو من أشعلها وكان البادئ بإطلاق الرصاصة الأولى فيها.
ويزداد الطين بلّة، حين نرى انعدام الحساسية حيال شلال الدم النازف في القطاع، وإلاصرار على منع قوافل الإغاثة أو عرقلة المساعدات واحتجازها لساعات وأيام على معبر رفح، الذي ما أن يُفتح لساعات قلائل حتى يعود للانغلاق في وجوه الفلسطينيين من جديد.
نأسف لوسيط يريد أن يحتكر وساطته في الأزمة، من دون أن يكلف خاطره عناء “الاتصال” بأحد طرفي الصراع الرئيسيين، ويكتفي بالتعامل معه عبر الوسطاء، لكأن الوسيط بحاجة إلى وسيط لإيصال رسائله وإتمام مهامه ... ولا ندري متى كانت وسائل الإعلام هي الوسيلة المعتمدة في الوساطات والمساعي الحميدة التي تبذلها الدول لحل أزمة أو احتواء أخرى.
ليس الآن، وقت تسوية الحساب مع حماس، ولا البحث في طبيعة علاقاتها مع الإخوان ... الوقت الآن لوقف المذبحة التي يتعرض لها شعب فلسطين، وليس بأي ثمن ... الوقت الآن لضمان خروج الفلسطينيين (وليس حماس) من هذه الحرب المفروضة عليهم، بأعلى قدر من المكاسب وليس بأقلها، وبمقدور مصر أن تعظم المنجز الفلسطيني على حساب إسرائيل، إن هي تخلصت من “عقدة الإخوان” التي تطارد مؤسسات صنع القرار السياسي والأمني فيها، فما يجري في “الشجاعية” وبقية أجزاء القطاع المحاصر، تخطى الخلافات الحقيقية أو المتوهمة بين الحركة والنظام.
ليس مطلوباً من النظام أن يصفح لحماس تورطها في الأزمة الداخلية المصرية، فنحن وآخرون لطالما حذرنا الحركة من فعل ذلك، ولطالما حذرنا من تداعيات تكريس وسائلها الإعلامية للانقضاض على النظام الجديد، نصرةً لإخوان مصر ... المطلوب الآن من مصر، وقفة تاريخية بحجمها وثقلها في العالم العربي، وقفة تليق بتضحيات الشعب المصري (قبل الفلسطيني) في سبيل فلسطين ومصر على حد سواء.
شلال الدم النازف بغزارة في قطاع غزة، يملي على جميع الأطراف، تجميد خلافاتها وحساباتها الضيقة إلى حين، ونقول تجميد لا نسيان ولا تناسي ... فمن أراد أن يصفّي حساباته مع مصر من دول عربية وإقليمية عليه أن يفعل ذلك بعيداً عن غزة وفلسطين، ومن أراد من “الإخوة الأعداء” أن يعزز مواقعه ومصالحه الفئوية الضيقة، عليه أن يفعل ذلك بعيداً عن دماء النساء والأطفال ... فبئس “المكاسب” حين تتلطخ بدماء عشرات الشهداء من أبناء وبنات حي الشجاعية، ومن وجد في لحظة العدوان وسيلة للثأر من “الانقلاب” و”الانقلابيين” عليه أن يفكر ملياً في كلفة هذا الأمر، التي يدفعها الشعب الفلسطيني من شرايين أطفاله ونسائه.
وآن الأوان لمصر أولاً، أن تسترد موقفها، وأن تتصرف بما يليق بها، وأن تميز بين حماس والإخوان، وبين الفلسطينيين وحماس، فوضع الجميع في سلة واحدة، سيكون السبب في خسارة العهد المصري الجديد لأول اختباراته في حقل السياسة الخارجية، وفي إدارة الأزمات.
نتفهم مخاوف النظام من حماس والإخوان وحلفائهما من عرب وإقليميين، بل ولدينا ما يكفي من الأسباب لمطالبة بعض العواصم العربية والإقليمية للكف عن المتاجرة بدماء الفلسطينيين ... ولكننا لا نقبل أبداً أن يشار بأصابع الاتهام للقاهرة وأن تتهم بالتواطؤ والتنسيق مع إسرائيل، كما لا نقبل أن يقال في نظامها السياسي، وبعد ثورتين مجيدتين أن أداءه كان أسوأ من أداء الرئيسين، المخلوع والمعزول، فهل تستيقظ مصر قبل فوات الأوان؟

omantoday

GMT 14:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بين الشطرنج والمراهنات

GMT 13:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 13:34 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 13:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 13:31 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 13:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

GMT 13:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

التغيير وعواقبه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة ثانية، عن الموقف المصري من الحرب الثالثة مرة ثانية، عن الموقف المصري من الحرب الثالثة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab