هل تنتقل واشنطن من «إدارة الأزمات» إلى حلها

هل تنتقل واشنطن من «إدارة الأزمات» إلى حلها؟!

هل تنتقل واشنطن من «إدارة الأزمات» إلى حلها؟!

 عمان اليوم -

هل تنتقل واشنطن من «إدارة الأزمات» إلى حلها

عريب الرنتاوي

لا تدري “المعارضة السورية المعتدلة” من أين تأتيها الضربات، فبعد أن أجهزت “داعش” عليها في مناطق نفوذها في الأرياف الشمالية والشرقية للبلاد، ها هي “النصرة” تواصل الدرب، وتنقض على معاقل “جبهة ثوار سوريا”، بعد أن خرج جمال معروف عن “إجماع المسلمين”، وشرع في ضرب “الجهاد والمجاهدين” ... سويعات قلائل، كانت كافية لاندحار فلول قوات “الثوار” أمام زحف المجاهدين، من أبناء “القاعدة” المخلصين.

والمعلوم، أن جبهة ثوار سوريا، هي واحدة من الفصائل السورية المعارضة “المعتدلة”، وسبق لها أن تلقت أسلحة أمريكية بعد اجتيازها اختبار “الاعتدال”، ولا أدري من أين جاءت المخابرات الأمريكية بهذا التقييم، ومن هو المتطرف أو المعتدل في حسابات “لانغلي”، طالما أن جمال معروف وزهران علوش، هم في حسابات واشنطن وحلفائها، يمثلون “خط الاعتدال في الثورة السورية” ... إن كان هؤلاء معتدلين، فمن هو المتطرف إذا؟
على أية حال، تمضي واشنطن في مشروعها دعم وتدريب وتسليح وتدريب معارضة معتدلة، وهي أوكلت لحلفائها في المنطقة، أمر إتمام هذه المهمة ... تركيا أخذت على عاتقها تدريب “تركمان سوريا”، ولا بأس بتطعيمهم بعناصر تركية أصيلة، فضلاً عن “إخوان سوريا”، من دون أن يتعارض هذا ولا ذلك، مع الاستمرار في تقديم كافة التسهيلات لـ “داعش”، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن التحاق ألف “جهادي أجنبي” بـ “داعش” شهرياً، ونحن نعرف والعالم بأسره يعرف، من أين يدخل هؤلاء إلى سوريا ولأي غرض.

في المقابل، تتولى دول خليجية تدريب جماعاتها من فصائل المعارضة الإسلامية، التي بالكاد نعرف عن أية فواصل بينها وبين النصرة أو “داعش” ... ودائماً تحت شعار “تدريب المعارضة المعتدلة لمحاربة داعش والنظام”، مع أن هذه المعارضة، لم تثبت حضوراً على أية جبهة من جبهات القتال، ليس في مواجهة النظام فحسب، بل وفي مواجهة “داعش”، ومن هم أضعف منها: النصرة مؤخراً.

وإذ تعتقد الولايات المتحدة بأنها ستفرغ من تدريب خمسة آلاف مقاتل “معتدل” قبل انتهاء العام 2015، يتولون مهمة دحر “داعش” وملء فراغها، قبل التفرغ لمقاتلة نظام الأسد، فإن المرء لا يمتلك سوى أن يرسم على شفتيه، ابتسامة ساخرة، مما تعتقده القوة الأعظم في العالم، “استراتيجية” لمحاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية في المنطقة ... فمع هكذا “استراتيجية” لا نمتلك أيضاً سوى استرجاع بعض فصول “شعر النقائض” وقول جرير: زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَنْ سيقتلُ مِرْبَعًا أبشر بطول سَلامةٍ يا مِرْبَع.

نحن لا نعرف نتائج هكذا “استراتيجية”، بيد أننا نعرف مقدماتها لن تقود أبداً لا إلى استئصال داعش والإرهاب، ولا إلى إسقاط نظام الأسد، والشروع من جديد في “عدّ أيامه الأخيرة”... نحن نعرف أنها استراتيجية تقطيع وقت، وإدارة أزمة، وليس استراتيجية حل لأزمات المنطقة ... نحن نعرف أن مقدمات هذه الاستراتيجيات، لم توقف داعش عن التقدم في العراق وبعض مناطق سوريا، كما لم توقف النصرة عن التوسع في الجنوب والشمال، والمؤكد أنها لم توقف تقدم الجيش السوري على عدة جبهات ومحاور ... فمن هم ضحايا هذه الاستراتيجية إذن؟ ... هم باختصار الشعبين السوري والعراقي، والمعتدلين الحقيقيين في أوساطهما.

نحن بانتظار استحقاقين مهمين، نأمل أن تبدأ بعدهما الإدارة الأمريكية باعتماد استراتيجية جديدة ... الاستحقاق الأول، ويتمثل في انتهاء الموسم الانتخابي لاختيار نصف أعضاء الكونغرس ... والثاني، انتهاء مفاوضات إيران مع مجموعة “5 + 1”، وكلاهما سيحصلان خلال الشهر الجاري كما هو مقرر ومقدر، وبعدها سيكون من الممكن انتظار تغيير في الموقف والمقاربة الأمريكيين حيال ملف داعش، واستتباعاً، سوريا والعراق.
وإن لم تعمد واشنطن إلى انتهاج مقاربة سياسية مختلفة في سوريا، تستكمل ما بدأ في مسار جنيف، ومن  قاعدة أن الأولوية هي لمحاربة “داعش”، وأن لا قوة ميدانية على الأرض، قادرة على التصدي للدولة الإسلامية غير الجيش السوري، فإن كل حديث أو رهان على “معارضة معتدلة” هو ضرب من الخيال ونشرٌ للأوهام ... أو ربما، محاولة لإبقاء سيف داعش مسلطاً على رقاب دول المنطقة وشعوبها.
بعد الانتهاء من هذه الاستحقاقات، سيكون من السخف النظر للسياسة الأمريكية في المنطقة، من على قاعدة “غياب الرؤية” أو “ضعف القيادة” أو “غياب الخيارات والبدائل”، سيكون من حق شعوب هذه المنطقة، أن تنظر إلى السياسة الأمريكية في المنطقة، بوصفها عملية “احتواء لداعش”، لا حرباً عليها لتدميرها واستئصالها كما وعد الرئيس الأمريكي ... سيكون من الصعب قبول حالة “التوهان” التي تعيشها الإدارة الأمريكية، أو تفسيرها بأي شيء آخر، خلاف ذلك.
هي أسابيع قليلة وتنجلي غبار معارك الانتخابات في الولايات المتحدة، ويتصاعد الدخان الأبيض والأسود من “مداخن” غرف المفاوضات المغلقة مع إيران ... وبعدها لا عذر لواشنطن، ولا تفسير لإحجامها عن الحسم، سياسياً وعسكرياً، وسيكون من حق الجميع في هذه المنطقة، اتهام واشنطن بالعمل على “توظيف” داعش لاستنزاف خصومها في الإقليم والعالم، من روسيا على المستوى الدولي إلى إيران على المستوى الإقليمي، مروراً بالنظام في دمشق، وحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، لا أكثر ولا أقل.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تنتقل واشنطن من «إدارة الأزمات» إلى حلها هل تنتقل واشنطن من «إدارة الأزمات» إلى حلها



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab