جولة في سيناريوهات الجــنـــوب الســــوري

جولة في سيناريوهات الجــنـــوب الســــوري

جولة في سيناريوهات الجــنـــوب الســــوري

 عمان اليوم -

جولة في سيناريوهات الجــنـــوب الســــوري

بقلم :عريب الرنتاوي

سباق الحرب والسلام يحتدم على جبهة جنوب سوريا الغربي ... الجيش السوري يستكمل حشوده، ويبدو في أتمّ الجاهزية لمعركة كبرى في المنطقة ... المعارضة المسلحة، ومن ضمنها “النصرة” و”داعش” في أعلى درجات الاستنفار والاستعداد للمواجهة، فيما العواصم المعنية مباشرة، خصوصاً في الأردن وإسرائيل، ترقب المشهد عن كثب، وتتحسب لمختلف السيناريوهات، بما فيها أكثرها سوءاً.

والسيناريو الأكثر سوءاً في جنوب سوريا، هو اندلاع نزاع واسع ومفتوح بين الجيش السوري مدعوماً بحلفائه ومغطى بسلاح الجو الروسي من جهة، والمقاتلين المسلحين، على تنوع مرجعياتها ومشاربهم والجهات الإقليمية الراعية لهم من جهة ثانية؛ ما سيتسبب بحدوث دمار كبير وخسائر بشرية فادحة، وفقاً لتقرير مجموعة الأزمات الدولية الأخير، الذي صدر قبل أيام، بدعم وتمويل من مؤسسة كونراد أديناور، ومن ضمن الخسائر التي يشير إليها التقرير، موجة نزوح واسعة النطاق لما يتراوح ما بين 150 -250 ألف مواطن سوري، باتجاه حدود سوريا مع الأردن والجولان المحتل، من دون وجود أي ضمانات، بأنهم لن يحاولوا اختراق الحدود، وتحديداً مع الأردن.

لكن الفرصة، كما نعتقد، وكما يشير التقرير المذكور، ما زالت قائمة لتسوية سياسية، يرعاها الثلاثي الضامن لمنطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا: الأردن، الولايات المتحدة وروسيا، وإسرائيل الحاضر واقعياً، والغائب رسمياً عن لقاءات هذا الثلاثي وغرفة المراقبة التي يعمل بها من عمان ... وربما نفاجأ بين لحظة وأخرى، بوصول الأطراف إلى تفاهمات، تنقل المنطقة برمتها إلى “السيناريو الأحسن”، والذي يتمثل بتوافق الأطراف على صفقة، سبق لنا وأن عددنا بعضا من أبرز عناصرها وملامحها، وتقوم على: (1) انتشار أجهزة الدولة السورية المدنية والعسكرية على امتداد حدود سوريا الجنوبية .... (2) إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لمسافة آمنة عن هذه الحدود... (3) إنجاز ترتيبات وتسويات للمسلحين من فصائل المعارضة، بما فيها “النصرة” التي قد تقبل بـ “نفي” عناصرها وعائلاتهم إلى إدلب، كما حصل من قبل، وأكثر من مرة، فيما سيظل “جيش خالد” في مرمى نيران الحرب على الإرهاب... (4) إعادة العمل بالاتفاق السوري الإسرائيلي حول “فك الاشتباك” وإعادة نشر قوات “الإندوف” على الخط الفاصل بين الجولانيين: المحرر والمحتل”.

السوريون والإيرانيون لا يمانعون بتسوية من هذا النوع، بيد أنهم يضيفون إليها تفكيك “قاعدة التنف” الأمريكية في الجنوب الشرقي لسوريا، كجزء من المعادلة أو الصفقة الشاملة، وهو أمر لم يحسم الجدل أو التفاوض بشأنه حتى الآن... وليد المعلم طالب بذلك علناً، وأكثر من مسؤول إيراني نفى وجود قوات لبلاده في جنوب سوريا، وأبدى استعداده للتجاوب مع صفقة، تعيد النظام السوري إلى كامل خط الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن وإسرائيل.

كثير من عناصر “الصفقة الشاملة” تبدو مقبولة أردنيا وإسرائيلياً، وبالذات أردنياً، إذ إن إسرائيل تريد للصفقة أن تشتمل على إخراج إيران وحزب الله، من جميع الأراضي السورية، وليس من جنوب سوريا فحسب ... كما أنها بدت مقبولة من قبل موسكو التي تعهدت نشر شرطتها العسكرية في هذه المنطقة لضمان التزام الأطراف بمضامين الاتفاق أو التفاهمات، ودمشق تريدها وتستعجلها، وربما تكون سرعت حشد قواتها لاستيلاد الصفقة لا للقضاء عليها في مهدها، فيما طهران تدرك أن كلفة الاعتراض عليها، ستكون مكلفة، وهي في وضعية من يسعى إلى تفادي المواجهة مع إسرائيل والغرب، بأي ثمن.

الغموض حتى الآن، ما زال يلف الموقف الأمريكي، فواشنطن وإن كانت أحد الأطراف الضامنة لاتفاق خفض التصعيد، إلا أنها لم تعطِ كلمتها النهائية بعد، ولم تتوقف عن قول الشيء ونقيضه بشأن سوريا، لكنها في المقابل، لن تقف في مواجهة مع ما تريده إسرائيل والأردن، سيما وأننا أمام قيادة أمريكية، “منقادة” وليست “قائدة”، حين يتصل الأمر بإسرائيل.

“ستاتيكو” خفض التصعيد، إجراء انتقالي مؤقت، لا يمكن أن يستمر أو أن يدوم، وحفظ الأمر الواقع على ما هو عليه، مطلب عصي على التحقق والتحقيق، في ظل استمرار حالة الاحتقان والاستقطاب بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وكل من إيران وبدرجة أقل روسيا من جهة ثانية ... أي بمعنى آخر، فإن بقاء الحال هذا المنوال، ليس من بين السيناريوهات الجدية التي تنتظرها المنطقة، وفي غياب الرغبة بالانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة/ “السيناريو الأسوأ”، فإن من المرجح أن ترتفع حظوظ السيناريو الأقل سوءاً، “التسوية” و”الصفقة” وتبعاتهما، والأيام القليلة القادمة، ستكشف من يسبق أولاً: التسوية السياسية/الصفقة أم الحرب والمواجهة الواسعتان.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

omantoday

GMT 08:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

الحقد الاسود

GMT 10:20 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الشرطي الشاعر

GMT 01:50 2019 الأحد ,25 آب / أغسطس

عن «الحشد» و«الحزب»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة في سيناريوهات الجــنـــوب الســــوري جولة في سيناريوهات الجــنـــوب الســــوري



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab