وقفة مع خطاب «الولاية الثالثة»

وقفة مع خطاب «الولاية الثالثة»

وقفة مع خطاب «الولاية الثالثة»

 عمان اليوم -

وقفة مع خطاب «الولاية الثالثة»

عريب الرنتاوي

جاء خطاب القسم الذي أدلى به الرئيس بشار الأسد، حافلاً بالرسائل الموجهة إلى الداخل والخارج ... مضمون الخطاب ونبرته وطريقه «إخراجه»، قُصِدَ به «إعلان الانتصار» في الحرب المفتوحة في سوريا وعليها، فالمؤامرة باتت «فعل ماضي» مبني للمعلوم وليس للمجهول، وما يجري على الأرض، ليس سوى ملاحقة لذيولها وتصفية لجيوبها، متعهداً بتحرير حلب والرقة في القريب العاجل ... الأسد شدد على مسارين متوازيين سيسلكهما نظامه في المرحلة المقبلة: الحرب على الإرهاب وإتمام المصالحات الوطنية.
في المسار الأول، يراهن الأسد أسد الرهان، على حالة الفزع والذعر، التي تنتاب أطرافا إقليمية ودولية جراء الصعود «الصاروخي» لجماعات الإسلام الجهادي، هو بدأ تعامله مع «الثورة السورية» ومنذ بواكيرها الأولى، بوصفها فعلاً إرهابياً، ولقد عاد بعد أربع سنوات ليقول لمستمعيه ومشاهديه، أنه كان على صواب ... لا «ثورة في سوريا» لا الآن ولا في الماضي، بل إرهاب ومؤامرة، وإن كان هناك من ثورة، فإن «ثوارها» هم الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
لا مبادرات سياسية من أي نوع، فالأسد نعى مؤتمر جنيف ومعارضة الخارج بوصفهم «لا وطنيين» وعملاء للأجنبي وفاسدين ... أما «المُغرر بهم» فالباب مفتوح أمامهم لـ «التوبة» والعودة إلى جادة الصواب، عودة الابن الضال، لا أكثر ولا أقل ... لا حديث عن حكومة جديدة أو إشراك أطياف جديدة في الحكم .... لا مبادرات جوهرية لتطبيع الوضع الداخلي وإعادة بناء النسيج الوطني والاجتماعي السوري المتهتك، لا خطوات لبناء الثقة واستعادتها.
لا مطرح للإخوان المسلمين في سوريا المستقبل، هم إخوان الشياطين، بل الشياطين أنفسهم ... وبهذا يداعب الأسد بعضاً من «رغبات» و»أماني» بعض الحكام العرب، الذين لا يقل كرههم للإخوان عن كراهيتهم للأسد نفسه ... هذه الرسالة قد تجد رجع صدى لها في القاهرة، وإن كان من المستبعد أن يكون لها السحر ذاته في الرياض أو أبو ظبي على سبيل المثال، والأرجح أنها لن تستقبل بصدر رحب في طهران والضاحية الجنوبية اللتين تبقيان على «شعرة معاوية» مع التيار السياسي السنّي الأعرض في العالم العربي.
أجواء الحرب الإسرائيلية الثالثة على غزة، ألقت بظلالها على الخطاب، وجرى توظيف بعض فصولها، لتصفية الحساب مع خصوم النظام ... أين هؤلاء العرب والعثمانيون الذين كانوا «كرماء» على المعارضة السورية بالمال والسلاح والتدريب والتحشيد من غزة وحربها ... غزة تحارب بالسلاح السوري، فيما يمتنع أعداء سوريا من عرب وأتراك عن تقديم طلقة واحدة ... أردوغان يتطلع للصلاة في المسجد الأموي في دمشق، ولم يجرؤ على التعبير عن توقه للصلاة بالمسجد الأقصى في القدس «.
وبخلاف حلفائه الذي لا يخفون احتفاءهم بمقاومة حماس وأخواتها من الفصائل  للعدوان على غزة، حرص الأسد على التمييز بين «المقاومين الشرفاء» في غزة قاصداً الجهاد وفصائل منظمة التحرير من جهة و»ناكري الجميل» من جهة ثانية، في إشارة لا تخطؤها العين إلى أن الرجل لم يغفر لحماس، ولن يغفر لها، مهما تعددت الوساطات والوسطاء.
كان واضحاً أن تركيا والسعودية، حظيتا بنصيب الأسد من انتقادات واتهامات الأسد ... لكأن قطر خرجت من التداول، أو لكأن لدى الرئيس ما يطمئنه من معلومات عن تحولات في الموقف القطري ... أو ربما لأن الإمارة عادت إلى حجمها الطبيعي بعد سلسلة من النكسات والخيبات التي منيت بها السياسة الخارجية القطرية، وما أوجبته من تغييرات وتبديلات في هرم القيادة وشخوصها.
لم ينس الأسد أن ينذر خصومه الأقربين والأبعدين، بأن النيران التي أشعلوها في بلاده، ستأتي عليهم كذلك، وإن بعد حين ... رأى في امتدادات «داعش» العراقية واللبنانية، إشارة إلى أن هذه النار أخذت تنشب في الإقليم، ومنه إلى عواصم دولية عديدة ... لن تكون سوريا وحدها بعد اليوم، هي من سيدفع الثمن ... آخرون كذلك، سيدفعون أثماناً باهظة لما فعلت أياديهم، «يداك أوكتا وفوك نفخ»، هذا هو لسان حال الرئيس وهو يدلف عتبة ولايته الثالثة.
ومن باب رد الجميل لأصحابه و»الشركاء» في صنعه ... حرص الأسد على توجيه التحية لروسيا والصين وإيران، مع تشديد على دور المقاومة اللبنانية (حزب الله) في نصرة نظامه ... تأكيد قديم – جديد – متجدد، على عمق الروابط بين دول هذا الحلف/ المحور، لن تقلل من شأنه بعض التباينات والخلافات حول هذا الموضوع أو ذاك.
ولا يكتمل خطاب الأسد من دون إجراء مقارنة، وإن كانت سريعة للغاية، بين «الصورة» التي ظهر بها وهو يدلف إلى القاعة الكبرى في قصر الشعب لأداء اليمين من جهة، وصور أخرى لآخر اجتماعات للائتلاف الوطني السوري المعارض، حيث عمليات «نشر الغسيل الوسخ» والاتهامات المتبادلة والتبشير بـ «نهاية الثورة» وافتراق الحلفاء واصطراعهم، وروائح الفساد والمال السياسي والتنافس المخابراتي للهيمنة على الائتلاف، كانت عناوين رئيسة لكل التغطيات التي تناولت نتائج الاجتماعات الأخيرة للائتلاف، وانتخاب هادي البحرة خلفاً لأحمد الجربا، وحروب ميشيل كيلو التي لا تتوقف ضد رفاق الأمس واليوم، وربما ضد رفاق الغد كذلك، فمن يدري، لا أحد قادر على تتبع تقلبات المعارضين الأشاوس.

omantoday

GMT 13:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 13:34 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 13:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 13:31 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 13:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

GMT 13:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

التغيير وعواقبه

GMT 13:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقفة مع خطاب «الولاية الثالثة» وقفة مع خطاب «الولاية الثالثة»



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab