الإعلام في الطائرة المخطوفة

الإعلام في الطائرة المخطوفة

الإعلام في الطائرة المخطوفة

 عمان اليوم -

الإعلام في الطائرة المخطوفة

بقلم : عماد الدين أديب

أخطر ما فى مسألة اختطاف الطائرة المصرية من «برج العرب» إلى «لارنكا» هو السلوك الخطير لوسائل الإعلام.

يجب أن تكون لنا وقفة حساب مع النفس فى قواعد التعامل مع الأحداث والأخبار.

كما يُدرسون للطلاب فى كليات الصحافة فى العالم، فإن هناك عناصر رئيسية للخبر الصحفى، وهى: من، ماذا، متى، أين، كيف؟ وحتى يكون الخبر صحيحاً يجب التأكد من هذه العناصر من مصادر موثوقة ومتعددة، حتى يمكن التأكد من مصداقيتها.

إذن الخبر الصحفى يجب أن يكون صحيحاً، ويجب -أيضاً- أن يكون كاملاً غير منقوص.

لدينا فى صحافتنا هذه الأيام أزمة فى قدر الالتزام بالحرفية الصحفية فى التعامل مع الأخبار.

هذه الأيام، الشائعة هى الخبر!

هذه الأيام، مصدر الخبر ليس أبطاله، لكن ما ينشر اعتباطاً أو عن عمد على مواقع الإنترنت!

هذه الأيام، الرغبة فى السبق فى النشر مهما كان الثمن، ومهما كانت مصداقية الخبر ضعيفة، هى الأساس.

هذه الأيام، سرعة النشر أهم من صدقية الخبر واكتماله.

تأملوا بعمق كارثة نشر المعلومات هذه الأيام، ينشر أحدهم شائعة يتناقلها غيره على موقع آخر، ثم تنتشر على بقية المواقع، فتقوم قناة تليفزيونية بتداولها، فتنشرها الصحف الصباحية على أنها خبر صحيح فى صدر صفحاتها الأولى.

ويتعامل المجتمع، وأجهزة الدولة، والرأى العام مع «الخبر المكذوب» على أنه حقيقة كاملة.

ويصاب ضحية هذا الخبر بشظايا الأكاذيب وتتضرر مصالحه وتُصاب عائلته بالعار والخجل والاكتئاب.

وهيهات أن تحاول أن تُصحح الخبر.

وهيهات أن تحاول إزالة آثاره المدمرة عليك وعلى أسرتك وعلى سمعتها.

ظللنا أمس الأول نتهم راكباً بأنه الخاطف، بينما كان مخطوفاً.

وظللنا نتكهن بدوافع الخاطف، دون أن نعرف هويته الحقيقية.

وكانت المفاجأة المذهلة الكبرى حينما أصر بعض الزملاء والزميلات فى المؤتمر الصحفى لوزير الطيران المدنى، على معرفة إجابات قاطعة وحاسمة، بينما الطائرة ما زالت تحت الاختطاف، وبينما سلطات التحقيق القبرصية لم تبدأ بعد التحقيق مع الركاب الذين أفرج عنهم.

فى حالات الأزمات والكوارث والحوادث، يجب أن تكون مسألة سلامة الناس أهم من السبق الصحفى.

يجب علينا كإعلاميين أن نتحلى بقدر أكبر من المسئولية الأخلاقية والأمانة الصحفية.

omantoday

GMT 08:50 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

علم المناظرات السياسية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«من لا يخشَ العقاب يسئ الأدب»!

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 08:46 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 15:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فن الكذب عند ترامب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام في الطائرة المخطوفة الإعلام في الطائرة المخطوفة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab