سورية نموذج «الدولة الفاشلة»

سورية نموذج «الدولة الفاشلة»

سورية نموذج «الدولة الفاشلة»

 عمان اليوم -

سورية نموذج «الدولة الفاشلة»

عماد الدين أديب

قال وزير الثقافة اللبنانى الأسبق، الدكتور طارق مترى، إن سوريا هى النموذج الأمثل لما يُعرف باسم الدولة الفاشلة.

الدولة الفاشلة، هى ذلك الكيان الذى تنهار فيه مقومات الدولة التقليدية المعروفة: «الأرض، والشعب، والوطن».

انقسمت وتشرذمت الأرض، وتقاتل الناس رأسياً وأفقياً، فضاع مفهوم الوطن الذى يضم الجميع تحت مظلته الكبيرة.

نحن إزاء وطن سابق لسكان لا يتفقون على نظام سياسى واحد وتحولوا إلى شعوب وقبائل وطوائف وقوميات ومناطق مختلفة ومتقاتلة.

فى الحالة السورية خسر الوطن الواحد -حتى الآن- قرابة الـ700 ألف قتيل وأكثر من 2 مليون جريح ومعوق و15 مليون لاجئ ونازح فى الداخل والخارج.

فى الحالة السورية تبلغ خسارة الاقتصاد الوطنى قرابة 170 مليار دولار، ويتردد أن كلفة إعادة إعمار البلاد والعباد قد تصل إلى تريليون دولار.

نحن نتحدث عن 7 ملايين طفل فقدوا مقاعد التعليم، وضاعت منهم أيام الطفولة البريئة وعرفوا معنى الدم والقتل واليتم والعنف والدمار.

نحن نتحدث عن مناطق تكره بعضها البعض، فاللاذقية أصبحت مركز حكم طائفة النظام الحاكم، وحلب أصبحت الهدف المطلوب تدميره، ومناطق الأقلية الكردية هى ساحة المجازر.

وأصبحت العاصمة دمشق منطقة خطر ومخاطر بدلاً من أن تستمر فى لعب دورها كعاصمة الأمويين التاريخية ومركز ثقل مشروع حضارى وتاريخى.

كل شىء انهار من طرطوس إلى حلب ومن تدمر إلى حماة، ومن حمص إلى أدلب.

سقطت صناعة النسيج والحرير التاريخية وتوقفت عملية تصدير الحلوى الشامية الشهيرة، وتم نهب احتياطى القمح السورى الكبير، وتم شفط النفط السورى من الأرض وبيعه بأبخس الأثمان فى الأسواق السوداء.

لم تعد الشام وطناً لياسمين شعر نزار قبانى ولا ألحان القدود الحلبية لصباح فخرى، ولا ضحكات وقفشات دريد لحام.

لم تعد سوريا هى سوريا، ولا الناس هى الناس، وأصبح القتال على أرض سوريا هو حرب الغير على أرض الشام لأكثر من مليون مقاتل أجنبى ينتمون لأكثر من مائة جنسية من كل اتجاهات بوصلة العالم.

تحولت سوريا من بلد الحضارة إلى ساحة قتال، مرتزقة العالم جاءوا إليها بسلاحهم وأموالهم وطوائفهم ومذاهبهم وجنونهم ورغبتهم فى ممارسة فن تدمير الذات وتدمير الآخرين.

لذلك كله لا أعتقد أن ألف مؤتمر للسلام فى جنيف أو دمشق أو الرياض أو أى عاصمة أخرى قادر على إعادة سوريا إلى سابق عهدها.

omantoday

GMT 14:48 2023 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

النزوح السوري الكثيف ناقوس خطر!

GMT 07:31 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

سوريّا والتاريخ الممنوع دائماً

GMT 07:32 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

وحدة المسار

GMT 18:15 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

أخبار عن أبحاث وسورية ومبيعات السلاح

GMT 03:37 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

(المأساة في سورية مستمرة)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية نموذج «الدولة الفاشلة» سورية نموذج «الدولة الفاشلة»



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab