دمشق - سليم الفارا
قصفاً إسرائيلياً استهدف الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان بالتزامن تصدت المضادات الأرضية للجيش السوري لطائرة مسيرة بريف دمشق الغربي
على وقع التقدم المفاجئ للفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، وسيطرتها على حماة بعد حلب، كبرى المدن في البلاد، قصفت إسرائيل الحدود اللبنانية السورية فقد أفادت مصادر اليوم الجمعة بأن قصفاً إسرائيلياً استهدف الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان، وتحديدا منطقة القصير بالتزامن تصدت المضادات الأرضية للجيش السوري لطائرة مسيرة بريف دمشق الغربي، فيما لم يعرف مصدرها.
تتسارع الإجراءات العسكرية التي يقوم بها جيش النظام السوري، في محاولة لوقف تقدم الفصائل المسلحة وعرقلة وصولها إلى مدينة حمص الاستراتيجية وسط البلاد، وذلك بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها قواته، وآخرها انسحابها من حماة، الخميس، ودخول المسلحين إليها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، أن "طائرات حربية استهدفت بغارات جوية، جسر الرستن الذي يربط مدينة حمص بحماة، كما شن الطيران الحربي غارات في محيط الجسر لقطع الطريق بين حماة وحمص وتأمين مدينة حمص".
وأضاف أن قوات النظام "رفعت سواتر ترابية على أوتوستراد حمص-حماة المؤدي إلى مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وعزلت مدينتي الرستن وتلبيسة عن المدينة".
ولفت المرصد إلى أن قوات النظام "كانت قد انسحبت من تلبيسة شمال مدينة حمص، على أوتستراد حمص-حماة، وأخلت مقراتها".
وشنت طائرات حربية غارات استهدفت أطراف مدينة الرستن الشمالية في ريف حمص، بعد دخول مجموعات من المسلحين المحليين من أبناء الرستن وتلبيسة إلى "كتيبة الهندسة" الواقعة عند أطراف الرستن، وحصلوا على آليات عسكرية وذخائر.
وانسحبت قوات النظام من "كتيبة الهندسة" ومقارها في مستشفى الرستن على الأوتوستراد حمص -حماة، بالإضافة إلى النقاط في مدينة تلبيسة كما قصفت بعد الانسحاب مباشرة، أحياء مدينة تلبيسة بالمدفعية والصواريخ للمرة الأولى منذ سنوات، وفق المرصد.
ونقلت قوات النظام أكثر من 200 آلية عسكرية محملة بأسلحة وعتاد إلى مدينة حمص، لتعزيز مواقعها في منطقة الوعر، وقرب الكليات العسكرية.
نزح عشرات الآلاف من سكان الأحياء العلوية في مدينة حمص في وسط سوريا، وفق ما ذكر المرصد، الخميس، بعيد إعلان الجيش السوري انسحابه من مدينة حماة مع سيطرة الفصائل المعارضة عليها.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن "نزوح جماعي لأبناء الطائفة العلوية من أحياء مدينة حمص، مع توجه عشرات الآلاف منهم الى مناطق الساحل السوري، خشية تقدم الفصائل إليها".
تسود حالة من الترقب الحذر في دول الجوار السوري فيما تجري تحركات المكثفة في ظل تصاعد حدة النزاع في سوريا مع سيطرة فصائل المعارضة بشكل مباغت على مدينتي حلب وحماة، ما يمثل ضربة جديدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران.
وفي ظل الهزائم المتتالية لقوات النظام السوري، تشهد العاصمة العراقية بغداد، الجمعة، اجتماعا بين وزير خارجية البلاد فؤاد حسين، ونظيريه السوري والإيراني، لمناقشة الوضع في سوريا.
وقالت وكالة الأنباء العراقية، إن وزير الخارجية السوري بسام صباغ وصل إلى بغداد في وقت متأخر الخميس، وإن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يصل الجمعة.
وفي العراق أيضا، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الحكومة والفصائل العراقية المسلّحة إلى "عدم التدخل" في ما يحصل بسوريا.
وشدّد الصدر في منشور على منصة "إكس" على "ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات والميليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق".
ودعا "الحكومة إلى منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي".
أضعفت التطورات المتسارعة في سوريا منذ أكثر من أسبوع من قبضة رأس النظام بشار الأسد بعد أن تلقى جيشه ضربات متتالية أبرزها خروج حلب عن سيطرته واستيلاء الفصائل المسلحة على حماة.
كان جيش النظام السوري قد أعلن، الخميس، الانسحاب من مدينة حماة وسط البلاد، بعد ساعات من إعلان الفصائل المسلحة دخولها، وهي أول مرة تخرج فيها حماة عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت وزارة دفاعه في بيان رسمي، الخميس، إن وحداتها العسكرية "قامت بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة"، مضيفة أنها "ستواصل القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية".
وكانت الفصائل المسلحة، ومن بينها "هيئة تحرير الشام" (المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية) قد دخلت المدينة، ظهر الخميس، انطلاقا من الأحياء الشرقية.
وجاءت سيطرة الفصائل على حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت.
واقتحمت الفصائل بقيادة هيئة تحرير الشام (المصنفة إرهابية) المدينة بعد معارك ضارية مع قوات النظام لتعلن إخراج مئات السجناء من سجن حماة المركزي الذي دخلته أيضا.
في خطوة لافتة أعلنت فصائل المعارضة، الخميس، السيطرة على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت.
حماة تعد مدينة استراتيجية في عمق سوريا، تربط حلب بدمشق. وتقع على بعد 213 كم شمال دمشق و46 كم شمال حمص وتبعد عن مدينة حلب بحوالي 135 كم.
تعتبر المدينة مهمة لجيش النظام السوري، لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ظلت حماة خاضعة لسيطرة الحكومة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت منذ 2011 بعد انتفاضة ضد الأسد.
تقع المدينة على بعد أكثر من ثلث الطريق من حلب إلى دمشق وستفتح السيطرة عليها الطريق أمام تقدم المعارضة المسلحة صوب حمص، وهي مدينة رئيسية في وسط البلاد تعد تقاطع طرق يربط أغلب المناطق المكتظة بالسكان في سوريا.
وحماة مهمة أيضا لبسط السيطرة على مدينتين قريبتين تضمان أقليات دينية، هما محردة التي يقطنها الكثير من المسيحيين، والسلمية التي يقطنها العديد من أبناء الطائفة الإسماعيلية وهي إحدى فرق الشيعة.
تقطن حماة أغلبية سنية قوامها 700 ألف في تقديرات سبقت الحرب الأهلية، وتعد واحدة من أقدم المدن السورية، حيث عمّرها البشر منذ العصر البرونزي والعصر الحديدي وتشتهر بالحصون والنواعير الاثرية.
تقع حماة على ضفاف نهر العاصي، وهو أحد الأنهار الرئيسية في سوريا ومن أبرز معالمها النواعير، التي يعود تاريخ بعضها إلى العصور الوسطى وقلعة حماة التاريخية وجامع النوري الكبير أقدم وأهم مساجد المدينة، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد.
موقعها الجغرافي المهم يجعلها نقطة وصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، حيث تربط الطرق السريعة الرئيسية فيها مدنا مهمة، مثل دمشق وحلب وحمص واللاذقية.
وكان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أكد في خطاب أمس أن الحزب سيقف إلى جانب سوريا لإحباط هجمات الفصائل المسلحة. وقال "لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم رغم ما فعلوه في الأيام الماضية، وسنكون كحزب الله إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكّن منه".
علماً أن الحزب الذي دعم القوات السورية على مدى السنوات الماضية من الحرب، كان مني بخسائر بشرية وعسكرية فادحة خلال الأشهر الأخيرة من المواجهات مع إسرائيل.
إلا أن بعض المصادر أفادت بأن مقاتليه انتشروا على الحدود اللبنانية السورية تحسباً لأي مستجدات، "بانتظار الأوامر"، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
يذكر أن الفصائل كانت سيطرت منذ الأسبوع الماضي على أغلب مدينة حلب، ثم استولت على حماة، واتجه مقاتلوها نحو حمص، متوعدين بالوصول إلى دير الزور أيضا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
انفجارات في مستودعات صواريخ لميليشيات إيرانية غرب دمشق
الشمال السوري بؤرة خلاف بين أنقرة ودمشق وتركيا تتعهد مواصلة استهداف التنظيمات الإرهابية