الجيش السوداني

أظهرت صورت الأقمار الصناعية تنامي وتوسع المقابر الجماعية. ففي الطرف الجنوبي من دارفور توسعت مقبرة مخيم زمزم للنازحين المزدحم، الذي يؤوي الآن مئات الآلاف من الأشخاص بمعدل 2.5 مرة في النصف الأول من عام 2024 عما كانت عليه في النصف الثاني من 2023.
كما توسعت عدة مقابر أخرى بسرعة في أماكن متعددة من دارفور، التي دمرتها الحرب، وفق ما أفادت وكالة رويترز اليوم الخميس.
إذ وصل عدد تلك المقابر الجماعية التي توسعت بشكل سريع خلال الأشهر القليلة الماضية إلى 14 في خمس مجتمعات بأنحاء دارفور.
كما نمت مساحة المقابر الجديدة هذه بمعدل أسرع بثلاث مرات في النصف الأول من 2024 مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي.
علاوة على ذلك، كشفت صور الأقمار الصناعية، فضلا عن بيانات انعدام الأمن الغذائي، ومقاطع الفيديو لأطفال هزيلين، بالإضافة إلى مقابلات مع عشرات الأشخاص من 20 مجتمعًا محليًا في جميع أنحاء دارفور، عن مدى انتشار الجوع والمرض بسرعة في السودان.

وأعلن رئيس منظمة «أطباء بلا حدود» الإغاثية كريستوس كريستو اليوم الخميس أن السودان يشهد «إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود»، في إشارة إلى الحرب الدائرة في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من عام.
وفر أزيد من 8.8 مليون شخص من مساكنهم منذ منتصف شهر أبريل (نيسان) من عام 2023.
ولا يزال الحصول على الغذاء يمثل الحاجة ذات الأولوية للنازحين، تليه خدمات الرعاية الصحية والمياه والمرافق الصحية، وخاصة في منطقتي دارفور وكردفان.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل العام الماضي حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، سببت أزمة إنسانية عميقة.
وفي مقطع مصور مقتضب نشرته المنظمة الإغاثية الدولية قالت إن «مستويات المعاناة قياسية في أرجاء البلاد ويوما بعد يوم تزداد الحاجات».

وأضافت أن «هناك تعمدا من قبل الحكومة السودانية لعدم منح تصاريح لفرق ومواد الإغاثة الإنسانية تمكنهم من الوصول» إلى مناطق القتال.
وفي العاصمة السودانية أفادت «أطباء بلا حدود» بتعرض مستشفى «النو» بأم درمان جنوب الخرطوم والذي تدعمه المنظمة: «للقصف يوم أمس الأربعاء، وسط قصف عنيف في محيط المدينة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم متطوع محلي» ووقوع 27 جريحا.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى «150 ألفا»، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
كذلك، سجل السودان قرابة عشرة ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

طيران الجيش السوداني يغير على مصفاة للنفط في الخرطوم

وفاة نحو 17 ألف مدني في السودان خلال 6 آلاف معركة شهدتها البلاد خلال عام