الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان (إرنا)

أكد الرئيس الإيراني المنتخب الإصلاحي مسعود بيزشكيان السبت أنه سيمد اليد لجميع الإيرانيين، في أول تصريحات له منذ إعلان فوزه في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية أمام المحافظ المتشدد سعيد جليلي. وقال بيزكشيان في منشور على منصة إكس «الطريق الصعب أمامنا لن يكون سهلًا إلا برفقتكم وتعاطفكم وثقتكم. أمدّ يدي لكم»، مكررا ما تعهد به الثلاثاء بـ«مد يد الصداقة للجميع” في حال فوزه.
وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية محسن إسلامي، صباح اليوم السبت، عن الحصيلة الثامنة والأخيرة لنتائج الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية في دورتها الرابعة عشرة.
وأكدت وزارة الداخلية الإيرانية خلال الساعات القليلة الماضية، تقدّم المرشح المعتدل مسعود بزشكيان في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.
وفاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، السبت، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.
وأحصى مسؤولو الانتخابات حتى الآن أكثر من 30 مليون صوت، حصل بزشكيان منها على ما يزيد عن 17 مليون صوت، وجليلي على أكثر من 13 مليون صوت، وفق نتائج نشرتها وزارة الداخلية.
كما أضافت الوزارة أنه بعد إحصاء مليونين و547 ألف صوت، حصل بزشكيان على مليون و263 ألف صوت، في حين حصل منافسه سعيد جليلي على مليون و244 ألف صوت، بحسب رويترز، إلى أن أظهر الفرز النهائي لجميع الأصوات النتيجة.

وكشفت أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية بلغت 49.8%.
أتى ذلك بعدما أدلى الإيرانيون بأصواتهم، الجمعة، في الدورة الثانية من انتخابات رئاسية تواجه فيها المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، داعياً للانفتاح على الغرب، والمفاوض السابق في الملف النووي المحافظ المتشدد سعيد جليلي المعروف بمواقفه المتصلبة إزاء الغرب.
كما دُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران، الجمعة، للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزا في أنحاء البلاد الشاسعة، من بحر قزوين شمالا إلى الخليج جنوبا.
إلى أن أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند منتصف الليل (20,30 ت غ) بعد تمديد التصويت ست ساعات.

يذكر أن بزشكيان كان نال في الدورة الأولى 42,4% من الأصوات مقابل 38,6% لجليلي، بينما حل ثالثاً مرشح محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى.
ويحظى بزشكيان البالغ 69 عاما بتأييد الرئيسَين الأسبقَين الإصلاحيين محمد خاتمي وحسن روحاني.
أما خصمه البالغ 58 عاما فيحظى خصوصا بتأييد محمد باقر قاليباف الذي حصد في الدورة الأولى 13,8% من الأصوات.
وهذه الانتخابات التي جرت دورتها الأولى في 28 حزيران/يونيو نُظّمت على عجَل لاختيار خلف لإبراهيم رئيسي الذي قُتل في حادث مروحية في 19 أيار/مايو.


ونشأ بزشكيان في عائلة متدينة، وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية، وقرر أن يصبح طبيبًا بعد انتهاء خدمته العسكرية في عام 1975، وحصل على دبلوم في العلوم الطبيعية قبل أن يتم قبوله في جامعة تبريز للعلوم الطبية.
وبزشكيان طبيب جراح من أصول أذرية، ولد في 29 سبتمبر 1954 بمدينة تبريز، وهو في البرلمان منذ عام 2008.
شغل الرئيس الجديد منصب وزير الصحة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بين أغسطس 2001 وأغسطس 2005.

وفي عام 1994، تم تعيين بزشكيان رئيسًا لجامعة تبريز للعلوم الطبية واستمر في هذا المنصب حتى عام 2000، وبعدها انتقل مسعود إلى طهران حيث تولى منصب نائب وزير الصحة في وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدة ستة أشهر، وخلال الولاية الثانية للرئيس محمد خاتمي، شغل منصب وزير الصحة من عام 2001 إلى عام 2005، لكنه استقال بعد فترة قصيرة نتيجة استجوابه من قِبل البرلمان.
وفي عام 2013، قدم بزشكيان ترشيحه للانتخابات الإيرانية، إلا أن مجلس صيانة الدستور رفض طلبه، في عام 2016، فاز بمقعد في انتخابات البرلمان
وفي عام 2016، تمكن الرئيس الإيراني من الفوز بمقعد في انتخابات البرلمان، وحافظ على مقعده لعدة سنوات، منذ عام 2008، ومثل بزشكيان مدينة تبريز في البرلمان، حيث استمر في العمل السياسي والنضال من أجل الإصلاحات.
وكان قد استُبعد من السباق الرئاسي في العام 2021.
وجاءت الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية، بعد فشل الجولة الأولى التي جرت الجمعة القبل ماضية في تحديد الفائز.

ويدين بزشكيان بالولاء للمؤسسة الدينية الحاكمة، إلا أنه رغم ذلك يدعو إلى تخفيف حدة العلاقات المتوترة مع الغرب والإصلاح الاقتصادي والتحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.
كما دعا الإصلاحي مراراً إلى "علاقات بناءة" مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل إخراج إيران من عزلتها.
وكان بزشكيان قد قاد حملته الانتخابية في الأيام الأخيرة برفقة محمد جواد ظريف الذي سعى إلى تقارب إيران مع الدول الغربية خلال السنوات الثماني التي قضاها على رأس وزارة الخارجية.

كذلك انتقد افتقار السلطات للشفافية في قضية مهسا أميني، الشابة التي أثارت وفاتها أثناء توقيفها على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في إيران، حركة احتجاجات واسعة في أواخر العام 2022.
وقال بزشكيان في تصريحات مؤخرا، إنه منذ 40 عاما، يعمل على السيطرة على وضع الحجاب، لكن الوضع ازداد سوءا.