غارات واسعة على قطاع غزة

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ292، تتوالى فصول المعاناة الإنسانية لسكان القطاع، بين مواجهة بنية تحتية مدمرة بشكل كامل وتفش للأمراض وانهيار شبه كلي للقطاع الصحي، يضاف لكل ذلك عدم وجود أماكن آمنة على الإطلاق. وحول هذا، قدرت منظمات أممية وإنسانية أن 82% من كامل مساحة القطاع هي مناطق عمليات عسكرية، وبالتالي تتقلص مساحة الأماكن التي من المفترض أنها "آمنة" وفقا للجيش الإسائيلي بشكل مستمر.

مع ارتفاع حدة المعارك المعارك في خان يونس وعودة التوغلات والاجتياحات البرية الإسرائيلية فيها، أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 150 ألفا نزحوا عن المدينة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي إلى أن كل "أوامر الإخلاء الإسرائيلية تقلب حياة الناس رأساً على عقب". وأكد أن "أوامر الإخلاء" التي أصدرتها إسرائيل في وقت قصير جداً عن طريق إرسال منشورات قبل الهجوم "يزيد من المخاطر على حياة الفلسطينيين".

ولفت إلى أن "الناس اضطروا إلى الفرار دون أن يأخذوا أي شيء معهم"، مبيناً عدم وجود بنية تحتية في المناطق التي توجه إليها النازحون.

ونقل مصدر في القطاع عن مصادر حكومية فلسطينية في غزة أن مناطق متعددة في خان يونس تعرضت للعشرات من الغارات الجوية خلال الليلة الماضية، وأن الدفاع المدني الفلسطيني أفاد بتلقيه "عشرات البلاغات من الأهالي بوجود عشرات المصابين والشهداء داخل منازل تعرضت للقصف وفي الطرقات، لا أحد يستطيع الوصول إليهم بسبب إطلاق الدبابات والمسيرات النار".

يأتي هذا وسط اشتباكات ضارية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في محاور التقدم في بلدة بني سهيلا وشرق القرارة شرق خانيونس، وفي تل السلطان والشابورة بمخيم رفح.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في البلدات الشرقية لخان يونس وسط ضربات جوية ومدفعية هي الأعنف منذ بداية الحرب قبل نحو عشرة أشهر.

وأفادت مصادر بتمركز عدد من الأليات الإسرائيلية في وسط بلدة بني سهيلا وعند أطراف بلدات القرارة وخزاعة وعبسان وحي الشيخ ناصر. كما أفيد عن نسف ست منازل صباح الأربعاء في بني سهيلة، ومواصلة القصف المدفعي وإطلاق نار متكرر من طائرات كواد كابتر المسيرة.
تكيف مع الواقع الميداني

ومع هذا الواقع، تحاول حماس التكيف مع البيئة الجديدة التي تفرضها القوات الإسرائيلية ميدانيا، حيث تحدثت مصادر إسرائيلية متعددة مؤخرا أن الجناح المسلح للحركة عمد مؤخرا إلى اعتماد استرايتيجية الكمائن وتفجير البيوت المفخخة، كما حدث في منطقة يبنا في مخيم رفح عندما استدرج عناصر القسام مجموعة من الجنود الإسرائيليين إلى نفق، ثم قاموا بتفجيره.

كما أعلنت حماس عن أن مقاتليها استهدفوا بكمائن عدة دبابات وآليات وتجمعات للجيش الإسرائيلي في بلدتي بني سهيلة والقرارة.

وفي وقت ينفذ فيه الطيران الحربي عشرات الغارات مستهدفا منازل للمدنيين وأهدافا للفصائل الفلسطينية، هجر عدة مئات الاف النازحين الذين بات غالبيتهم ليلتهم الثالثة في الطرقات وفي محيط مستشفيات خانيونس ورفح ودير البلح.

ويرى مراقبون أن الجيش الإسرائيلي يتقصد الانتقام من المدنيين للضغط على حماس كي لا تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل، سواء من جنوبي القطاع أو من مدينة غزة.

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش ليس لديه معلومات عن حادث إطلاق نار على قافلة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كانت متجهة إلى مدينة غزة، الأحد، مشيراً إلى عزم الجيش التحقيق في الأمر إن وردت إليه تفاصيل.

وقال أدرعي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "أمس الأول وردت تقارير عن تعرض سيارة تابعة للأمم المتحدة لحادث خلال تنقلها على المحور الإنساني.. الحادث كما ورد في التقرير لم يرد إلى الجيش الذي يعمل على مدار الساعة لتنسيق أنشطة المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة".

وأضاف: "لا علم لدينا بهذا الحادث الذي وردت بشأنه تقارير، وإذا نقلت الجهات المعنية إلينا المعلومات الكافية والدقيقة عن الحادث وتوقيته ومكانه وغير ذلك، سنتمكن من التحقيق وفحص هذه التقارير".

كان المفوض العام للوكالة، فيليبي لازاريني، قال، الاثنين، إن قافلة تابعة للوكالة تعرضت خلال توجهها إلى مدينة غزة بشمال القطاع لإطلاق نار كثيف من قبل قوات إسرائيلية.

وأضاف، عبر منصة "إكس"، أن الحادث وقع جنوب وادي غزة، الأحد، ولم يسفر عن سقوط ضحايا بعد احتماء فريق القافلة، لكن إحدى مركبات القافلة تعرضت لأضرار بالغة".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

نتنياهو أبدى استعداده لمناقشة نقل السلطات المدنية في قطاع غزة إلى "كيانات محلية" غير مرتبطة بحماس

الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل جندي سادس في الهجوم الأخير الذي شنه مقاتلو حماس في جباليا