بيروت ـ نور الحلو
تمكّن الأمن اللّبناني العام من توقيف انتحاري سعوديّ، بعدما فجّر مواطنه، من مواليد 1994، نفسه داخل غرفة في فندق "دي روي"، الأربعاء في الروشة، في بيروت، وذلك أثناء مداهمة الأمن العام له، وعثرت الأجهزة الأمنيّة على حقيبة مفخّخة في محيط الفندق، قام الخبير العسكري بتفكيكها.
وكشفت مصادر مطّلعة، في تصريح إعلامي، عن هوية الشاب الذي فجّر نفسه، مشيرة إلى أنَّ "الشاب سعودي، ويدعى عبدالرحمن ناصر الشنيفي، ويبلغ من العمر 20 عامًا، وهو مطلوب من طرف الأمن السعودي، وغادر أراضي المملكة في العاشر من آذار/مارس الماضي".
وأكّدت المصادر، الخميس، أنَّ "المعلومات الأولية تفيد بأنَّ الأمن اللبناني تمكن من القبض على سعودي آخر، رفقة المنتحر، وهو علي إبراهيم الثويني، ويبلغ من العمر 20 عامًا، والأخير لا يوجد له سجل أمني ضمن المطلوبين".
وبيّن الأمن اللبناني، في بيان أصدره بعد وقوع التفجير، أنّه "في إطار الجهود التي تقوم بها المديرية العامة للأمن العام في مكافحة الإرهاب، وبعد عمليات استقصاء ومتابعة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية، أسفرت عن رصد شخصين موجودين في فندق (دو روي)، في منطقة الروشة، يشتبه في تحضيرهما لعمليات تفجير إرهابية".
وأضاف البيان أنَّ "مجموعة من قوّات النخبة في المديرية العامة للأمن العام قامت، مساء الأربعاء، بمداهمة الفندق المذكور، وعند وصول عناصر المجموعة إلى باب الغرفة، حيث يقيم المشتبه فيهما، قام أحدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف، أدى إلى مصرعه وجرح ثلاثة عناصر من المجموعة، نقلوا إلى مستشفى الجامعة الأميركيّة، في بيروت، وهم يخضعون للمعالجة، وتمَّ توقيف المشتبه فيه الثاني، حيث يتم التحقيق معه، تحت إشراف القضاء المختص".
يأتي هذا فيما استنفرت القوى الأمنية اللبنانيّة عناصرها في محيط الفندق، ولم يصدر الجيش أيّ بيانات بشأن التفجير.
وأبرزت التحرّيات احتمال وجود شبكة من المتشدّدين في الفندق، حيث تداهم عناصر الأمن العام، على الرغم من التفجير، غرفًا عدّة، وألقت القبض على مجموعة من الأشخاص من جنسيات عربيّة.
وعملت السفارة السعوديّة لدى بيروت، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، على التأكّد من هوية الانتحاريّ، بينما أعلن مدير عمليات "الصليب الأحمر اللّبناني" جورج كتان عن التنسيق مع الأجهزة الأمنية، بغية الدخول إلى الفندق، وإجلاء الجرحى، مؤكّدًا أنَّ عدد الجرحى بلغ 11 شخصًا.
وداهمت القوى الأمنية فندقًا محاذ لفندق "دو روي"، فيما أعلن لواء "أحرار السُنّة بعلبك"، في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مسؤوليته عن التفجير، مؤكّدًا أنَّ "مجاهدين آخرون أصبحوا في أمان، خارج منطقة العملية".
وأشار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر إلى أنَّ "هناك 3 جرحى من الأمن العام، وقعوا أثناء مداهمتهم"، مبيّنًا أنَّ "انتحاريًا فجّر نفسه، وهناك انتحاري آخر".
وأكّد صقر أنَّ "النّزلاء ليسوا في خطر، والقاضي داني الزعني يتابع التحقيق في التفجير"، لافتًا إلى أنَّ "التحقيق مازال في المرحلة الأولى، ونحن نتخذ كل الإجراءات".
وناشد وزير الإعلام رمزي جريج جميع الإعلاميين التجاوب مع دعوة الأجهزة الأمنية للابتعاد عن مكان الانفجار، في الروشة، مبيّنًا أنَّ "الحكومة اللّبنانيّة حريصة على سلامة الإعلاميّين".
وتمكّن الدفاع المدني من إطفاء الحريق الذي اندلع جراء التفجير، في الطابق الرابع في الفندق في الروشة.
وطلبت الأجهزة المختصة الخبير العسكري، بغية تقدير زنة العبوة التي كان يرتديها الانتحاري الثاني.
واعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، في تصريح من موقع الانفجار، أنَّ "ما حصل ضربة استبقاقية للأمن العام"، مشيرًا إلى أنَّ "الانتحاري كان يريد أن يفجّر نفسه في موقع آخر".