القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
يبحث برلمان الكيان الإسرائيلي "الكنيست"، الأربعاء، تأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك خلال الأعياد اليهودية، وجاهزية شرطة وقوات الاحتلال لتأمين الاقتحامات في هذه الفترة.
ونشر الموقع الإلكتروني لـ"الكنيست" نص الدعوة، وبيّن أنها ستكون بمشاركة رئيس لجنة الداخلية في البرلمان ميري ريغف، وممثلين عن مكتب الأمن الداخلي والقضاء والأديان، كما يشارك في الاجتماع ممثلون عن مكتب الخارجية والسياحة، وما يسمى بـ"صندوق إرث الهيكل"، وجمعيات استيطانية أخرى، تساهم في اقتحامات الأقصى.
وأشارت مؤسسة "الأقصى" للوقف والتراث، في بيان لها، إلى أنّ "ممثلاً عن ائتلاف منظمات الهيكل تقدم بورقة اقتراحات لشرطة الاحتلال لمناقشة بنودها في اجتماع اللجنة المقرر أن يعقد بعد ظهر الأربعاء".
وبيّنت أنَّ "الورقة تضم شرحًا مفصلاً عن واقع الأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى يوميًا، وتحريضًا مباشرًا على المصلين وطلاب العلم المتواجدين في الأقصى، الذين يتصدون لاقتحامات المستوطنين بالتكبيرات والشعارات المناصرة للمسجد".
وتطالب الورقة، التي حظيت بدعم كامل من رئيس لجنة الداخلية الإسرائيلية المتطرفة ميري ريغف، شرطة الاحتلال بـ"وضع حد لما أسماه (التمييز في حق اليهود الذين يقتحمون الأقصى، وتصرفات المصلين ضد المستوطنين عند اقتحامهم للأقصى)".
ويأتي التوجه الإسرائيلي لتأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى في الأعياد اليهودية، بالتزامن مع شروع الاحتلال إقامة جسر خشبي جديد فوق طريق باب المغاربة، يصل بين منطقة جنوب ساحة البراق والمسجد الأقصى، عبر باب المغاربة لتسهيل عمليات الاقتحام للحرم القدسي.
وأكّدت مؤسسة "الأقصى" أنَّ "الجسر يقام على حساب طريق باب المغاربة، وليكون تهيئة لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وتحويل فراغات طريق باب المغاربة التاريخية الإسلامية إلى كنس يهودية، فضلاً عن عمل الاحتلال على توسيع ساحة البراق، وتحويلها إلى كنيس يهودي واسع وفسيح، ومتواصل الأطراف".
وأضافت، في تقرير لها، أنّه "من خلال رصدها وتوثيقها للتطورات، وآخر المستجدات في منطقة البراق، خلال الأيام الأخيرة، اكتشفت أنَّ الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية، ومن بينها ما يسمى بسلطة الآثار الإسرائيلية، شرعت ببناء جسر خشبي جديد فوق طريق ( تلة) المغاربة الإسلامية التاريخية، يبدأ قرب منطقة ساحة البراق، من طرف الجهة الجنوب غربية، قرب مدخل باب المغاربة الخارجي (باب المغاربة في السور الجنوب غربي للقدس القديمة)، حيث موقع الفحص الأمني، إذ شرع الاحتلال بنصب أعمدة خشبية طويلة ومتشابكة، في عمق الأرض، ضمن حدود ما تبقى من الأبنية الأثرية الإسلامية التاريخية في طريق باب المغاربة، ثم وضع ألواح خشبية عليها، لتتحوّل إلى طريق وجسر خشبي، فيما يواصل الاحتلال عمله ويهدف إلى إيصال الجسر إلى باب المغاربة".
وأردفت المؤسسة أنَّ "الاحتلال يسعى من بناء هذا الجسر الخشبي على ما يبدو، إلى تحقيق أهداف عدة، منها تهيئة اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، عبر هذا الجسر والطريق الجديد، وتهيئة الفراغات الجوفية لطريق باب المغاربة إلى كنس وقاعات لصلاة اليهوديات، ثم إمكان توسيع ساحة البراق، وتشكيل كنيس يهودي واسع وكبير مترابط الأطراف".
واستطردت "مؤسسة الأقصى" أنَّ "إنشاء هذا الجسر الخشبي الجديد يثير تساؤلات عدة، منها هل سيكون بناء هذا الجسر الخشبي عبارة عن تأسيس لبناء جسر فولاذي ضخم (تم المصادقة على مخططاته سابقًا، لكن العمل به أُرجأ بسبب ضغوطات فلسطينية وعربية وإسلامية، عندما شرع الاحتلال بهدم طريق بباب المغاربة مطلع عام 2007)، وهل سيُضاف هذا الجسر الخشبي الجديد، إلى الجسر الخشبي الأول، الذي أقيم عام 2004، ليشكل الجسران معاً مدخلاً مزدوجاً لاقتحامات أوسع للمسجد الأقصى، تنفيذًا لتوصيات لجان برلمانية إسرائيلية بإضافة مواقع فحص أمنية لتسهيل وتسريع وتوسيع دائرة الاقتحامات للأقصى، كما ويُطرح السؤال، هل سيتم هدم الطريق الخشبي الأول، والإبقاء فقط على الجسر الخشبي الجديد، بهدف توسيع منطقة الصلوات اليهودية للنساء في المنطقة المذكورة، ضمن مخطط لتوسيع مساحة الكنيس اليهودي للنساء، الذي أقيم أخيرًا على حساب طريق باب المغاربة".