أبوظبي ـ محمد ظاهر
انطلقت اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الخميس في فندق شاطئ "روتانا أبوظبي"، في حضور نهيان بن مبارك وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وبمشاركة حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومحمد سلماوي، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومراد السوداني، الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وجمع كبير من الكتاب والأدباء والمثقفين .
وصرَّح الشيخ بن مبارك "يسعدني كثيرًا أن أرحب بالضيوف الكرام أعضاء الوفود المشاركة في الاجتماعات في هذه الدولة الرائدة، التي اعتادت ولا تزال، تحتضن أكثر الفعاليات اقتداراً وإبداعاً، في إطار مكانتها الرفيعة، التي حققتها بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة".
وأضاف "أصبحت الدولة، عظيمة بشعبها، قوية بقيادتها فخورة بقيمها ومبادئها، حصينة بعطائها، وإنجازاتها، دولة التقدم والرخاء والاستقرار، بل وأيضا دولة الانفتاح الثقافي والحضاري على العالم، تقوم بدورها الثقافي والفكري الرائد والملموس في المنطقة كلها بعزم أكيد، وفكر ثاقب، بل وتوجّه مستمر".
وأكد نهيان بن مبارك أن الإمارات لديها رؤية ثقافية وفكرية واضحة، تمزج بذكاء ووعي بين الأصالة والمعاصرة، وبين الحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع، وبين التمسّك بالذات الحضارية، والانفتاح الذكي على العالم، والحفاظ على العلاقات المثمرة والمتنامية مع الجميع . وتابع "نأمل أن تكون اجتماعاتكم فرصة سانحة لمناقشة التحديات الفكرية والثقافية، التي يشهدها الوطن العربي، ومناسبة أكيدة، لبناء واستمرار علاقة الأخوة والصداقة بين الأدباء والكتاب والمبدعين في الدول العربية، إلى جانب كونها ساحة مواتية يتجسّد فيها وبوضوح حرصنا الأكيد على تنمية الإبداع الثقافي والفكري في المنطقة في ظل يقين تام بأن التنمية الثقافية الناجحة إنما هي مطلب أساسي لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام بل وأيضا في إطار قناعة كاملة بالارتباط المجتمعي القويّ بين الثقافة والتنمية الثقافية".
وثمّن نهيان الدور الكبير الذي يقوم به اتحاد الكتاب والأدباء العرب في التواصل مع الآخر ونشر مبادئ المحبة والتعايش في المنطقة والعالم، داعياً إياهم إلى الاستمرار في إعلاء شأن الأمة وإنجازاتها، والإسهام في إسعاد الناس، وتحقيق جودة الحياة، في ربوع المجتمع .
وأشاد بالبرنامج الثقافي المصاحب للاجتماعات بما يشمله من أمسيات شعرية وندوات فكرية تناقش قضايا التنمية الثقافية والملكية الفكرية التي تهدف إلى حماية الإبداع والابتكار، ونشر المعارف والأفكار، وتعميق سبل التبادل الثقافي والفكري والعلمي في العالم، وبناء الصناعات الثقافية التي تسهم في التنمية الاقتصادية في المجتمع .
وأشار إلى ضرورة وضع سياسات وطنية وقومية لحماية الملكية الفكرية لتحقيق الفائدة القصوى من معطيات العصر الذي يتسم بدور محوري للأفكار والابتكار، في تحسين نوعية الحياة، مؤكداً أن التجارب العالمية تشير بوضوح إلى الارتباط الوثيق بين حماية الملكية الفكرية من جانب، ومستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي من جانب آخر، لافتاً إلى أن حماية الملكية الفكرية تتطلب تشريعات ملائمة، ووعياً مجتمعياً بالحقوق والمسؤوليات والواجبات.
واعتبر نهيان أن الثقافة تسهم في نجاح المجتمع وسلامته وتقدمه، كما أن المجتمع الناجح بدوره يوفّر بيئة ثقافية فعّالة، تحقق ارتباطه مع العالم، وتساعد فئاته وطبقاته كافة على مواجهة تحديات العصر . ونوّه بالهدف الكبير والنبيل الذي يسعى اتحاد الكتاب والأدباء العرب إلى تحقيقه من خلال اجتماعاتها، حيث يؤكد دور الفكر والثقافة في تنمية المجتمع والإنسان، مؤكداً تأييده ودعمه لتلك الجهود، التي ترمي إلى أن تكون المنطقة العربية دائماً مجالاً خصباً وحيوياً للإنتاج المبدع والإسهام الرائع في الآداب والثقافة والفنون، بل وجسراً ممتداً لتلاقي الحضارات والثقافات على مستوى العالم كلّه . وقال محمد سلماوي، "نجتمع اليوم وسط مرحلة مضطربة من تاريخنا المعاصر، مرحلة ما زال هاجس الاضطراب يشكّل نوعاً من الفوضى في الكثير من أنحاء البلاد، وإذا كانت بعض هذه البلاد قد اقتربت من الاستقرار بعد ما مر عليها من اضطراب، فإن البعض الآخر ما زال يعاني التمزق والاضطرابات ما يبعث في نفوسنا الحزن الشديد".