الرياض- العرب اليوم
في وسط قرية الجنادرية، يلفت نظر الزوار الطوابير الطويلة التي يقف فيها زوار المهرجان للدخول إلى جناح ألمانيا ضيف شرف مهرجان الجنادرية لهذا العام الذي يجمع بين التراث الألماني وبين التقنية والتطور التكنولوجي والصناعي المبهر المعروف عن الجمهورية الألمانية. كما يتوقف الزوار لمشاهدة العروض الفلكلورية الشعبية لألمانيا التي تقدّم على مسرح خارج الجناح.
وخلال جولة ذكر مدير طاقم المضيفين للترجمة في الجناح الألماني السعيد رشاد في حديثه الأربعاء إن الجناح الألماني يعكس الصداقة القديمة بين السعودية وألمانيا التي تمتد لأكثر من 86 عاما، منذ الاتفاقية بين السعودية وألمانيا الاتحادية عام 1929 وهي معاهدة تعاون دبلوماسي واقتصادي وقعت بين مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها في عهد الملك عبدالعزيز. وأضاف رشاد أن الجناح يمكن تقسيمه إلى قسمين: "تراثي" و"تقني" حيث يبدأ مدخل الجناح بجسر يحاكي الجسور الألمانية التي تمثل العبور إلى المدن القديمة التي تعتبر تراثًا مهمًا في تاريخ الألمان الذين يبقون على المدن والمباني القديمة ولا يسمحون بهدمها كنوع من التمسّك بتراثهم وتاريخهم وحضارتهم والإبقاء عليها ليتوارثها الأجيال.
كما يضم الجناح ميدان تسوّق وترفيه تراثي تقام فيه بعض العروض الفنية والفلكلورية والفنيّة ويحاكي الميادين المتوفرة في بعض المدن الألمانية حاليًا.
ويضم الجناح كتابًا إلكترونيًا على شكل جهاز لوحي يعمل باللمس ويحتوي على عشرات الصفحات المترجمة باللغتين العربية والإنجليزية ويحتوي على صور ونماذج من المعاهدات بين السعودية وألمانيا، ويحكي الصداقة التاريخية بين البلدين، كما يضم نماذج من المخطوطات التي تسمى "الرفاعية" وهي من المخطوطات الإسلامية النادرة. وينتهي الجناح بمتحف إسلامي مصغر للتراث الألماني يحاكي متحف "البراجمون" في
مدينة برلين بألمانيا الذي يزوره قرابة المليون سائح في كل عام، ويضم مجسمات وتحفا وقطعا أثرية ورسومات صخرية يصل عمرها إلى آلاف السنين من بينها قطع حجرية أثرية مجلوبة من العراق.
كما يضم الجناح عددا من الأقسام التي تحكي التقاليد والقيم الألمانية بين أفراد الأسرة والمجتمع بشكل عام، إضافة لعرض العديد من الملبوسات التراثية التي تحكي الأزمنة المختلفة لألمانيا. كما يضم الجناح نماذج لأهم الشركات الألمانية العملاقة المشاركة في حفر وبناء "مترو الرياض" ونماذج من تلك الحفارات والأجهزة المستخدمة في الحفر، إضافة لقسم خاص لعرض نماذج من التطور التقني الهائل في ألمانيا، ومن ذلك شركات تكنولوجيا واتصالات وأجهزة لوحيّة ونقالة وتطبيقات للأجهزة الذكية، إضافة لنظارات افتراضية تنقل من يرتديها إلى عالم افتراضي تشارك فيه المجتمعات عن بعد وكأنه يعيش بينهم.
ويعرض الجناح الألماني كذلك نماذج من اليخوت والطائرات العملاقة، إضافة لعرض سيارة كهربائية حديثة تعتمد على الشاشات الإلكترونية في كل تصميمها الداخلي ولا يتوفر منها سوى 200 سيارة حول العالم، فيما السيارة الوحيدة في الشرق الأوسط تعرض حاليًا في الجناح الألماني ويصل سعرها إلى 475 ألف ريال، وتعمل أيضًا على الوقود "البنزين" إلى جانب الكهرباء لكنها أقل استهلاكا للوقود بفضل التقنيات الحديثة التي تعتمد في تصميمها، حيث إن خزان الوقود يتسع لـ12 لتر بنزين فقط لكن هذه الكميّة القليلة تكفي السيارة للسير 1500 كيلو متر، مشيرًا إلى أن هذه السيارة تعتبر ثورة تقنية كبيرة، وقد تكون سيارة المستقبل في حال اعتمادها في الدول التي تتناسب مع مواصفاتها ومقاييسها المعتمدة.
كما يضم الجناح قسما خاصا برياضة كرة القدم الألمانية وفيه مجسم لكأس العالم الذي فازت به ألمانيا في 2014 ، ويحرص الكثير من الزوار خاصة الشباب والفتيات على التقاط صور شخصية وهم يحملون الكأس.