دار الأوبرا

فن الأوبرا أحد أرقى وأبلغ الفنون الأدائية العالمية، وهو فن عريق ذو جذور حضارية قديمة ممتد في عمق التاريخ، فقد نشأ منذ قرون طويلة بالعالم الغربي، حيث يُعد فن الأوبرا من أكثر الفنون إبداعاً وتعقيداً، فهو يتطلب قدرات فنية وتقنيات خاصة وتجهيزات مختلفة، وفن الأوبرا تمتد أذرعه لتحتضن مختلف مجالات الفنون كالتمثيل والغناء والموسيقى والرقص التعبيري والعزف الأوركسترالي الذي يرافق العروض. واستشعاراً بأهمية هذا الفن العالمي البليغ وما يمثله كدليل على رقي وتحضر الشعوب. وفي ظل إدراك سلطنة عمان أهمية الفنون والثقافة، وكونهما عنواناً للتطور والتقدم، وفي ظل سعيها الدؤوب ورغبتها الدائمة في حجز مكان دائم على خارطة الفنون العالمية عملت السلطنة على إفساح المجال أمام الفن العالمي ومهدت الطريق أمام الثقافة والإبداع من كل مكان للدخول لأرض السلطنة وإلى العالم العربي من خلال إنشاء دار الأوبرا السلطانية.

وفي ظل احتفال سلطنة عمان بيومها الوطني وما أحرزته السلطنة من إنجازات شملت كل مجالات الحياة  تأتي الثقافة والفنون على رأس الأولويات، حيث تولي السلطنة أهميةً كبيرةً لغرس هذه المرتكزات من الوعي بالفنون وممارستها لدى الأجيال الجديدة، حيث تسير السلطنة بخطى ثابتة من تقدم إلى تطور وفق الرؤية الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، التي تقوم على أن الفنون بكافة صورها ليست مجرد لحظات من التسلية أو المتعة العابرة، بل هي تجسيدات وارفة الظلال لحركة وفاعلية البشر والذي يسعى لإعادة اكتشاف الحقائق وبناء جسور التواصل مع الآخر واستشراف آفاق الحياة الأجمل، وقد كانت هذه الرؤية سيراً على درب السلطان الراحل قابوس بن سعيد، والذي طالما أوصى بالاهتمام ودعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني، فالفنون والثقافة هي المرآة التي تعكس أفكار الشعوب وتوجهاتها وكينونتها في رحلتها وتساؤلاتها الحرة والعميقة مع أسئلة الوجود والمعنى والحضور في كينونة الزمان والمكان.
بقيت دار الأوبرا المصرية وحيدةً متفردةً في العالم العربي والمنطقة منذ افتتاحها لما يُقارب القرنين (افتتحت بالعام العام 1869) حتى عام 2011، عندما تم افتتاح دار الأوبرا بدمشق في 2004 ، ثم دار الاوبرا السلطانية لتصبح ثالث دار للأوبرا عربياً والأولى خليجياً، وقد تبعتها العديد من الدول العربية.
أوبرا ضخمة مجهزّة بتقنيّاتٍ حديثة

تُعد دار الأوبرا السلطانية في مسقط، الأولى في منطقة الخليج. وقد ساهمت منذ بداياتها الأولى وإن كانت حديثة العهد في إحداث طفرة فنية مذهلة بما قدمته من عروض فخمة وأداءات موسيقية ومسرحية عالمية جذبت أنظار العالم.
اُفتتحت الاوبرا السلطانية عام 2011، بعد أن أصدرالسلطان قابوس بن سعيد أمراً بإنشائها عام 2001، إلّا أنّ بداية العمل فيها تأخرت حتّى العام 2007.
تُعتبر دار الأوبرا السلطانية تحفةً معماريةً بلا جدال، فقد شُيدت في 8 طوابق تقع 3 منها تحت الأرض و5 فوقها، ويمتد مبنى الأوبرا من شمال الموقع إلى جنوبه ويقطع المبنى رواقان من الأعمدة يمتدان على جانبيه الشرقي والغربي، ويتناغم فيها التراث المعماري العماني والعربي والإسلامي في عهود مختلفة.
والأوبرا السلطانية هي أوبرا ضخمة، مجهزّة بتقنيّاتٍ حديثة كالشاشات التفاعلية على المقاعد وغيرها، وهي تقدم فيها إلى جانب الأعمال الأوبرالية: الحفلات الموسيقية والأعمال المسرحية، والمؤتمرات والملتقيات الثقافية، والفنية التي تعكس العمارة العُمانية المعاصرة، وتستوعب 1100 شخص كحد أقصى. تضمّ الدار المسرح الكبير، وقاعة المؤتمرات، ومركزاً إنتاجياً يقدم العروض الأوبرالية العالمية والعربية، وفيها أيضاً مركز تجاري وحدائق من الطراز الإسلامي والطراز الأوروبي.

تضم الأوبرا جاليريا وهو نمط جديد من أنماط التسوق الحديثة جاء على شكل رواق يُتاخم مبنى دار الأوبرا السلطانية ويضم بين جنباته خمسين محلاً تجارياً تتعدد أنشطتها وتتنوع مجالاتها التسويقية، ودعماً لتسويق المنتجات الحرفية العمانية فقد احتوى السوق على منفذ تسويقى لبيت الحرفي العماني الذي يحتوى بين جنباته على عدد من المنتوجات الحرفية العمانية. حيث يهدف الأوبرا جاليريا إلى توفير بيئة تسوق هادئة بعلامات تجارية عالمية تناسب الجميع.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ليلة إضافية ثالثة لـ حسين الجسمي في دار الأوبرا السلطانية بمسقط 4 مارس

دار الأوبرا السلطانية توضح الإجراءات والاشتراطات الصحية