جدة –سعيد الغامدي
مع تعدد القوائم التي تصنف مبيعات الكتب في معرض جدة الدولي للكتاب، خصوصا قوائم الأكثر مبيعا، حذر مختصون من الانجرار وراء الدعايات والتوصيات غير العلمية للكتب، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك. وبجولة سريعة على تلك الوسائل "تويتر، فيسبوك، إنستغرام" وغيرها، يبدو تأثيرها واضحا على ما يدور داخل المعرض، وهو ما يحتم طرح تساؤل على غرار: هل أصبحت مهمة قارئ اليوم أسهل؟
سؤال من المهم طرحه في ظل وجود شبكات التواصل الاجتماعي، فالبحث عن الكتب، أو معرفة نبذة عن محتواها في متناول الجميع والتوصيات بخصوص الكتب الأكثر قراءة والتي من المهم أن يطلع عليها القارئ على بعد محرك بحث. موقع تويتر والإنستجرام والموقع المخصص للقراء "قودريدز" تعج بكثير من الحسابات والأوسمة التي تقدم المعلومات للقراء عن محتوى الكتاب وعن الإصدارات الجديدة وعن أفضل الترجمات المتوافرة لكتب عالمية، بالإضافة إلى كثير من النصائح فيما يخص التسوق في معرض الكتاب. لكن كثيرا من المختصين يحذرون من عدة أمور قد تتسبب في تضليل القارئ، منها التوصيات غير المبنية على علم، والقوائم المجانية للأكثر مبيعا.
ويرى الكاتب الحاصل على الدكتوراه في الإعلام الرقمي، عبدالله المغلوث، أن انتشار الحديث عن الكتب ظاهرة صحية تعكس عطش القراء واهتمامهم بعالم الكتاب، مضيفا، "لا شك أن أي توصيات مؤدلجة تعكس ذائقة معدها. لكنها غير ضارة متى ما أخضعناها لامتحان واختبار. فعالم الإنترنت منحنا منتجات مهمة تساعدنا على اختيار ما يناسبنا ويأخذ بيدنا".
فيما تؤكد الكاتبة هدى المعجل، أن البحث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون إيجابيا، موضحة "المهم أن يتوجه الذي يحتاج إلى توصية حول كتاب معين، إلى أهل الخبرات القرائية، وليس إلى أي شخص يواجهه". وأضافت: يفترض بقارئ اليوم أن يكون واعيا أكثر بسبب الانفتاح المعرفي وسهولة الوصول إلى الكتاب والرأي حيال هذا الكتاب. وحذرت القارئ المبتدئ من الكتب الأكثر مبيعا والأكثر انتشارا صاحبة العبارات المضللة، قائلا: "فكثرة مبيع الكتب وكثرة انتشارها يعني أن ذائقة القراء واحدة، وهذا الكلام غير صحيح إطلاقا، حيث لكل توجهه وتخصصه وذائقته